الجمعة، 31 مايو 2019

اثار الامازيغ في الحضارة المصرية القديمة


اثار الامازيغ في الحضارة المصرية القديمة
هذه صور امازيغ من خلال الاثار والرسومات الفرعونية القديمة



مثل شعبي ليبي قديم يقول : " تحساب روحك على راسك ريشة ؟! " 
يُقال للشخص الذي يظن نفسه متميّزاً عن بقية الناس أو يملك أفضلية عن الآخرين ، يعود أصل هذا المثل للقبائل الليبية الأمازيغية القديمة ؛ و كما تظهره الرسومات الفرعونية على أحد الأضرحة أن زعماء القبائل الليبية كانوا يضعون ريشةً على رأسهم يتميزون بها عن بقية الأعراق التي عرفها الفراعِنة قديماً ، و هذه النقوش تعود لقبائل امازيغ الليبو تحديداً التي سكنت أراضي شرق ليبيا ودلتا النيل في الشمال  و أشتق لفظ "ليبيا" منها و دخلوا في حروب عديدة مع الملكة الفرعونية ؛ حيث تظهر الرسومات قدامى الليبيين بأنهم قوم يرتدون رداءً طويلاً مُزين برسومات تاركين أحد الأكتاف عارياً و الأيدي و الأذرع يُزيّنها الوشم و "على رأسهم ريشة"

قبل ان نستمر في البحث تابعوا معنا هذا الفيديو التوثيقي الشيق حول اثار ا لأمازيغ القدماء من خلال المصادر الأثرية والتاريخية الفرعونية القديمة



تقدم لنا النقيشات و الأثار و الوثائق العائدة لفترة ماقبل الاسرات وبعدها Pre-Dynastic المؤرخة بحوالي (3400- 3200 ق.م.) قبل ظهور المملكة القديمة Ancient Kingdom المؤرخة بحوالي (2900-2280ق.م.)، الدليل القاطع و الجذري عن هوية من سكن مصر في تلك الفترات الأولى لعهد تأسيس الحضارة الفرعونية في الأراضي المصرية.
والتي بينت انه حوالي 4 الاف سنة ق م  كانت حروب بين ساكنة مصر في شرق النيل و ساكنة مصر الحالية غرب النيل وهم الليبيون او كما نسميهم الامازيغ
حيث ياكد الباحث في الاثار المصرية اريك باث  BATES ORIC 
ان اسم مازيغ  من خلال بحث سنوات 1900 م منتشر بقوة في كل شمال افريقيا و في ليبيا الحالية بصيغ مختلفة اساسها جدر الكلمة م ز غ 




يكاد يجمع عليه المؤرخون أن هناك تفاعلا وتشابها في التقاليد والعادات واللغة الخ بين المصريين القدماء والأمازيغ، وأن هذا التشابه نابع من التفاعل الذي كان قائما بين الحضارتين منذ فجر البشرية، فهو ليس وليد الفترة التي استولى فيها الأمازيغ على عرش النيل، بعد نهاية الأسرة المصرية الواحدة والعشرين سنة 950 ق.م، بل كان قائما منذ بدأت ملامح الحضارة الفرعونية تتشكل وتظهر على مسرح التاريخ بل اصبح من المؤكد ان شعب شمال افريقيا الامازيغ او كما كان يطلق عليهم اسم الليبو هم سكان اصليين واولين في منطقة نهر النيل. واثارهم و صورهم موجودة بقوة في الاثار المصرية القديمة 


هذا فيديو قصير يتكلم على احد النقوش بمنطقة Abu Ballas بالصحراء المصرية لرجل صياد يبدو ليبي، يضع الريش على رأسه ويلبس التنورة التي سنرى الليبيين في الرسومات المصرية  يلبسونها





وهاهي النقيشة بالصورة كما هي موضحة في الفيديو
رابط الدراسة و المصدر



وهذه أيضا نقيشة نيوليثية مقدرة بحوالي 6الاف سنة في التاسيلي بالجزائر لصياد أمازيغي يحمل ريشة  و ذقن بارز والذي نشاهده أيضا حتى عند أمازيغ الأسرات الفرعونية.



علميا من خلال الدراسات الجينية اصبح من الماكد ان اكبر جزء من  المصريين ينحدرون من نفس اصول الامازيغ المغرب الكبير  ويلتقون قبل الاف السنين في تحورات جينية مشتركة فكلاهما يحمل تحورات تعود قديما للسلالة EM215 المعرفة ب E1B1B
صورة الأطلس الجيني لخمس دول يدعى انها عربية منها  جمهورية مصر خرجت اغلبها تحت نفس السلالة الجينية  المشتركة قديما مع التحورات الامازيغية مما يدل على ان اصل شعوب مصر القديمة هو نفسه شعب شمال غري افريقيا 


مصدر الدراسة :
Geographical structure of the Y-chromosomal genetic landscape of the Levant: a coastal-inland contrast.



وهذه صورة اخرى من الاطلس الجيني توضح باللون الاخضر ان الامازيغ المغاربة و جزء كبير من المصريين ينحدرون من اصول ابوية واحدة عاشت في شمال افريقيا منذ عشرات الاف السنين
رابط الدراسة و الصورة في الموقع التالي





الادلة الاركيولوجية على ان الليبيين (الامازيغ) اصليين في مصر:

التواجد لشعب شمال افريقيا  في مصر هو قديم جدا بل هم اصليين في مصر كما بينته الدراسات الجينية وهناك رسوم وصور وآثار وعلامات تشير أحيانا، بشكل واضح، إلى أن الفراعنة ينحدرون من أصول أمازيغية، بالإضافة إلى عدد لا بأس به من القرائن التاريخية بين الأحداث والمظاهر التي تصب في هذا الاتجاه. لو بدأنا التركيز على فراعنة ما قبل عصر الأسرات فلا شك أننا سنتوصل إلى ما يرجح كفة هذا الاعتقاد
بما أن الأمازيغ الذين كانوا أكثر وأقدم احتكاكا مع المصريين القدماء هم “التحنو” فسنتحدث قليلا عنهم لأن هؤلاء قد جاء ذكرهم بكثافة، على ما يبدو، منذ زمن طويل من خلال الآثار والنقوش والرسوم الفرعونية.
تجدر الإشارة إلى أن التحنو هم  الليبيين او الأمازيغ بالضبط كما ذكرت في البداية. ولقد جاء ذكرهم في بعض النقوش المصرية بهذا الاسم، كما هو معروف لدى المؤرخين وفي مايلي هذا اهمها.

الاثبات الاركيولوجي الاول:
أول الاثباتات الأركيولوجية هي من فترة ماقبل الاسرات،و  تبدأ مع لوحة التحنو أو Libyan Palette

 وتعتبر هذه اللوحة من أهم الشواهد الأثرية التي تدل على أن ساكنة شمالي النيل، او ما يعرف بمنطقة الدلتا  كانو من الليبيين القدماء وقد عثر عليها في ابيدوس في مصر العليا، من طرف العالم الألماني Günter Dreyer و الذي حدد تسمية البلد من خلالها بالعبارة: تاسيتي T'a Siti (وتعني أرض الأقواس أو أرض القوة أو ألهة القدرة)
 ومن  اللوحة أيضا استطاع  Günter Dreyer أن يميز العلامة الهيروغليفية التي تدل على التحنو الليبيبين حيث نجد على أحد وجهي هذه اللوحة رسومات تمثل سبع مدن ليبية محصنة متحالفة استطاع أن ينتصر عليها الملك الفرعوني.
 أما على الوجه الآخر فنجد ثلاثة صفوف تمثل ثيران وحمير وأغنام وأسفلها أشجار زيتون بالقرب منها العلامة الهيروغليفية التي تدل على التحنـو من ليبيا.
التحنو تعني حرفيا طوبومونيا خاصة ب ليبيا، أي منطقة غرب الدلتا شمال مصر
و تعترف الحكومة المصرية عبر وزارة الاثار و الثقافة المصرية في متحفها بالقاهرة بهذا الأمر حيث تنسب اللوحة بشكل رسمي لسكان ليبيا و تاريخ ليبيا وهذا أقتباس مصور من الموقع الرسمي لمتحف القاهرة.




شرح الرسومات:

نلاحظ على هذه المصادر أنها عبارة على مناظر عامة منقوشة لا تصحبها نصوص كتابية لأن الكتابة الهيروغليفية فى ذلك الوقت لم تكتمل عناصرها بعد
حسب ما ورد في كاتالوج المتحف المصري، هذه الصلاية تنتمي لعصر ما قبل الأسرات وتحديدًا عهد الملك العقرب – الذي قام بتوحيد القطرين قبل الملك نعرمر – وهي من حجر الشست. تم العثور عليها في أبيدوس (سوهاج) ومعروضة الآن بالمتحف المصري بالقاهرة. ارتفاعها 19 سم وعرضها 22 سم. على الوجه الأول للصلاية – جهة اليسار – نرى صورة لعقرب وحيوانات أخرى كل منهم يحمل فأسًا ويهدم حصنًا، وبالطبع هذه هي الحيوانات التي كان أمراء مصر في ذلك الوقت يتشبهون بها لإعجابهم بقوتها وقدراتها ويعتقد البعض أن هذه الحصون كانت في غرب الدلتا. على الوجه الثاني – جهة اليمين – صورة لصفوف من الحيوانات والنباتات ربما كانت غنائمًا حصل عليها المصريون من غرب الدلتا بعد انتصارهم، على امازيغ التحنو وعلى يمين صف النباتات بالأسفل توجد عصا معقوفة ترمز إلى قبائل التحنو التي كانت تعيش في الأراضي الليبية غرب الدلتا في ذلك الوقت مما يدل على أن المصريين كانوا يحاربون هذه القبائل.



الأثبات الأركيولوجي الثاني:
ومن أقدم أثار كتب عليه اسم امازيغ التحنو  هو صلاية الأسد والعقبان التي ترجع إلى عصر ما قبل الأسرات في الألف الرابعة قبل الميلاد (4000 ق م) .


عثِرَ على هذه الصلاية  في منطقة الكوم الأحمر وارتفاعها حوالي 32سم، ويوجد منها جزآن أحدهما محفوظ في متحف الأشموليان والآخر في المتحف البريطاني. في هذه الصلاية نرى منظرًا لرجال صرعى على الأرض وأسد يفترسهم وعقبان تحوم حولهم وتنقض عليهم – لذلك سميت صلاية العقبان أو صلاية الأسد والعقبان – وأعلى الصلاية نرى رجلين أسيرين أيديهما مقيدتان خلف ظهريهما يسوقهما لوائان مصريان عليهما الصقر حورس (وهذا دليل على أن حورس كان الإله الرسمي للبلاد في عصر ما قبل الأسرات وتحديدًا عصر نقادة الثالثة). الرجال يبدو من لحاهم وشعورهم الطويلة أنهم أجانب ويعتقد الباحثين مثل نيقولا جريمال أنهم ليبيون  من غرب نهر النيل او كما يعرفون باسم التحنو أما الأسد فمعروف أنه يمثل ملك مصر – حيث كان الملوك وقتئذ يحبون التشبه بالأسود والثيران إعجابًا بقوتهم – واللواء الذي يقف عليه الصقر يمثل الإله حورس. من هنا يتضح أن الصلاية تروي قصة معركة شرسة دارت بين المصريين والأجانب وانتهت بانتصار المصريين.

شرح الرسومات:
أن هذه الصلاية هي ملحمة مصرية رواها المصريون على شكل صور وليس كلمات نظرًا لعدم انتشار الكتابة وقتئذ، وهي ملحمة مزينة بتشبيهات أدبية جميلة حيث تشبه الملك بالأسد والجنود المصريين بالعقبان، فإذا ترجمنا الصورة إلى كلمات نقول "أغار الأجانب ذووا اللحى الطويلة والشعر المجعد على مصر، فخرج ملك مصر مع جنوده لقتالهم فهاجمهم الملك المصري كالأسد الذي ينقض على فريسته وانطلق المصريون نحوهم كالعقبان التي تنقض على الفرائس حتى أبادوا الأجانب وألقوا العديدين منهم صرعى على الأرض وأسروا من تبقى منهم حيًا وقيدوا أيديهم خلف ظهورهم وساقوهم أمامهم في موكب احتفالي مهيب".
 الأثبات الأركيولوجي الثالث
وهي لوحة الصيادين Hunters Palette أو لوحة صيد الأسود، مؤرخة بحوالي 3100سنة قبل الميلاد من عهد ماقبل الأسرات وتعود لفترة الحضارة النقادية الثالثة، معروضة لدى العموم في المتحف البريطاني وتعتبر احدى تحف مجموعة اللوفر.


تظهر اللوحة، مجموعة من 20 صيادا ليبيا من التحنو، ملتحين ويزينون شعورهم بالريش ويرتدون كيس العورة وتتدلى من قمصانهم القصيرة ذيول محملين باسلحة من سهام و أقواس  وصولجان، رمي للعصي، والرماح برفقة كلابهم ...وهم في حملة لصيد أسود، وأرانب صحراوية، وأنواع من الغزال و جواميس من الثيران و طيور.
اللوحة تظهر احدى أهم الأنشطة الاقتصادية و الأجتماعية لعصر ماقبل الاسرات و قبل عهد التوحيد و التأسيس، و يظهر بشكل جلي مدى طغيان تواجد العنصر الليبي القديم داخل المجتمع و أساليب عيشه.

