الجمعة، 24 مايو 2019

هل الامازيغ من نسل نوح عليه السلام؟

بسم الله الرحمان الرحيم

هل كان طوفان نوح عالميا ام اقليميا محدود وهل الامازيغ من

 نسل نوح عليه السلام؟





 ادعى بعض المؤرخين قديما ان اصل الامازيغ هم من ابناء حام بن نوح عليه السلام
ومن اقدم هؤلاء المؤرخين ذكر ابن حزم الاندلسي  المتوفي سنة 1064 م(البربر في شمال افريقيا )  وقال عنهم   امازيغ وقال ايضا انهم من نسل نوح عليه السلام وهذا نقلا عن اخباريين ونسابة من الامازيغ عاشوا ذلك الزمان




نلاحظ اولا  إن إشكال نسب الامازيغ  واصل تسميتهم فصل فيه منذ أكثر من 1000 سنة ، فهاهو ابن حزم كبير مؤرخي العالم الاسلامي يحزم في هذا الاشكال و يؤكد ان الامازيغ أو البربر هم عرق مستقل عن باقي الشعوب ينحدرون كلهم من جدهم مازيغ المنحدر حسب رايه من ذرية حام ابن نوح عليه السلام

وهذا استنادا الى النظرية التي كانت تقول ان كل البشر هم من نسل ابناء نوح بعد الطوفان الذي كان يعتقد انه عم الكرة الارضية و بالتالي فناء كل البشر والحيوانات ماعدا تلك التي كانت مع النبي نوح عليه السلام لكن لكن لكن :
هل حقيقة الامازيغ هم ابناء نوح عليه السلام ؟
هل الطوفان عهد نوح عم الكرة الارضية ولم يبقى الا ذريته؟

الحقيقة العلمية و التاريخية و المنطقية و الادلة من القرءان الكريم تقول غير ذلك بمعنى ان الطوفان زمن نوح كان محدود ولم يعم الكرة الارضية كلها ولم يفنى كل البشر في عهد نوح عليه السلام
الجواب:
يعتقد الكثير من الناس ومن علماء التاريخ خطا ان البشر كلهم يعودون الى ابناء نوح عليه السلام بعد حادثة الطوفان ولذلك تجد ان اغلب المؤرخين في القديم يرجعون اصل كل شعوب العالم الى ابناء نوح سام وحام ويافت وهذا المنهج في نسب البشر راجع الى خرافة جائت في كتاب التوراة اليهودي عن قصة طوفان نوح عليه السلام و الذي زعمت التوراة انه عم الارض وان البشر جميعهم من نسل نوح وان اليهود من نسل سام وانهم النسل المبارك في حين ان باقي ابناء نوح هم نسل مذموم كما قالوا خاصة عن نسل حام ابن نوح
ففي التوراة وردت خرافة الطوفان الذي عم الارض في الاصحاح السادس و السابع والثامن و التااسع من العهد القديم (سفر التكوين)
منهج البحث:
هناك قاعدة التزمنا بها في هذا البحث على ان كل ما ورد في القرءان الكريم هو حقيقة ولا يمكن للعلم ان يتناقض مع القرءان والعكس العلم دوما يثبت اعجاز القرءان الكريم لهذا يجب البحث دائما في اطار التطابق التام بين الحقائق في القرءان و الحقيقة اليقينية العلمية التي لا يمكن ان تتناقض مع بعضها البعض
وفيما يخص حادثة الطوفان فالعلم الحالي اثبت من خلال البحوث التاريخية والاركيولوجية والجيولوجية والتي تؤكد انه حدث حوالي 10 ألاف سنة فيضان ناحية الشرق الأوسط وتركيا والبحر الأسود.
التحليل العلمي والقرءاني لحادثة الطوفان :
العديد من علماء التاريخ في البلدان العربية وجزء من علماء الدين يجعلون أصل كل شعوب الأرض إلى نوح وأولاده سام وحام و يافت وذلك دون دليل علمي واضح ودون حتى دليل من القرءان والسنة  صريح لذلك  ماعدا روايات وتأويلات وتفسيرات بعيدة عن المعاني الحقيقية
الاختلافات الجسمية لدى البشر تنفي عالمية طوفان نوح
 تبين انهم ليسوا من اصل بشري واحد بعود لفترة نوح القريبة زمنيا و التي لا تسمح بتطور التنوع في الشكل البشري
إذا كان كل شعوب الأرض أصلها واحد (نوح وأبنائه) فمن المفروض أن تكون للبشر كلهم صفات واحدة خاصة ان اصحاب نظرية طوفان نوح عم الكرة الارضية و كل البشر من نسل نوح عليه السلام و خاصة ان تلك القصة الاغلبية من المؤرخين ترجح حدوثها حوالي 6 الاف الى 8 الاف سنة قبل الميلاد وهذه الفترة زمنيا لا تكفي اطلاقا من اجل حدوث الاختلافات الجسمية وفي اللون البشرة وشكل الوجه وغير ذلك عند البشر والتي تسببها طفرات وراثية تحدث بعد الاف السنين فمتى وكيف حصلت هذه الطفرات الوراثية في زمن قصير جدا حسب رواية الطوفان عم الكرة الارضية مع العلم ان هذه الاختلافات الجسمية  في اللون والشكل موجودة منذ الاف السنين  فمثلا الاثار المصرية التي تعود الى 3 و 4 الاف سنة صورت لنا عدة اشكال من البشر المختلفين.
فالبشر حاليا في القرن العشرين فيهم الاسود والابيض والاحمر والاصفر والطويل والقصير وملامح الوجه تختلف تماما فهناك الملامح الصينية والملامح الافريقية والاروبية الخ .
فيما يلي بعض الملامح لشعوب مختلفة في العالم و هذه الاختلافات في اللون والشكل موجودة من الاف السنين وهذا ثابت في صوراثار الفراعنة والبابليين و الاشوريين وغيرهم
كما تلاحظون لا يمكن لفترة زمنية تقارب عشرة الاف سنة ( زمن حدوث طوفان نوح) ان تحدث هذا التنوع الخلقي و الفيزيولوجي بين البشر بل هذه الاختلافات هي نتيجة مئات الاف السنين
التحاليل والدراسات الجينية تنفي عالمية الطوفان
 اكدت  الدراسات الجينية ان عدة شعوب تحمل تحورات جينية قديمة جدا تعود لاكثر من 50 الف سنة بينما قصة طوفان نوح لا تتعدى الاف سنة  قبل الميلاد
إذا كان كل شعوب الأرض أصلها واحد( نوح وأبنائه) فمن المفروض ان لهم تحورات جينية واحدة  لا تتعدى عمرها 7 الاف سنة ق م وهو الشيء الغير موجود حاليا فالبشر في القرن العشرين لهم مورثات جينية  ابوية و من ناحية الامومة مختلفة تماما عن بعضها البعض  مع العلم ان علم الجينات اصبح بامكانه تحديد اصول البشر و اعراقهم من خلال تحليل الكرموزوم الذكري الابوي Y والذي يحمله كل الذكور ويرثونه عن ابائهم و اجدادهم  و مع مرور الاف السنين اصبح لكل شعب من الشعوب تحوراته الجينية الخاصة به وهذا بسبب طفرات وراثية تحدث في جينات البشر جعلت فيهم تلك الاختلافات الفيزيولوجية وزمن منشا هذه  التحورات الجينية  المختلفة عند البشر يتعدى عشرات الاف السنين.
مثال على عمر تحورات الامازيغ التي عمر نشاتها يعود الى 65 الف سنة
رابط الدراسة الجينية للتحور الجيني E

مثال 2
العرب وكثير من شعوب اسيا ينحدرون عامة من السلالة الجينية J  و عمر هذه السلالة هو43 الف سنة 
انظر الرابط التالي




مناقشة المعطيات الجينية

كما تعلمون الامازيغ جينيا ينحدرون من السلالة الجينية E وهذه السلالة عمرها 65 الف سنة و العرب واخرون من التحور J   43 الف سنة وهذا العمر الجيني  لهذه الشعوب قديم جدا على تاريخ طوفان نوح 6 او 7 الاف سنة ق م  باعتبار ان هذه الشعوب لا يمكن ان يكون لها اصل مشترك الا في زمن اعلى من 65 الف سنة و بطبيعة الحال نوح عليه السلام لم يكن موجود في تلك الازمنة الغابرة و يدل على ان هناك شعوب في العالم كانت وما تزال تعيش قبل نوح عليه السلام وهذا الدليل العلمي ينسف تماما عالمية طوفان نوح .و يتاكد لنا انه طوفان محلي فقط 


القرءان ينفي عالمية الطوفان

نوح ارسل نبيا فقط الى قومه وليس للعالمين
فكيف يعذب الله كلّ من في الوجود بسبب قوم معين؟
من حيث العقيدة الإسلامية فالنبيّ نوح (عليه السلام) قد ذكر في القرآن في أربعين موضع، ولا توجد آية تقول بأنّ نوح أرسل للعالمين، أو للناس جميعاً، فقط إلى قوم معين..
فقد جاء في القرءان الكريم سورة نوح ( إن أرسلنا نوح إلى قومه أن انذر قومك ).
فنوح عليه السلام بعث لينذر قومه وفقط وهناك ادلة عديدة من القرءان الكريم :
قد تكررت آية (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه) أربع مرات، وآية (قال يا قوم أرئيتم إن كنت على بينة من ربي)، وآية أخرى (قال ربي إني دعوت قومي ليلا ونهارا). كل هذه الآيات تدل على أن نوحا قد أرسل إلى قومه خاصة وأنه كان يحدث قومه لا غيرهم.
إذا نظرنا في القرآن وجدنا أن القرآن ينفي مسألة (عالمية رسالة نوح تماما) , فالله قالها في خمس مواضع أنه أرسل نوح إلى قومه ولم يقل إلى الناس أو إلى العالمين , فلو لم يكن مرسل إلى قوم خاصة وكان هؤلاء هم الناس الموجودون على الأرض لكان الكلام عبثا .
و إذا قيل أنه أرسل إلى قومه ثم دعا عليهم فأغرق الله العالم كله , فما ذنب هؤلاء الأبرياء الذين لم تصلهم الدعوة؟ ولم تهلك الأرض كلها بذنب قوم كفرة ؟
قال تعالى : وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون
كما انه ليس منطقيا ان يكون نوح عليه السلام قطع كل القارات والمحيطات لينشر دعوته لكافة سكان الارض خصوصا في ذلك الزمن السحيق مع بدائية وسائل التنقل والمواصلات مع عدم جغرافية الارض
كذلك فان الاحاديث النبوية تبين بصراحة ان النبي الوحيد الذي ارسل الى كافة البشر هو الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ففي حديث الامام احمد وغيره يقول عليه الصلاة والسلام
(وكان النبي يرسل الى قومه خاصة وارسلت الى الناس عامة)

القرءان يقول  بكل وضوح ان الطوفان اغرق قوم نوح وفقط  ولم يقل ابدا اغرق العالم
الناظر في القرآن يجد أنه من الواضح والجلي أن طوفان نوح عليه السلام كان طوفانا محليا صغيرا , ولم يغرق الا قوم نوح عليه السلام  ولكن لما قالت التوراة أن الطوفان عم الأرض كاملة , كان لزاما على بعض المفسرين أن يقولوا بما قالت به التوراة المحرفة , وهكذا انتشرت هذه الخرافة عبر الزمن ووصلت الى الفكر الاسلامي  وأولت الآيات لتوافق الروايات  ولننظر في قصة نوح في القرآن لنرى كيف يبين بوضوح القرءان ان المغرقين هم قوم نوح عليه السلام وفقط
قال تعالي: " وقوم نوح لما كذبوا الرسل اغرقناهم وجعلناهم للناس اية واعتدنا للظالمين عذابا اليما" الفرقان 37
وكلمة ناس الواردة في الاية الكريمة لفظ عام يدخل فيه ناس عصره أي ان الله تعالى جعل من قوم نوح اية وعبرة لناس عصره و لعصرنا ولكل الناس الى يوم القيامة مما يدل على انه كان في عهد نوح اناس ام تصلهم دعوته ولم يصلهم الطوفان وهذا من الادلة الدامغة على ان الطوفان كان محليا ولم يعم الارض كلها
ايضا الاية الكريمة التالية تبين ان البلاء و مصيبة الطوفان اصابت قوم نوح فقط  وهذا واضح في صورة هود الاية 89 كما اصابت من بعده مصائب لاقوام اخرى
قال تعالي علي لسان شعيب عليه السلام : " ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي ان يصيبكم مثل ما اصاب قوم نوح او قوم هود او قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد " هود 89
ايضا الايات التالية كلها تبين ان نوح عليه السلام بعث فقط لقومه:
قال تعالي: " ولقد ارسلنا نوحا الى قومه فلبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما فاخذهم الطوفان وهم ظالمون "
قال تعالي: " ولقد ارسلنا نوحا الى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره افلا تتقون*فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ " المؤمنون 23-24

اذا الايات واضحة الدلالة فهي تقول اغرقنا الذين كذبوا  والذين كفروا و ظلموا من قوم نوح ولم تقل اغرقنا العالمين مع العلم ان نوح أرسل إلى قومه فقط  و العقاب وقع على قوم نوح  الظالمين فقط , وليس هذا استنتاج  او تاويل بل هو موجود صراحة في النص القرآني وهذا ينفي عالمية الطوفان

من هم المكذبون الذي اغرقوا في الطوفان ؟
قال تعالي: " وقوم نوح لما كذبوا الرسل اغرقناهم وجعلناهم للناس اية واعتدنا للظالمين عذابا اليما" الفرقان 37

قال تعالي:" ونوحا اذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه واهله من الكرب العظيم* وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ " الانبياء 76-77

توضح الاية الكريمة ان الذين اغرقهم الله في طوفان نوح هم القوم الذين كذبوه وهم قومه الذين ارسله الله اليهم ليهديهم فما اجابوه قال تعالي :" وان يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود " الحج 42
يقول الرب جل وعلا: فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (العنكبوت: 14)
فنوح أرسل إلى قومه فقط ,و الذين اغرقوا هم قومه الذين كذبوه وليس هذا استنتاج بل هو موجود صراحة في النص القرآني

القرءان ياكد وجود امم اخرى من غير نسل نوح عليه السلام

فالله تعالى يقول "قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ [هود : 48] "
فالآية صريحة في وجود أمم مع نوح , (وعلى أُمَمٍ مّمَّن مَّعَكَ )
وردت هذه الآية حال الإحباط من السفينة بعد رسوها وقد شمل السلام نوحا (ع) وأمماً ممن معه، كما تومئ الآية أن هناك جماعات (وأمماً) أخرى أيضا غير مؤمنة مازالت لم تنقضي بفعل الطوفان في قوله تعالى وأمم سنمتعهم وهي كثيرة وممكن انها نجت من الطوفان سواء لوجود وسائل لديها أو لأنها خارج المجال الجغرافي للحدث المدمر.

اذا القرءان يؤكد على أن هناك بشر وأنبياء من غير ولد نوح عليه السلام:
وذلك  واضح المعنى في قوله تعالى (أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم..) لبرهان آخر على أن بعض الأنبياء من (ذرية من حمل مع نوح). و(من ذرية ادم ) وتوحي الآية أن هناك انبياء ليسوا من ذرية ابراهيم ولا لمن كانوا معه ونسبوا الى ابيهم ادم مباشرة

ولسنا ندري أين قال القرآن أنه لم يكن في الأرض غيرنسل واهل نوح عليه السلام بعد الطوفان ,كما يروج له البعض فهذه الآية التي بين أيديكم تنفي هذا الكلام , ولكن لما كان للروايات التوراتية سلطان لا يقاوم فتأول البعض الآيات من أجل الروايات ولا حول ولا قوة إلا بالله .

ايضا الحديث الذي يقسم   البشرية وينسبها الى ثلاثة ابناء لنوح باطل من خلال الاحاديث الصحيحة  قد ورد أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا انتسب فبلغ عدنان كان يُمسك ويقول: “كذب النسابون، فلا يتجاوزه”. رواه الطبراني. وذكر القرطبي: فقد روي

عن النبي صلى الله عليه وسلّم لما سمع النّسابين ينسبون إلى معدّ بن عدنان ثم زادوا فقال: “كذب النسابون إن الله يقول : 

{أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللّهُ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ }. (إبراهيم: 9)

تاب الله تعالى أن أصل الأجناس البشرية بعد الطوفان لا يعود إلى نوح وأبنائه فقط ولكن إلى الجماعة التي آمنت بدعوته من قومه ونجت معه في السفينة من الغرق.

قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ. أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ{26} فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ} (هود:25 ـ27).

 نفهم من الآيات أنه اتبع سيدنا نوح نفر من قومه وليس أبنائه فقط كما ذكرت تلك القصة الخرافة في التوراة  و التي  هي اصل ذلك الحديث الضعيف سام اب العرب

و هؤلاء الامم التي جملها نوح معه في سفينته لهم ايضا ذرية و خلف ليس فقط ابناء نوح

يتضح ذلك في قوله تعالى: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً}

(الإسراء: 3) أي يا سلالة الذين أنجيناهم وحَمَلْناهم مع نوح في السفينة لا تشركوا بالله في عبادته، وكونوا شاكرين لنعمه،

هذا الدليل  القرءاني على بطلان ذلك  الحديث الضعيف سام اب العرب هو قوله تعالى: ﴿وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِن دُونِي وَكِيلًا * ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا﴾ (سورة الإسراء الآيتين 2 ، 3).

وفي هذه الآية إشارة واضحة أن بني إسرائيل ليسوا من نسل نوح عليه السلام بل هم ﴿ذرية من حملنا مع نوح﴾. فعشرات الرجال والنساء من الـمؤمنين الذين ركبوا مع نوح (الله وحده أعلم بعددهم)، ثم استقروا في الأرض المباركة (القدس) لم يعـقموا وتـنـقطع ذريـتهم، بل استمر نسلهم، وبنو إسرائيل من نسل هؤلاء بصريح القرآن الكريم.


القرءان الكريم لم يقل ان نوح حمل معه كل اصناف حيوانات العالم

القرآن قال أن طوفان نوح كان طوفانا محليا , وقال بوجود بشر معه وهذا ينفي الأسطورة التوراتية وينفي القول بأنه أخذ زوجا من كل الحيوانات ووضعه في السفينة , فأي سفينة هذه التي تحمل كل هذا العدد من الحيوانات ؟!
سيقول قائل : ولكن الله تعالى يقول " حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ [هود : 40] " فحسب مدعي عالمية الطوفان هذا دليل على ما يقولون به .
لن نقول كما قال البعض : نحن نجد أن حفص هو الوحيد الذي قرأ " من كل " بتنوين اللام , أما باقي القراءات فقالت " من كل زوجين " بدون تنوين, ونحن نأخذ في هذه المسألة بالقراءات وليس بقراءة حفص , فهي أكثر وتتفق مع العقل , إذ كيف يمكن أن يحمل من كل أصناف الكائنات اثنين , وكيف يأتون من جميع أنحاء العالم , فمن المعروف أن هناك حيوانات  منعزلة جغرافيا وغير موجودة إلا في المناطق الباردة وغيرها لا توجد إلا في المناطق الحارة وهلم جرا , فكيف أتت هذه الكائنات من مناطقها إلى نوح وكيف استوعبتها السفينة  الخشبية المربوطة بالحبال و المتواضعة ؟ وإنما نقول: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها والأمر على قدر الاستطاعة, فإذا أمره أن يأخذ من كل زوجين إثنين فهو يأمره أن يأخذ من كل ما يجده ومن كل ما هو حوله زوجين إثنين , فالكل هنا المقصود به الكل الموجود والمتوفر وليس الكل المطلق لأن هذا مما لا يطيقه ولا يقدر عليه سواء سيدنا نوح أوغيره .فكيف يمكن احضار حيوانات من القطب الشمالي ومن استراليا ومن جنوب امريكيا وهي اراضي منفصلة عن بعضها بالاف الكيلومترات.
إذا فالآية لم تقل أكثر من أن الله أمر نوح أن يحمل من كل زوجين , و الله أعلم بهذه الأزواج , اثنين وأهله إلا من سبق عليه القول ويحمل من آمن وما آمن معه إلا قليل .

التساؤل العقلي والمنطقي والقرآني ينكر أن الطوفان عم الأرض كلها!
أمر الله النبي نوح أن يأخذ من كل نوع من الحيوانات زوجين اثنين،فقد جاء في القرءان الكريم : حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلنَا احمِل فِيهَا مِن كُلٍّ زَوجَينِ اثنَينِ هود:40
وجاء في الآية 27 من سورة المؤمنون:”... فاسْلُك فيها من كلٍّ زوجين اثنين وأهلك
الاستفسار هو:
أن الأنواع الحيوانية عديدة، فقد أحصى العلماء في الوقت الحالي اكثر من 200 ألف نوع من الطيور لوحدها واكثرمن50 ألف من الحيوانات البرية وما يزيد عن 500 الف من الحشرات واذا كانت موجودة الان فهذا يعني انها كانت في السفينة مع نوح عليه السلام يعني انه كان ما لا يقل عن 400 الف زوج من الطيور و100 الف زوج من الحيونات البرية ومليون زوج من الحشرات وهذا العدد يجعل من سفينة نوح سفينة الخشبية كما ورد في القرءان الكريم خيالية ولم يسبق للبشر إلى يومنا هذا أن صنع احدهم سفينة بهذا الحجم والعقل لا يمكن أن يتقبل أن هناك سفينة خشبية من هذا الحجم وبقت أربعين يوما تطفوا فوق الماء ثم استقرت فوق جبل واحد.

فحجم هذه السفينة يجب أن يكون اكبر من سلسلة من الجبال ولا يمكن أن ترسوا على جبل واحد(الجودي) وهذا الجبل معروف بين العراق وتركيا .
وقد وجد أثار في جبل الجودي لما يعتقد أنها سفينة نوح عليه السلام وهي ليست عملاقة كما يعتقد البعض وان عملية اكتشافها هي غير مستبعدة و مطابقة لنص القرءان الكريم فقد قال تعالى في سورة القمر عن سفينة نوح بعد ما نشفت الارض: 
(ولقد تركناها اية).
هل سفينة نوح مازال اثرها موجود ؟
يذكر القرءان الكريم ان سفينة نوح ابقاها الله كاية  وذكرى للناس حيث جاء في سورة العنكبوت  الاية 15(فانجيناه واصحاب السفينة وجعلناها اية للعالمين)
وقال تعالى (ولقد تركناها اية فهل من مذكر) سورة القمر الاية 15 وقال تعالى عن سفينة نوح ( في سورة الشعراء الاية 121 ( ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم بمؤمنين)
حيث يرجح الباحثين ان السفينة نزلت في جبل يسمى الجودي  كما ذكره القرءان و جبل ارارات كما ورد في التوران  ويعتقد البعض انه الواقع بين منطقة ايران وتركيا وهو جبل في سلسلة جبال تسمى ارارات التي ذكرت التوراة ان سفينة نوح نزلت عليها وهذا حسب راي و بحث اركيلوجيين و خبير الجيوفيزياء النيوزيلندي جون لارسن، وخبير الآثار الأمريكي أندرو جونس،  حيث قاموا بتصوير مشاهد ثلاثية الأبعاد للتكوين الذي يشبه السفينة المكتشفة عام 1959 بقضاء دوغو بايزيد، بولاية آغري شرقي تركيا، والتي يرجح علماء أنها سفينة نوح و تبين ان طولها هو 150 متر و عرضها هو 25 متر.و هذه الاثار  اتضح بعد المعاينة انها كلها من النوع الحجري و لا يوجد فيها اخشاب
ثم سنة 1973 م تم التقاط صور من القمر الصناعي الامريكي لشكل يشبه سفينة على جبل ارارات بتركيا مما دفع بالمهتمين بالموضوع الى اعادة بحث هذه الاثار و التاكد منها و اكدت الاقمار الصناعية ان الاثر حجمه صغير كما و صفناه 

وهنا السؤال يطرح نفسه هل هذا الحجم للسفينة قادر على حمل  ازواج من كل انواع الحيونات و الحشرات و الطيون   زهم كما قلنا بمئات الاف زد على ذلك اكلهم و شربهم و من معهم من البشر  طبعا الجواب لا لهذا من الراجح ان سفينة  الموعومة  في تركيا لا يمكن لها ان تكون سفينة نوح

انظر الفيديو التالي


موقع اكتشاف سفينة نوح المزعومة


السفينة كانت متواضعة ومن الخشب والحبال ولا يمكنها حمل كل حيونات العالم

 فقد وصفها تعالى بقوله (وحملناه على ذات ألواح ودسر) والألواح هي الخشب والدسر هي الحبال وهذا يدل على تواضع هذه السفينة وهذا يدل على تواضع هذه السفينة من حيث الحجم والنوعية.
ايضا جاء في التوراة (العهد القديم ) انها مصنوعة من الخشب
فيما يخص كيفية صناعتها فلا يمكن لشخص واحد ان يصنعها لوحده اذا اعتبرنا انها عملاقة كمايقول البعض لدرجة انها تحمل 400 الف زوج من الطيور و100 ألف من الحيوانات البرية و500 ألف نوع من الحشرات ناهيك عن مأكلهم ومشربهم الذي يكفيهم لمدة 40 يوما من الطوفان . 
وبما انه من الثابت في القرءان الكريم أن نوح صنعها لوحده ولم يشاركه في صنعها احد لان الله أمره أن يصنعها لوحده فقال اصنع ولم يقل اصنعوا فقد قال تعالى :في صورة 
(هود (ويصنع الفلك ) وقال تعالى (واصنع الفلك بأعيننا ووحينا)

فكيف يمكن لشخص واحد أن يصنع سفينة من الخشب والحبال وتحمل كل تلك الإعداد من المخلوقات فحتى يتم ذلك يجب أن يكون حجم السفينة اكبر من 10 ملاعب كرة قدم سعة الواحد منها 100 ألف متفرج على فيكون الأقل (العرض والطول بالكيلومترات).وهذا مستحيل على شخص واحد .
هذا ممكن من خلال معجزة ربانية لكن من المتفق عليه طبقا للنص القرءاني أن نوح صنعها بنفسه واستغرقت منه الوقت الطويل.
فكيف حمل النبي نوح في سفينته زوجين من كل هذه الأنواع من الحيوانات العديدة؟
ومن ثم فان الحيوانات منتشرة في كل بقاع الأرض، فكيف أحضرها؟
خاصة أن القرءان الكريم بين أن الله تعالى آمر نوح بجمعها ولم تأتي لوحدها بقوله ( قلنا احمل من كل زوجين اثنين).
فكيف يمكن المساك بكل هذه الطيور والحشرات والحيوانات فكيف يمسك بالكنغر وهو في استراليا والدب الأبيض وهو في القطب الشمالي وغير ذلك من حيوانات أمريكا الجنوبية كحيوان (لاما).
وإذا لم يكن قد حمل من كل الأنواع، فمن أين جاءت هذه الأنواع العديدة الموجودة الآن؟
وإذا قلتم الله خلقها فيما بعد، فما هي الحاجة منذ البداية إلى أخذ حيوانات في السفينة، فالله كان قادرا على خلقها كلها وان لم تأخذ في السفينة؟
إذا فرضنا صحة هذا القول و سلمنا به كيف يطعم نوح عليه السلام هذه الحيوانات داخل السفينة مع اختلاف طعامها ومن يستطيع خدمة ملايين الحيوانات هذه .مع قلة البشر الذين ركبوا السفينة معه.
وكيف ستعيش بنفس البيئة مدة أربعين يوم ولا تأكل بعضها البعض؟ مع العلم باختلافاتها؟
كيف ستعيش الكائنات البحرية و النهرية؟إذا اختلط البحر بالماء العذب عندما عم الطوفان الكرة الأرضية.
مع العلم ان هناك حيوانات تعيش في المياه العذبة وتموت في المياه المالحة.
كيف ستتغذى الحيوانات عند انتهاء الفيضان؟ لان كل النباتات على سطح الأرض أتلفت بعد أربعين يوم من الفياضان.
كيف يمكن جمع ما لا يقل عن 500 ألف نوع من الحشرات الموجودة حاليا والتي لا يمكنها العيش في المياه وكيف يمكن معرفة جنسها اذكر أم أنثى حتى يختار منها زوجين وكيف يمكن حصرها منفردة عن بعضها داخل السفينة حتى لا تأكل بعضها.
مع العلم أن بعض الحشرات لا يعيش أكثر من 10 أيام فالذباب مثلا لا يعيش أكثر من 21 يوم فقط بينما السفينة بقت 40 يوما تطفوا على المياه.
فماذا يعني بقوله تعالى (من كل زوجين اثنين):
بما أن ما جاء به القرءان هو الحقيقة المطلقة فقد ذهب بعض العلماء إلى تفسير أخر هو اقرب للمنطق ولا يتنافى مع القرءان الكريم بالقول أن نوح اخذ معه ما يلزمه من الحيوانات ليعيش منها أثناء الطوفان أي داخل السفينة وبعد زوال الطوفان اخذ زوجين حت يمكنه إعادة خلق ثروة حيوانية له ولأولاده بعد الطوفان .
التفسير الصحيح
سفينة نوح كان فيها فقط بعض أزواج من الحيوانات الأليفة المعروفة بتربيتها لدى البشر وهي (الماعز والخرفان والأبقار والإبل) والتي تفيده للعيش بحليبها داخل السفينة وبعد ذهاب الطوفان .
نوح عليه السلام من المرجح انه حمل ثمانية أزواج وفقط تهمه وهذه الأصناف الثمانية واردة بصراحة في صورة الأنعام قال تعالى : ومن الضان اثنين ومن الماعز اثنين ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين .
إذن نوح اخذ معه على الأرجح ثمانية أزواج لأربع أصناف المذكورة. او زوجين اثنين من الحيوانات الاليفة المستأنسة عادة عند البشر و التي كانت متوفرة عنده ليس الا
وهي الانواع المشار اليها في سورة الانعام
ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ  مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ  قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ  نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (143) وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ  قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ  أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَٰذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِّيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ  إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144)
حيث تشير اية الطوفان ( فاذا  جاء امرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوج اثنين)
فانه كما قال عدد من العلماء فان لفظ (اسلك) الذي ورد في الاية يدل على السهولة والسلاسة في عملية ادخال الحيوانات وهي دلالة على ان الحيوانات كانت مستأنسة أي انها من الحيوانات الاليفة التي يستطيع الانسان قيادتها مثل الابقار و الغنم و المعز والابل كما ان لفظ ( حتى اذا فار التنور فاسلك)  تبين بوضوح ان نوح عليه السلام امره الله انه لا يدخل الحيونات الا اذا شاهد التنور فار ( التنور هو البركان)  مما يبين لنا ان عملية ادخال الحيونات ( اسلك) كانت في ضروف سريعة وبالتالي سرعة الدخول الي السفينة تقتضي ان تكون الحيوانات قريبة من السفينة واليفة تسهل ادخالها الى السفينة
اذا يتبين لنا ان الله تعالى امر نوح ان يسلك من كل زوج  اثنين من الحيونات المتوفرة عنده
فالكل المقصود به هنا الكل الموجود و المتوفر وليس الكل المطلق مثل ما فسره بعض العلماء خطا الاية في قوله تعالى عن ملكة سبا (اني وجدت امرات تملكهم واتيت من كل شيء ولها عرش عظيم ) سورة النمل 24
فلا يمكن لنا ان نقول انها اتيت بصفة مطلقة كل شيء بل المعنى يفيد انها اتيت من الملك اشياء كثيرة ولا تملك كل شيء خاصة انها من المعروف على ملكة سبا انها دهشت لما رات ملك سليمان و ما فيه والتي لم تر مثله من قبل

من جهة اخرى  نتسائل كيف يمكن لكل حيونات العالم التي يزعم انها كانت موجودة على سفينة نوح عليه السلام منها حيوان اللاما من امريكا الجنوبية و الدب القطبي و الكنغر الاسترالي  ان ترجع الاف الكيلومترات من موقع الطوفات الى باقي القارات البعيد حيث موطنها الطبيعي التي هي موجودة فيه الى الان حل قام نوح بحملها واحد واحد الى تلك الاماكن المتعزلة و المقطوعة بالبحار و المحيطات   اذن كيف رجعت الى موطنها و بيئتها التي لا يمكن لها ان تعيش في اماكن اخرى 
خلاصة الكلام ان هذه الحيوانات لم تخرج يوما من مناطقها و لم تتعرض للفناء و لا للطوفان 
  
جيولوجيا هل الطوفان (الماء)عم كل الكرة الأرضية أم لا(فيضان محلي):
 حيث يعلم الجميع ان اعلى ارتفاع على الكرة الأرضية هي جبال الافرست في شمال الهند وتصل لأكثر 8850 م فوق الأرض وبالتالي فالمياه الطوفان حتى تغطي الأرض كلها عليها أن ترتفع الى أكثر من 8850 متر .
وحتى ترتفع المياه إلى علو8850 متر وتغطي كل التراب فلا يكفيها ذوبان القطب الشمالي والجنوبي معا وهذه الكمية من المياه غير متوفرة على الكرة الأرضية.
لان الثابت في القرءان الكريم أن مصدر ماء الطوفان هو الأمطار (السحب) ومن باطن الأرض (ينابيع الماء) ولم يكن بسبب فيضان البحر أو كما يقال (تسونامي بحري) وهذا ما تأكده الآيات الكريمة التالية:
فقد قال تعالى في سورة القمر عن قصة نوح والطوفان : (إني مغلوب فانتصر ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر ).
ومن المعروف أن كل مياه المطار هي تأتي من تبخر مياه البحر وذوبان مياه الجليد وغيره وليسلها مصدر اخر وبالتالي فان كمية الماء التي تغطي الأرض كلها وبارتفاع 8850 متر غير موجودة على كوكبنا هذا ومن ذلك يتبين جليا ان الطوفان كان محليا وفقط.
حيث جاء قوله تعالى ويا ارض ابلعي مائك : حيث أن المياه إذا كانت بارتفاع 8850 متر فوق الأرض فلا يمكن لباطن الأرض استيعابها وابتلاع كل هذا الماء.مما يؤيد نظرية أن الطوفان كان محلي وفقط .

مناقشة الطرح  والتفسير المناقض (شمولية الطوفان):
هناك من يستدل على شمولية الطوفان بدعاء نوح (ع) (وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديار) بدليل استخدام كلمة الأرض. ولو تتبعنا آيات القرآن لوجدنا أن لفظة الأرض لا تعني دائما كل الأرض كما في قوله (قال اجعلني على خزائن الأرض) وهل ملك يوسف كوكب الأرض؟ أم خزائن غلات قرية زراعية تدعى مصر “مصريم”، فلو شاء القرآن أن يقول بأن الطوفان أهلك من كان على الأرض جميعا لأتى بها صريحة كما في قوله (قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا).

