الثلاثاء، 20 سبتمبر 2022

التطابق بين الادلة التاريخية و الاثرية حول غزو الامازيغ لبلاد الاندلس قبل الاسلام

 

 التطابق بين الادلة التاريخية و الاثرية حول غزو الامازيغ لبلاد الاندلس قبل الاسلام

اخي القارئ هناك شهادة   مؤرخين عرب مثل  ابن عذارى المراكشي:

وهو أحمد من محمد بن عذارى.. مؤرخ من أهل مراكش.. عاش في القرن 13م صاحب كتاب ""البيان المغرب في اختصار أخبار الأندلس والمغرب تكلم عن غزو الامازيغ لبلاد الاندلس قبل الاسلام

وايضا شهادة محمد بن عبد المنعم الحميري وهو رحالة ومؤرخ من أهل سبتة المغربية.. عاش في القرن 15 الميلادي... اشتهر بكتابه "الروض المعطار في خبر الأقطار"... أشار هو الآخر إلى أحداث مشابهة

قبل ان تظهر العديد من الادلة الاثرية التي بينت غزو الامازيغ لبلاد الاندلس كان المؤرخين ينظرون الى تلك الفقرات في الكتب القديمة التي تتكلم عن غزو الامازيغ لبلاد الاندلس قبل الاسلام كانها ضرب من الخيال و الاساطير مثال ذلك كما سبق ذكره  ما كتبه ابن عذارى المراكشي عن تاريخ المغرب الامازيغي خلال العصور الوسطى اعتمد فيه على عشرات الكتب التي ضاعت في زمننا هذا... كما اعتمد على شهادات شفوية للشيوخ من كبار السن الذين عاصرهم.او مايسمى الموروث الشفوي. وقد أشار ابن عذارى للحملات الامازيغية  على إسبانيا قبل الدعوة الإسلامية في مؤلفه... وتحديدا في مقدمة الجزء الثاني الذي خصصه لتاريخ الأندلس.. لكنه لم يستطع إعطاء تاريخ محدد لهذه الحملات فنسبها ببساطة لفترة ما بعد طوفان نوح.. يقول ابن عذارى:

بعد الطوفان عاش في الأندلس قوم من المجوس، وبسبب عدم توحيدهم، أبادهم الخالق بالجفاف، وبقيت البلاد شاغرة لمدة قرن، وفي وقت لاحق ، شهدت وصول قوم يتكون من الأفارقة، بعد أن هجروا الضفة الأخرى بسبب الجفاف ومن ناحية أخرى بسبب حاكم إفريقيا..و بمجرد وصولهم إلى الأندلس، وجدوا وفرة من الأنهار، ثم حكموا هذه المنطقة لمدة قرن ونصف، وكانت عاصمتهم تدعى طاليكا" انتهى كلام ابن عذارى المراكشي

ملاحظة طاليكا في الاندلس هي الان اسمها ايتاليكا او تاليكا 



ايضا شهادة محمد بن عبد المنعم الحميري وهو رحالة ومؤرخ من أهل سبتة المغربية.. عاش في القرن 15 الميلاديا لف كتاب"الروض المعطار في خبر الأقطار" تكلم عن أحداث مشابهة  حول غزو الامازيغ لبلاد الاندلس فهو يقول في مؤلفه

وكان أهل المغرب الأقصى من الأمم السالفة يغيرون على أهل الأندلس فيضرون بهم كل الإضرار.. وأهل الأندلس أيضاً يكايدونهم ويحاربونهم جهد الطاقة

المصدر: الروض المعطار في خبر الأقطار، محمد بن عبد المنعم الحميري، حرف اللام ،لبلابة، ص 509..



إن نص بن عبد المنعم الحميري، و  ابن عذارى على غرار نصوص  اخرى لم نذكرها  محير في تفاصيله بالنسبة للباحثين في علم الاثار في بلاد الاندلس بل  هو كلام مدهش لتطابقه مع معطيات اركيلوجية مكتشفة حديثا رغم البعد الزمني بين ابن عذارى المراكشي من القرن 13 م وبين احداث وقعت في القرن 2 ميلادي  ويبدوا ان ابن عذارى لا يتحدث من فراغ.. فقد ذكر أن هؤلاء الغزاةالأمازيغ اتخذوا من مدينة تدعى طاليكا عاصمة لهم..

وهذه المدينة ليست سوى إيتاليكا  او تاليكا  بلاتينية القديمة اسمها

ITALICEN بالفرنسية ITALICA 

تعرفوا على هذه المدينة في الرابط التالي 

https://fr.wikipedia.org/wiki/Italica_(Espagne)

  طاليكا المدينة التي أقيم فيها النصب  الاثري الاندلسي من القرن 2 الميلادي و الذي  يتكلم عن حرب و غزو للامازيغ لبلاد الاندلس في احداث وقعت في نفس المدينة 

 اننا  اذن.. نتحدث عن نص تاريخي تم إثبات صحته ب علمالآثار! وهذا التطابق مدهش لدى الباحثين

صورة النقش الاندلسي من القرن 2 ميلادي يذكر غزو الامازيع المور لبلاد الاندلس و الاحداث وقعت في مدينة  تاليكا او إيتاليكا

النقش إيتاليكا، او تاليكا  معروض بالمتحف الآركيولوجي بإشبيلية:

Epígrafe de Itálica  VALLIO MAXIMIANO

تم العثور على هذا الأثر على بعد أقل من 10 كيلومترات شمال غرب إشبيلية صنع سنة 178 ميلادي كتكريم على شرف كايو فاليو ماكسيميانو.. حاكم موريطانيا الطنجية.. وذلك تقديرا لجهوده..في دفاعة عن ارض ومدينة تاليكا الاندلسية وتحريرها من الامازيغ المور

 بالنسبة للأشخاص المهتمين بالتعمق في هذا الموضوع.. فإننا نقترح عليكم كتاب للباحث رايموند طوفنو

الغزوات المورية الامازيغية لمنطقة بتيك الاسبانية

Les incursions des Maures en Bétique sous le règne de Marc-Aurèle

Raymond Thouvenot

https://www.persee.fr/doc/rea_0035-2004_1939_num_41_1_3018





بامكانكم ايضا الاطلاع على مقال للباحثة المتخصصة في الاثار الاندلسية وفي الدراسات القديمة و الوسيطة جويلاديس برنار 

 Gwladys Bernard



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق