السبت، 3 سبتمبر 2022

الامازيغ وخرافة شخصية قحطان


الامازيغ وخرافة شخصية قحطان


علم الاركيولوجيا وانهيار خرافة شخصية  قحطان:


يزعم العابثون بالتاريخ من القوميين العروبيين ان قحطان جد اليمنيين هو يقطان في التوراة الاسرائيلية نسب يقطان في التوراة:

الآيات 22-30: "بَنُو سَامٍ: عِيلاَمُ وَأَشُّورُ وَأَرْفَكْشَادُ وَلُودُ وَأَرَامُ. وَبَنُو أَرَامَ: عُوصُ وَحُولُ وَجَاثَرُ وَمَاشُ. وَأَرْفَكْشَادُ وَلَدَ شَالَحَ، وَشَالَحُ وَلَدَ عَابِرَ. وَلِعَابِرَ وُلِدَ ابْنَانِ: اسْمُ الْوَاحِدِ فَالَجُ لأَنَّ فِي أَيَّامِهِ قُسِمَتِ الأَرْضُ. وَاسْمُ أَخِيهِ يَقْطَانُ. وَيَقْطَانُ وَلَدَ: أَلْمُودَادَ وَشَالَفَ وَحَضَرْمَوْتَ وَيَارَحَ وَهَدُورَامَ وَأُوزَالَ وَدِقْلَةَ وَعُوبَالَ وَأَبِيمَايِلَ وَشَبَا وَأُوفِيرَ وَحَوِيلَةَ وَيُوبَابَ. جَمِيعُ هؤُلاَءِ بَنُو يَقْطَانَ. وَكَانَ مَسْكَنُهُمْ مِنْ مِيشَا حِينَمَا تَجِيءُ نَحْوَ سَفَارَ جَبَلِ الْمَشْرِقِ."
https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/01-Sefr-El-Takween/Tafseer-Sefr-El-Takwin__01-Chapter-10.html

من جهة اخرى يقول احد اكبر دعاة القومية العربية السيد ابراهيم علوش من أولئك الذين تشبعوا بالفكر القومجي (البعثي-الناصري) الشوفيني الإجرامي. البربري مع امثال عثمان سعدي إقتحموا مجال الرواية التاريخية من باب الصلاة على قبر الأمازيغ,

ذكر ابراهيم علوش في مقاله (الأمازيغ (البربر) جاؤوا من اليمن) :" وإذ نقدم هنا صفحات موثوقة عن عروبة البربر (الامازيغ) القديمة فلأن التاريخ القديم للمغرب العربي يتعرض للتشكيك و الطعن بعروبته أكثر من غيره ... فإذا أثبتنا أن الأمازيع (البربر) عربٌ أقحاح, فإن إثبات عروبة الباقي, من مصر للعراق لسوريا للسودان لأريتريا (التي يأتي ذكرها هنا) يصبح أمراً أسهل منالاً.

الذين اسسوا فكر القومية العربية في الخمسينات من القرن الماضي بعد ان عربوا بلاد الشام و الرافدين الغير عربية الاصل انتقلوا الى تعريب تاريخ واصول شمال غرب افريقيا بلاد الامازيغ و بدؤوا بالبحث في النصوص الخرافية العربية و التوراتية لصناعة الأصول العرقية والإنتماء الجغرافي المشرقي للأمازيغ. فزعموا ان الامازيغ هم بن بر من قبائل خمير اليمنية القحطانية

وطبعا كلها اكاذيب مؤرخي اليمن كما وصفهم الامام المؤرخ ابن حزم الاندلسي و انكرها ابن خلدون

قال ابن حزم الاندلسي في القرن 11 ميلادي (ما كان لحمير طريق إلى بلاد البربر إلا في أكاذيب مؤرخي اليمن)

ولنَشِرْ إلى أحد اقدم مؤرِّخي اليمن، الذين اخترعوا كذبة النسب الامازيغي لحمير القحطانية اليمنية وهم من القرن الثامن و التاسع ميلادي و اولهم اليمني الحميري هشام الكلبي

"الكلبي" يقول: "إن كتامة، وصنهاجة، ليستا من قبائل البربر، وإنما هما من الشعوب اليمانية، تركهما إفريقش بن صيفي بأفريقية، مع من نَزل بها من حامية

و المؤرخ الثاني هو "محمد بن الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني"، الذي أشار إلى نسب البربر الامازيغ الى قحطان الحميري اليمني وهذا في كتابِهِ ، المُسمّى بالإكليل،

فإنه لمّا ذَكر قبيلة لمتونة، التي منها الأسرة الملكيَّة المرابِطة بالمغرب، قال إنها فخذ من صنهاجة، وإن صهناجة من ولد عبد شمس بن وائل بن حِمْير، وإن الملك أفريقيش بن أبرهة، لمّا ملك حمير خرج غازياً نحو بلاد المغرب، وأرض أفريقية، فلمّا توغَّل بالمغرب بنى مدينة أفريقية؛ هي مشتقة من اسمه؛ وخَلف بها من قبائل حمير وزعمائها صنهاجة، ليردُّوا البربر على شاكلتهم، ويأخذوا خراجهم، ويُدبِّروا أمرهم. ويقال إن أفريقيش هو الذي سمَّي سكان المغرب بربراً، فإنه لما غزاه بقومه الحِمْيريين، وسمع رطانة سُكّانهُ، قال ما أكثر بربرتهم، فسُمّوا بربراً، والبربرة في اللغة اللَّغطُ، واختلاط أصوات غير مفهومه

انظر كتاب (الهمداني) الحسن بن أحمد بن يعقوب، الأكليل، الجزء الثاني، تحقيق: محمد بن على الأكوع

الحوالي، ط 3، بيروت، منشورات المدينة، 1986، ص94.

وقال المؤرخ الحكواتي اليمني "الهمداني"، في نَسَبِ قبائل الهميسع بن حمير الأكبر بن سبأ الأكبر، ما يلي: "وأما مُرّة بن عبد شمس فولده ـ كما يُقال والله أعلم ـ كتامة، وعهامة، وصنهاجة، ولواتة، وزنيت، وهو زناتة. وهُم رؤساء البربر، نُقِلوا مع سيِّدهم كنيع بن يزيد، يوم أشْخَصَه إفريقيس، إلى إفريقية، وصَرَف المُنتاب عنها"

و الان لنكشف الخرافات العروبية الاسرائيلية:



لم يكن يخطر ببال هؤلاء القومجيين العروبيين قديما وحديثا انه سيأتى بعدهم المناضلين الامازيغ يكشف تناقضات الرويات التوراتية و تناقضات المءرحين العرب و اليمنيين و لم يكن يخطر ببالهم اننا سنكتشف سر "المسنَد"، ونتمكن بذلك من قراءة نصوصه والتعرف على لغته، وأن لغته هي تختلف عن هذه العربية التي ندوّن بها، حتى ذهب الأمر بعلماء العربية في الإسلام بالطبع إلى إخراج الحميرية واللهجات اليمنية الجنوبية الأخرى من العربية.كما بيناه في بحث و من ذلك تسقط خرافة التي تقول ان اللغة الامازيغ اصلها عربي من اللغة الحميرية اليمنية لانه اصلا اللغة الحميرية الينية ليست عربية

الغريب ان العروبيين لا يعلمون ان قحطان كشخص ينسب له اليمنيين و يزعمون انه جد البربر الامازيغ خرافة لا اصل لها ولا وجود له الا في سردياتهم الخرافية اليمنية الاسرائيلية

قالوا ان قحطا ن اب عرب اليمن هو يقطان الذي ذكر في التوراة بن عابر بن شالح بن أرفكشاد بن سام بن نوح، وهذا النسب التوراتي يشبه إلى حد كبير النسب الذي ذكر لقحطان حسب روايات المؤرخين العرب الذين قرروا قديما في القرن الثامن الميلادي ان قحطان هو يقطن في التوراة دون أي دليل سوى تشابه في لحن الاسمين  رغم انه في نفس التوراة ورد باسم يقشان و قيل انه اب السبئيين (شبا) اذا الإخباريين العرب قد أخذوا نسب قحطان من التوراة، وهو أمر لا ينكرونه وقالوا ان قحطان من ولده العماليق وان من ولد العماليق جاء البربر (الامازيغ)