الاثبات الاركيولوجي الرابع
لوحة التوحيد:
 لقد ظهر اسم التحنو خلال الأسرة الأولى (3400- 3200 ق.م.) فى عهد الملك نعرمر على أسطوانة من العاج تعرف باسم لوحة التوحيد. ويبدو الملك فى هذا النقش وهو يضرب مجموعة من الأسرى الجاثمين نقش فوقهم عبارة تحنو باللغة الهيروغليفية



ايضا  ذكر امازيغ التحنو على الختم الاسطواني للملك نعرمر من الأسرة الأولى ، وورد في المعبد الجنائزي للملك ساحورع من الأسرة الخامسة ، وفي نصوص الأهرامات وفي نصوص الأدعية من عصر الملك سيتي من الأسرة السادسة ، وذكر على النصب التذكاري للملك منتوحتب بالجبلين من الأسرة الحادية عشرة . ومنه اشتق الإسم الأنتولوجي " تحينو " أي شعب التحنو ، وكتب بأكثر من طريقة على آثار تتواصل حتى عصر الدولة الحديثة .



الأربعاء، 29 مايو 2019

اصول امازيغ بني مزاب حسب علم الجينات



اصول امازيغ بني مزاب حسب علم الجينات

يعتقد الكثيـر  حتى البعض  من بني مْـزاب  ، جهلاً أو تجاهلاً أو لأسباب أخرى ، أن أصل بني مْـزاب هو بقايا الرستميـين (الفرس) الذين هاجروا من تيهرت ( بعد سقوط الدولة الرستمية على يد الفاطميين ) إلى وارجلان (ورقلة) ثم إلى واد ر يغ و إيسدراتن ( سدراتة ) ثم إلى وادي مْـزاب و هناك بنوا مدنهم الحالية و استقروا إلى اليوم  لكن اخيرا الدراسات الجينية فصلت نهائيا في الموضوع واثبتت  ان  بني مزاب هم 80 بالمية امازيغ .



من الجانب التاريخي يعتبر مخالفو رستمية بني مزاب ( الاصل الفارسي) أن بني مزاب سكنوا في وادي مْزاب منذ العصر الحجري الأول و هم من قبيلة بني مُصعب ، أو مُصاب التي تتفرع من قبيلة زناتة الأمازيغية ، و استقروا به و هم الذين أنشؤوا كل القصور المزابية حتى اليوم ، أما الرستميون فهم لا يعدون مجرد نازحين قلائل قَبِلهم المجتمع المزابي وضمهم إليه .
أولا : أقوال ابن خلدون و الـمؤرخين الـمشاهير :
إذ نجد ابن خلدون و هو مؤرخ المغرب الإسلامي الأول يقول في كتابه العبر و ديوان المبتدأ و الخبر :” و قصور مصاب سكانها لهذا العهد من بني عبد الواد و بني توجين ومُصاب و بني زردال فيمن انضاف إليهم من شعوب زناتة ، و إن كانت شهرتها مختصة بـمُصاب”
فابن خلدون من أول الذين يجب أن نعتمد عليهم في التقصي عن تاريخ المغرب الإسلامي ، فهو مؤرخ المغرب الأول بلا منازع ، و هاهو يساند هذا الرأي .
و نلاحظ أن العلامة ابن خلدون رحمه الله يذكر أن سكان مْزاب الأوائل هم ليسوا من بني مصعب ( مُصاب ) فقط ، بل اختلطت معهم عائلات أمازيغية أخرى من أبناء عمومتهم أو من نفس القبيلة : زناتة ( بنو عبد الواد ، بنو توجين ، بنو زردال ) ، لكن سيادة بني مصعب و انصهار العائلات الأمازيغية الأخرى في بني مصعب أدت إلى انتسابهم و انتساب الوادي إليهم ، فسموا كلهم ببني مصعب ، و سميت المنطقة ببادية بني مصعب ، أو وادي مصاب .
للتنبيه أن الإسم الحقيقي للمنطقة و للوادي و للشعب هو : مْـزَابْ و ليس : ميزاب ، و هنا ننبه كل الإخوة القارئين أن يقولوا : مْزاب ، و ليس ميزاب ، إلا عند إضافة ال التعريف فنقول بكسرة فقط و ليس بياء : الـمِزابي 
على أنّ أقدم نصّ تحدّث عن بني مصعب أو المزابيّين هو في 
نصّ أبي القاسم محمد بن حوقل البغدادي الموصليّ ت بعد 367هـ، في كتابه "صورة الأرض"، وذلك حيث يتحدّث عمّا تميّز به البربر من خصال ذميمة، ثمّ يقول: «وفيهم خاصّة بغير هذه الصفة لم يزالوا تسمو هممهم، وتتوق نفوسهم إلى ورود المشرق بسعة أخطارهم، وفاشي مروءاتهم، فيزدادون ظرفا وأدبا ومحتدا وفروسية، وعملا في جميع وجوه الفضل، وسبل النبل. وكان ممّن قدم مصر على هذه الحال قديما محمد بن هواشا [../..]. وإليه توهيب بن سعيد، وكان يتعاطى الزيادة على ابن هَواشا (...). وبنو مُصعب، وكانوا ثلاثة نفر من بعد هؤلاء بزمان، وأدركت من شاهدهم في غاية الكمال من أمور الدنيا والآخرة، واختلّت أحوالهم بتغيّر الزمان والسلطان، وانتقال الولايات بمصر، فلم يفارقوا عاداتهم، ولم يخلّوا برسم لمن كان برسمهم إلى القيام بمن جاور أسبابهم، واتّصل بأتباعهم، وقبروا مستورين في آخر نعمهم»95،96].
عندما يقول ابن حوقل: «أدركت من شاهدهم»، فهذا دليل على أنّ هؤلاء المصعبيّين الثلاثة كانوا بمصر في أوائل القرن الرابع الهجريّ على الأقلّ، وأنّ قبيلتهم كانت معروفة في ذلك الزمن المتقدّم، فما هو تقدير نشأتها يا ترى؟
ايضا نجد بني مصعب في كتاب 
"كتاب السيرة وأخبار الأئمة"، لأبي زكرياء يحي بن أبي بكر الوارجلاني ت بعد 474هـ؛ ففي أخبار أبي عبد الله محمد بن بكر الفرسطائيّ النفوسيّ ت440هـ، يقول الآتي: «وكان الشيخ يشتّي في أريغ، ويربع في البوادي عند بني مصعب وغيرهم. وكانوا آنذاك واصليّة، فردّ بعضهم إلى الوهبيّة»

نتائج التحاليل الجينية لسكان واد مزاب بغرداية أو تغردايت في الجزائر:

في آخر دراسة جينية شملت منطقة بني مزاب في جنوب الجزائر لسنة 2010 ، تحت اسم Shi et al. 2010 وشملت 20 عينة حيث اظهرت النتائج نسبة 80 بالمية من بني مزاب امازيغ من التحور EM81  وخرجوا على نفس تحورات امازبغ القبايل والشاوية والطوارق و الجزائريين الناطقين بالدارجة
موقع غرداية وبني مزاب



دراسة Shi et al. 2010  خصت تحورات 20 عينة من  بني مزاب غرداية وجائت موافقة لدراسة اخرى قديمة سنة 2004   cruciani et al واعطت نفس النسب اي 80 بالمية وهذه صورة لجدول تلك النتائج


كل نتائج تلك الدراسات Shi et al. 2010   يمكن الاطلاع عليها جميعا على رابط الدراسة لفريق الباحثة باقدة اسمهان لسنة 2015 والتي تخص التركيبة الجينية لبعض مناطق الجزائر حيث تجدون تفاصيل اكثر عن نتائج بني مزاب على الرابط التالي

Genetic Heterogeneity in Algerian Human Populations




ويمكن  تحميل الجدول السابق و نتائج كل تلك الدراسات  على شكل ملف XL  على الرابط التالي الموجود  في نفس  الدراسة تحت اسم

S1 Table. Y-chromosome haplogroups and STR haplotypes in the analyzed Algerian samples.