هناك ايضا من يستدل يالاية الكريمة "وجعلنا ذريته هم الباقين" (الصافات: 77) 

 والاية لا يمكن فهمها  اطلاقا انها تقصد ان ذرية نوح هي الوحيدة التي بقيت حية وباقي البشر في الكرة الارضية انقرضوا او ماتوا   هذا الفهم او القراءة موجود فقط في ذهن من يضع في عقله فكرة ان الطوفان عم الارض كلها  ولهذا يلتبس عليه الفهم الحقيقي لمعنى الاية والتي لا تشير اطلاقا الى بقاء ذرية نوح لوحدهم وفناء باقي ذرية العالم 
هم الباقون  في الاية  تعني من "قومه" لا من جميع الأقوام فنوح عليه السلام بعث الى قومه وفقط وليس الى كل العالم والعقوبة بطبيعة الحال حلت بقومه وفقط و ذرية نوح هي التي بقيت حية  من بين قوم نوح وليس من بين كل سكان العالم لان هؤلاء لم يتعرضوا الى الطوفان  لانهم ليسوا معنيين بدعوة نوح عليه السلام كما وضحناه سابقا ومن جهة اخرى القرءان ياكد وجود امم اخرى من غير نسل نوح عليه السلام

حسنا فأين نـحن من قوله تعالى ﴿وجعلنا ذريته هم الباقين﴾ (سورة الصافات الآية 77)

الذي يقرأ الآية الكريمة يظن أن الناس قد هلكوا وبقي نوح وذريته من اولاده فقط، ولكن أين هم المؤمنون ونسلهم من غير ابناء نوح المذكرين في القرءان   ﴿ذرية من حملنا مع نوح﴾؟ وهل هناك تعارض بين الآيتين؟!

لا تعارض بين الآيتين ولا يلزم أن نفهم من قوله تعالى:﴿وجعلنا ذريته هم الباقين﴾ أن الـمؤمنين معـه عليه السلام قد انقطع نسلهم، بل قد تناسلوا وحدث تزواج بين أبناء نوح وبنات أولئك المؤمنين، وبيـن أبنائهم وبنات نوح عليه السلام، فهو بـهذا أب لـهم جـميعاً (أحفاداً وأسباطاً)، فالـحسن والـحسين من ذرية النبي عليه الصلاة والسلام، مع أن نسبهما لعلي بن أبي طالب، ولكن السبط بـمنزلة الـحفيد. فأبناء أبناء وبنات نوح عليه السلام (أحفادا وأسباطا) هم ذريته.

و هذه الذرية التي ولدت من تناسل تلك الامم التي نزلت من السفينة مع ابناء ٍ بنات نوح عليه السلام يضاف اليها ابناء الامم التي لم يصلهم الطوفان لانه لم يعم الارض


فالله تعالى يقول "قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ [هود : 48] "
فالآية صريحة في وجود أمم مع نوح , (وعلى أُمَمٍ مّمَّن مَّعَكَ ) وو جود امم اخرى ليست مع نوح حال هبوطه من السفينىة وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ 
ما ورد في القرآن الكريم .. يشير إلى أن ذرية نوح -عليه السلام- هم الباقون: "وجعلنا ذريته هم الباقين" (الصافات: 77) دون أن يذكر القرآن أسماء ذريته أو أسماء بعضهم، ثم .. هم الباقون من "قومه" لا من جميع الأقوام، بدلالة أن الله تعالى 
قال: "وأُوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من - قومك- إلا من قد آمن، فلا تبتئس بما كانوا يفعلون. واصنع الفلْك بأعيننا ووحينا، ولا تخاطبني في الذين ظلموا، إنهم مغرقون" (هود: 36/37)، والمغرقون هم الذين لم يؤمنوا من –قومه- بدلالة قوله تعالى: "لن يؤمن من قومك". 

ذلك ما يؤكد صواب رأي مَنْ ضعف أو نفى صحة الحديث المروي في مسند أحمد وسنن الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان يقول: ” سام أبو العرب وحام أبو الحبش ويافث أبو الروم”.


لعلمك الحديث الذي في مسند أحمد: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "سَامُ أَبُو الْعَرَبِ، وَحَامُ أَبُو الْحَبَشِ، وَيَافِثُ أَبُو الرُّومِ".
قال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تحقيقه للمسند [33 / 299]: "إسناده ضعيف، الحسن- وهو ابن أبي الحسن البصري- مشهور بالتدليس، ولم يصرِّح بسماعه هنا، وذهب جماعة من أهل العلم إلى أنه لم يسمع من سمرة سوى حديث واحد، وهو حديث العقيقة. عبد الوهاب: هو ابن عطاء الخَفّاف، وسعيد: هو ابن أبي عروبة

ايضا الحديث ضعيف عند اقدم علماء الجرح التعديل مثل الامام ابي بكر الخطيب البغدادي من القرن العاشر الميلادي رابط الكتاب

الأكاذيب التي تعلمناها أن العرب واليهود من نسل سـام، والأفارقة من نسل حام، ويافث هو والد باقي الأمم..... . ما هي إلا خزعبلات من نسج اليهـود، انتقلت إلى التراث الإسلامي (الإسـرئيـليات)، وللأسف أصبحت حقيقة مُسلمة، مع أنـها تعارض ما جاء في القرآن الكريم، فالواجب تقديم القرآن الكريم على كل شيء، ثم السنة النبوية الصحيحة، فهما الـمصدران الوحيدان، اللذان يـمكن أن نعتمد عليهما في معرفة أخبار الأمم السابقة

وهذا الحديث يتشبث به بعض دعاة القومية والعروبة بتعصب وعنصرية شديدين، ينافيان العلمية والموضوعية،و القرءان  الكريم   ويرفضون الأخذ بعدم صحته أو تضعيفه وعدم جواز الاستدلال به سواء عن رواية الترميذي او رواية الامام احمد وليس هناك دليل من كتاب الله ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم على ذلك والله سبحانه وتعالى ذكر أن الأمم السابقة لا يعلمهم إلا الله في أي آية ؟ في سورة إبراهيم

 ( ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله ) 

فإذا نفى الله علم أحد بهم إلا هو سبحانه وتعالى وجب أن يتلقى علمهم من الله سبحانه وتعالى لا من الاحاديث الضعيفة المو ضوعة  


خرافة تقسيم البشر الى ابناء سام وحام ويافت ابناء نوح 

 العرق السامي والحامي هذه التقسيم هو خرافة لا اساس لها من الصحة روجت قديما جهلا بالتاريخ ولا احد من المسلمين يملك اصل يوثق هذه الرواية الغير موجودة في القرءان الكريم  ولا في الحديث الصحيح  بل الباحث عن هذا التقسيم يجد انه منقول من الاسرائليات (التوراة) القرءان و  الرسول الأعظم لم يقل: أولاد نوح هم: سامٌ وحامٌ، ويافثُ،  فهناك حديث موضوع في هذا الشان لا يعتد به اهل العلم والمؤكد أن الذي صنع هذا القول: وسمّاه حديثاً قد اعتمد على ما في التوراة هذه التي لا ثقة بأخبارها، فهو إمّا يهودي أسلم، أو مسلم اطلع على التوراة، أو سمع من يهودي.وما أكثر الدوافع لوضع الأحاديث!
والحديث  الموضوع هو: "وَلَدُ نوح" سام وحام ويافث. فولد سام العرب وفارس والروم، والخير فيهم، وولد يافث، يأجوج ومأجوج، والترك والصقالبة، ولا خير فيهم، وولد حام .. القبط والبربر والسودان".

وهذا الحديث مردود سندا و  "متناً" أيضاً، فلماذا العرب والفرس والروم.. الخير فيهم؟ ولماذا الترك والصقالبة.. لا خير فيهم؟ إن الواقع "يكذّب" هذا. فليس العرب والفرس والروم خيراً من الترك والصقالبة. والرسول –الصادق الأمين العادل- لا يقول مثل هذا أبداً

( سام أبو العرب ، وحام أبو الحبش ، ويافث أبو الروم ) .

قال الألباني في السلسلة الضعيفة :ضعيف انظر المجلد ٨  ٣٦٨٣






خرافة طوفان نوح الذي عم الكرة الارضية هي مصدرها كتاب التوراة ومنه نقل الكتاب العرب و غيرهم هذه الاسطورة 
ومن المضحك ان نجد في التوراة نفسها ما ينفي ان الطوفان و المياه لم تعم الارض كلها

يعجبني اولئك الذين يبحثون عن القواقع النهرية في اعالي جبال الهيمالايا لاثبات الطوفان وهي جبال تصل ارتفاعها الى اكثر من 8 الاف متر  واتعجب انهم لم يقراوا التوراة فهي تقول بكل وضوح ان ارتفاع المياه كان خمس عشر ذراعا فقط لا تتعدى 8 امتار جاء في التوراة 

20 خَمْسَ عَشَرَةَ ذِرَاعًا فِي الارْتِفَاعِ تَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ، فَتَغَطَّتِ الْجِبَالُ.
21 فَمَاتَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ كَانَ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الطُّيُورِ وَالْبَهَائِمِ وَالْوُحُوشِ، وَكُلُّ الزَّحَّافَاتِ الَّتِي كَانَتْ تَزْحَفُ عَلَى الأَرْضِ، وَجَمِيعُ النَّاسِ.

ان وجود طوفان في منطقة سهلية وارتفاع المياه الى خمس عشر ذراع يعتبر ارتفاعا كبير  في السهل فهو سيغمر السهل كله لكنه خارج ذلك لا يغمر المرتفعات ولا يقضي على كل حياة


 الامازيغ :من نحن إذن؟
إذا كان  تقسيم البشر لابناء "سامٌ و حام و يافت "  لا أصل له، وكان اصطلاح الساميين  والحاميين كذبة من الاسرائليات – فمن نحن إذن؟
 الجواب هو ان الامازيغ من ابناء ادم  وليسوا من ابناء نوح عليه السلام و موجودون على ارض تمزغا من ادم الى اليوم 
أما الجدّ البعيد البعيد لشعوب العالم من الامازيغ والعرب و غيرهم  فلا يعلمه إلا الله. وما ذكره المؤرخون عن تسلسل البشرية من آدم – عليه السلام – إلى نوح – عليه السلام – ثم من نوح إلى اليوم.. ليس إلا رجماً بالغيب، ليس إلاّ "تخرصاً وأحاديثاً ملفقة" لم يصه منها ولا واحد 
ذلك.. لأن الأخبار عن نسل آدم إلى عدنان إنما قام على الروايات "الشفويّة" التي يعتورها النسيانُ، والكذب، والمزاج والهوى، وحبُّ الظهور بمظهر الذي هو بكل شيء عليم.

الدكتور سعد زغلول النجار يوضح خرافة الطوفان عم الكرة الارضية 
https://www.youtube.com/watch?v=IFRiCxPHF-M



الدكتور منصور الكيالي يوضح خرافة الطوفان الذي لم يعم الارض كلها
https://www.youtube.com/watch?v=9wSKb1zRQGA

هناك تعليقان (2):

  1. فكل البشر الموجودون الآن على الأرض من ذرية نوح عليه السلام كما قال تعالى: وجعلنا ذريته هم الباقين. {الصافات: 77}.

    ردحذف
  2. فقد عم طوفان نوح جميع الأرض، كما صرح بذلك علماء التفسير وغيرهم، وكما يفهم من القرآن العظيم، ولذلك لا داعي لتأويله. فمما يدل على عموم الطوفان قول الله تعالى: لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم {هود:43}. وقوله تعالى: ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر * وفجرنا الأرض عيونا {القمر:11-12}. أي صارت الأرض كلها عيونا.

    ردحذف