لكنهم تجاهلوا امر مهم هو معنى اسمه يقطن في التوراة والعبرانية، فيقطان بمعنى صغير

لم يعجب اليمانية المعنى الوارد فى التوراة للفظة "يقطان" "يقطن"، ولعلهم عرفوا معناها من أهل الكتاب، فعكسوا المعنى بأن صيروه على الضد تمامًا، جعلوه "الجبار"، وقالوا: "واسمه فى التوراة الجبار"، مؤكدين جازمين، وهذا كذب 
أما فى التوراة وعند أهل الكتاب وفى العبرانية، فهو العكس، فـ"يقطان" فى التوراة لفظة تعنى "صائر صغير"، فهى فى معنى: "صغير"، وبين صغير وجبار فرق كبير، وهكذا صار الصغير جبارًا، وبهذا التفسير أعاد النسابون العروبيون اليمنيون  الهيبة والمكانة إلى "قحطان"


وبعدها قالوا ان العماليق قوم جبابرة ضخم الجسد هم من ابناء يقطن قحطان و تجاهلوا ايضا ان التوراة تنسب قحطان الى ولد النبي ابراهيم عليه السلام يعني نفس نسب قبائل العدنانيين وبني اسرائيل

سفر التكوين، الإصحاح 25: 1- 3.
https://st-takla.org/Bibles/BibleSearch/showChapter.php?chapter=25&book=1

ففي (العهد القديم) نقرأ: «وعَادَ إِبْرَاهِيمُ فأَخَذَ زَوْجَةً اسْمُهَا قَطُورَةُ، فوَلَدَتْ لَهُ: زِمْرَانَ، ويَقْشَانَ، ومَدَانَ، ومِدْيَانَ، ويِشْبَاقَ، وشُوحًا. ووَلَدَ يَقْشَانُ: (شَبَا)، ودَدَانَ.»(3) 
ومن ثَمَّ فإن القبائل اليَمَنيَّة هي من ذلك الأصل الإبراهيمي  حسب التوراة.


ولهذا قال مؤرخون اخرون ان قحطان بن الهميسع بن تيمن بن نبت بن إسماعي مثل ما ذهب اليه هشام الكلبي في القرن 8 ميلادي.و من اليمنيين من ذكر ذلك "الشرقى بن القطامى"، و"نصر بن زروع الكلبى" و"الهيثم بن عدى".

وامام هذا الخلط و التناقضات الفادحة في التوراة وفي كلام المؤرخين العرب قديما وحديثا عن اصل اليمنيين او القحطانيين جاء علم الاركيلوجيا و هو العدو اللذوذ للسرديات و الخرافات في مراجع العروبيين و ينسف كذبة وجود شخص اسمه قحطان

ذُكرت قبيلة قحطان في نقوش  اليمن السبئية  ذكر ان ال ثور أقيال (حكام) كندة وحكام المستوطنة السبئية قرية كهلم وقحطن جنوب نجد  اذا قحطن قرية وليس بشر 
صورة للنقيشة السبئية ورابط الاطلاع عليها في الاسفل 



حيث ورد في النقش ايضا (معاوية بن ربيعة آل (ثور) القحطني ملك قحطن ومذحج) مما يعني أن الحاكم نفسه يلقب بالقحطني. نسبة الى المنطقة او القرية قحطن و بالتالي هو اسم مملكة وليس اسم شعب مثل ما نقول في الجزائر الفنان مصطفى العنابي او القسنطيني نسبة الى المكان 