ايضا نتائج دراسة Cruciani et al 2004 والتي اعطت نسبة 80 بالمية كاصل امازيغي لبني مزاب في هذا الموقع:



شرح تلك النتائج
 اظهرت نتائج تحاليل بني مزاب الجينية أنهم أمازيغ شمال أفريقيين بنسبة 100٪ لا وجود لأحد فيهم جاء من خارج شمال أفريقية أو ينتمي لثقافة أفريقية خارج الثقافة و الموروث الحضاري التاريخي الأمازيغي و لا فرق بينهم و بين باقي الشعب الجزائري فجيناتهم هي نفسها جينات القبايل والشاوية و الطوارق و باقي اغلبية الجزائريين الناطقين بالدارجة.
كما تلاحظون في الجدول السابق فبعد دراسة
Cruciani et al سنة 2004 و التي أثبتت أن 80٪ من الميزابيين أمازيغ أقحاح من التحور E-M81 الشمال غرب أفريقي المنشأ و الأنتشار ، جاءت دراسة Shi et al سنة 2010 , هذه الدراسة أكدت نفس النتائج التي جاءت في دراسة Cruciani et al سنة 2004 ، أما النتائج هي كالتالي :
1) التحور
E-M81 : نسبته في سكان واد مزاب هي 16 من 20 أي 80٪ و هو يمثل أغلبية أمازيغ شمال أفريقية .
2) السلالة
E1b1a-M2 : نسبتها في سكان واد مزاب هي 2 من 200 أي 10٪ و هي سلالة مشتركة بين الأمازيغ و باقي الأفارقة تنتشر عند أمازيغ الساحل الأفريقي خاصة طوارق جنوب غرب ليبيا الذين يمثلون أعلى نسبة لها في شمال أفريقية (46%) .
3) السلالة
R1b1-M415 : نسبتها في سكان واد مزاب هي 2 من  20 أي 10٪ و كما وضحنا سابقا هي ممثلة أساسا بنسبة 99٫3٪ بالتحور R1b-V88 الشمال أفريقي المنشأ الذي نشأ منذ 11.700 سنة غرب النيل بين ليبيا و مصر بحيث أعلى نسبة له في شمال أفريقية نجدها عند أمازيغ سيوة (26٫9٪) و هذا التحور شبه منعدم تماما خارج أفريقية و لهذا هوية هؤلاء من هوية الأرض حيث نشأت سلالتهم أي هم شمال أفارقة أصليين أما ثقافتهم في شمال أفريقية هي أمازيغية لأن هذا التحور موجود عند الأمازيغ أكثر من غيرهم في شمال أفريقية أما من أنتقل منهم جنوب الساحل الأفريقي منذ 9000 سنة نعتبرهم شمال أفارقة ثقافتهم هي ثقافة الشعوب التي أنصهروا فيها.

العلم الجيني يسقط اكاذيب اعداء هوية بني مزاب الامازيغ

نذكر انه مؤخرا تعرض سكان هذه المنطقة الغالية علينا لحملة شرسة من أعداء هذه الأمة من أبناء فرنسا المختبئين تحت عباءة  القومية العروبية و الأسلام و الوطنية الزائفة والاسلام والعرب الحقيقيين منهم براء  واشد اعداء تاريخ وهوية بني مزاب هم بعض احفاد وابناء فرق "الميهريست Méharistes "  الذين حاربوا الجزائريين في الجنوب لمساندة فرنسا وهدفهم من تشويه تاريخ وهوية بني مزاب هو لعزلهم عن باقي أخوانهم الجزائريين  ونشر الخرافات حول اصولهم العرقية والادعاء انهم من اصول فارسية وهي افكار لاعادة إحياء مشروع استعماري قديم يرمي لفصل جنوبنا عن شمال الجزائر كما قلنا فزعموا أن للميزابيين الأمازيغ الأباضية أصول فارسية الأصل تارة (بسبب كون مؤسس الدولة الرستمية الأباضية فارسي)!! و أصول قحطانية عربية من سلطنة عمان تارة أخرى ( بسبب كون العمانيين إباضية مثل الميزابيين) !!
 لقد تكلمنا سابقا في مواضيع اخرى على السلالة الجينية التي ينتمي لها  بنوا عدنان و هم تحت التحور
J1- L859 ايضا جميع بنوا القحطان بما فيهم العمانيين و هم اغلبهم على السلالة J1 .
 و لقد تكلمنا أيضا على السلالتين التي ينتمي لها أقحاح الفرس و هم على السلالة
J2 و J1 أما المنتمين لباقي الشعوب الإيرانية من الهبلوغروب R هم من السلالات و التحورات التالية فقط : R-M124 أو R2a و R-M417 أو R1a1a1 و R-M479 أو R2 و R-M198 أو R1a1a وR1b-M269 ممثلة أساسا بالتحور R1b1a2a-L23 .
وللعلم  السلالة
R1b  في كامل أفريقية هي ممثلة بالسلالة R1b1-M415 الممثلة بنسبة 99٫3٪ بدورها بالتحور R1b-V88 الشمال أفريقي المنشأ و المنعدم خارج أفريقية أي أن حاملي هذا التحور من سلالة R1b هم شمال أفارقة أصليين نشأت سلالتهم غرب النيل بين مصر و ليبيا منذ 11.800 سنة ( هوية السلالة من هوية الأرض التي نشأت فيها) فكل من وجد في شمال أفريقية منهم هو أمازيغي ثقافيا تاريخيا و جغرافيا.
 فإذا كان أعداء الأمة الجزائرية المختبئين تحت عباءة العروبة و الأسلام و الوطنية الزائفة صادقين في مزاعمهم فحتما سنجد أمازيغ واد مزاب بغرداية أو تغردايت ينتمون أساسا للسلالة
J1 و J2 إن كانوا فرس أو قحطانيين من عمان أو على الأقل لباقي السلالت التي ينتمي لها 20٪ من الإيرانيين ( R-M124 أو R2a و R-M417 أو R1a1a1 و R-M479 أو R2 و R-M198 أو R1a1a وR1b-M269 ممثلة أساسا بالتحور R1b1a2a-L23 ) ، اخي القارئ العلم الجيني اليقيني رد بقوة وفضح اكاذيب أعداء الجزائر و اعداء هوية بني مزاب واثبت ان 80 بالمية من بني مزاب امازيغ و 100 بالمئة من شمال افريقيا  اضافة الى كونهم ناطقين بالامازيغية وكل تراثهم وتقاليدهم ولباسهم امازيغي


و هكذا سنطوي  بالعلم اليقيني كما يطوى الكتاب كل هذه الأكاذيب التي تروج على ان بني مزاب من الفرس وغير ذلك  وناكد على عراقتهم واصالتهم و امازيغيتهم  وتحية لاخوتنا في الاصل والارض امازيغ بني مزاب
تاريخيا 
يوجد بير غرداية في واد سوف ، و دمغة غرداية في أدرار ، و غرداية في نابل بتونس ، و دشرة غرداية في تيزي وزو ، وغرداية فى سوق أهراس و بشار .
وغرداية عاصمة وادي ميزاب و بلاد الشبكة
التيار العروبي يقول أن أصل غرداية من كلمتين ( غار+داية ) وهى امرأة حكيمة ( قابلة ) قيل أنها من قبيلة سعيدعتبة واحدة من قبايل بنوهلال (مازالت هذه القبيلة موجودة اليوم فى ورقلة ) رحلوا عنها و تركوها فى غار الوادى، وقيل أنها امراة زناتية .
السؤال حسب هذه الرواية : هل غرداية سوف وأدرار و تونس .. هذوا كلهم كان فيهم غار وتعبدت فيه امرأة باسم داية ؟؟؟

بعد نتائج التحاليل الجينية للميزابيين  التي اكدت امازيغيتهم ،هناك ملاحظة تاريخية هامة :
" غرداية " و هو تعريب لكلمة تغردايت ،و هناك من زعموا أن اسمها القديم هو غار داية أي كهف الداية و الداية عند العرب هي القابلة التي تولد النساء !! لأنهم لم يجدوا معنى الكلمة المعربة " غرداية " في معجم المفردات العربية
أعلم عزيزي القارئ و الباحث عن الحقيقة أنه لا وجود لمدينة أسمها " غار داية " في أي كتاب أو مخطوط تاريخي كتب باللغة العربية حديثا كان أو قديم و للقول أن هناك أسطورة تحكي قصة امرأة أمازيغية أسمها داية جائت من توات و سكنت كهف و هي أصل تسمية غار داية هذه كذلك مجرد أسطورة لا تعكس الواقع 

الدليل على التسمية المعربة لتغرديت هو غرداية و ليس غار داية تجدونه في كتاب رحلة إبن الدين الأغواطي الذي مر من غرداية منذ قرنين تقريبا ( قبل الأستعمار الفرنسي) و ذكرها بصيغتها المعربة " غرداية " مما ينسف كل إدعاء يزعم أن تسمية " غرداية" مستحدثة و إن غار داية هي الأصل . رحلة ابن الدين الأغواطي نسخها و نشرها شيخ مؤرخي الجزائر أبو القاسم سعد الله .

أما أصل تسمية " غرداية " أو تغردايت فيرجعه عميد مؤرخي الجزائر عبد الرحمن بن محمد الجيلالي الى غرذاي بن يسلصن المطماطي جد بني تليكفتان أحد اعلام القبائل الأباضية القديمة 

 أما سكان المنطقة يرجعون المعنى للهضبة الواقعة بجانب وادي مزاب و كل هذا الكلام منطقي لأن الأمازيغ الاباضية حين فرغوا من بناء مدينة العطف سنة 1011م ثم مدينة بونورة سنة 1045م هموا ببناء العاصمة غرداية سنة 1053م و هناك من قال 1048م و هناك من قال 1084م!! و الأرجح سنة 1053م و لم يكن هناك في المنطقة من هم على المذهب السني المالكي لأن هذا المذهب ظهر للتو سنة 1049 م في شمال أفريقية عند دولة صنهاجة بتونس بإيعاز من سلطانها صاحب إفريقية، المعز بن باديس بن منصور بن بُلُكين بن زيري بن مناد الصنهاجي فكيف للمذهب السني المالكي أن ينتشر بسرعة من آلاف الكيلومترات ليتجذر عند سكان منطقة مزاب سنة 1053م ؟ و لا ننسى أنه سنة 1053م و لغاية بداية القرن 12م لم يكن هناك أعراب بنوهلال و لا سليم أصلا في الجزائر ( كانوا في تونس فقط) لأن هؤلاء دخلوا لأول مرة للجزائر مع أمازيغ بنو خزرون قاصدين قلعة بني حماد بالمسيلة لتخريبها سنة 1152م .
و كما تلاحظون المجتمع الإيباضي الأمازيغي مجتمع صقل على الجد و الأجتهاد و التعمير فإذا أختاروا غرداية كعاصمة لهم فمن الأجدر أن يختاروا اسم علم مثل غرذاي بن يسلصن المطماطي جد بني تليكفتان أو أهم شيئ يميز جغرافية المنطقة أما القول أن بناة المدن و الحضارة يختارون إسم يدل على مكان تواجد عجوز تمتهن فن توليد النساء ( أي قابلة أو داية) و هذا المكان هو كهف ( غار) لتكون عاصمتهم و ثمرة جهودهم تحمل أسم غار الداية أو القابلة فهذا شيئ لا يصدق و غير منطقي و لا وجود لأي دليل علية.
أما بالنسبة لكلمة مزاب فلا علاقة لها " بالميزاب" الذي يعني قناة أو أنبوب من معدن أو غيره يسيل به الماء من السطح أو من البيت إلى الأرض بل هي قبيلة أسمها مزاب أو مصاب ( نسبتا لمصعب بن واسين) كما ذكرها ابن خلدون و هم من شعوب بنو واسين و مصاب أو مزاب هم أخوة بنو توجين ( مثل الحشم بمعسكر، عامر بسطيف، خضران سقانة بباتنة، أولاد براهيم و عزيز بالمدية ...) و بنو مرين ( أولاد سيدي الشيخ ،سكان تلمسان، بعض سكان الزيبان، فروع من النوايل..) و بنو راشد ( هم أصحاب النسب الأدريسي المزعوم في غرب الجزائر ) ، و الأمازيغ ينطقون حرف الصاد زايا لهذا مصاب تنطق مزاب ( مثل الصلاة تنطق تزاليت و الصوم أزومي) ثم بعض الأمازيغ لا يستطيعون نطق العين محققة، وإنما ينطقونها همزة وقد يسهلونها إلى الألف. فإذا قال العربي مصعب قال الأمازيغي مصأب أي الأصل الحقيقي لكلمة مزاب هو مصاب من مصعب و هو جد بنو مصاب أي مصعب بن واسين بن ورسيك بن جانا ( جد زناتة) بن تمصيت بن ضريس بن زحيك بن مادغيس ( جد قبائل البتر) بن هوك بن هرسق بن كراد بن مازيغ ( جد الأمازيغ المعروف المتفق عليه) و هذا النسب حسب ابن خلدون و ابن حزم عن يوسف الوراق عن أيوب ابن ابي يزيد مخلد بن كيداد اليفرني.







ملاحظة أخرى : الأباضية في بلاد مزاب ليسوا كلهم من بنو مصاب السكان الأصليين بل فيهم من سدراتة و لماية و هوارة و نفزاوة و ماجرة و نفوسة و كلهم أمازيغ أقحاح حافضوا على مذهبهم الأباضي.
ونختم لكم بالفيديو التوثيقي لابناء امازيغ بني ميزاب يعتزون بانتمائهم الى الامة الامازيغية