و المحزن للدين يقلون ان قحطان هو جد السبئين فلم تذكر النقوش «قحطان» ك بشر و شخصية جد للسبئيين بل ذكرته كقرية في قحطن زمن السبئيين تصف النقش «آل ثور» أقيال/حكام كندة بانهم «أبعل قريتم كهلم وقحطن» أي أصحاب قرية كهل وقحطن، باللغة السبئية 
للتنبيه النون في آخر الكلمة  (قحطن) هو أداة التعريف يعني حرف زائد  فيكون الاسم «قحط».وعليه فان اصل اسم قحطانيين هو بسبب صفة الارض القاحلة القحط التي يسكنها اليمنيين و ليس نسبة الى شخصية اسمها قحطان

نذكر مرة اخرى لم يكن السبئيين ينسبون أنفسهم إلى قحطان قبل الإسلام بل إلى سبأ، وقد ذكر سبأ كشعب ومملكة وأرض في النصوص الآشورية والرومانية وأنهم يعيشون في الجزء الجنوبي الغربي من شبة الجزيرة العربية يعني قبل ظهور ابراهيم عليه السلام وقبل ظهور التوراة المحرفة
فيما يخص النقيشة المسندية التي ذكرت قرية قحطن
جاء في النقيشة ان  هناك ملك يمني سبئي يسمى ربيعة بن معاوية ذي الثور كان يملك هذه المنطقة (قحطن و كهلن) في اليمن

وكان للقبه الملكي ملك كندة وقحطان ولكنه عصى أوامر الملك السبئي شاعر أوترفــ خلعه وجلبه إلى صنعاء مكبل في السلاسل ذكر في نقش السيئي السطر العاشر

 DAI Barʾān 2000-1

المرجع الموقع العالمي للاثار اليمنية داسي

النص


1 (S²)[ʿrm ʾwt]r mlk S¹bʾ [w-ḏ]
2 Rydn [bn ʿlh]n Nhfn mlk[ S¹]—
3 [b](ʾ) hqny ʾlmqh bʿl Ms¹kt w-(Yṯ)[w] (B)[r]—
4 [ʾn ṣlm](n)[... ...]
5 [... ...](n) ḏ-ḫr(s²)[ b](n )(Qrytm) ḏt Khlm((Qrytm ḏt Khlm)) y—
6 wm ḍbʾ Ḫwln w-ʾs²ʿrn w-Yrfʾ w-Ḏḫrn
7 w-ḏ-bn ʾydw S¹whrn w-Kdt w-Qrytm w-h—
8 rg bn hmt ʾs²ʿbn mhrgm w-s¹bym ḏ-ʿ—
9 [s¹]m w-hʾtw Rbʿt bn Mʿwyt ḏ-ʾl Ṯwr—
10 [m ml]k Kdt w-Qḥṭn ʿdy hgrn Ṣn—
11 [ʿw ... ..
.]


الترجمة بالانجليزية



1 S²ʿrm ʾwtr king of Sabaʾ and ḏu
2 Raydān, son of ʿlhn Nhfn, king of
3 Sabaʾ, dedicated to ʾlmqh Lord of Ms¹kt w-Yṯw Brʾn
4 the statue [... ...]
5 [... ...] that he carried from Qryt ḏt Khlm,
6 when he fought Ḫwln and the ʾs²ʿrn and Yrfʾ and Ḏḫrn
7 and some tribal groups of S¹whrn and Kinda and Qrytm and
8 among those tribes killed and made prisoners in great numbers
9 and he brought Rbʿt son of Mʿwyt of the clan Ṯwrm
10 king of Kinda and Qḥṭn to the town of
11 Ṣnʿw [... ...]



الترجمة بالفرنسية


1 S²ʿrm ʾwtr roi de Sabaʾ et ḏu
2 Raydān, fils de ʿlhn Nhfn, roi de
3 Sabaʾ, dédié à ʾlmqh Seigneur de Ms¹kt w-Yṯw Brʾn
4 la statue [... ...]
5 [... ... ] qu'il emporta de Qryt ḏt Khlm,
6 quand il combattit Ḫwln et les ʾs²ʿrn et Yrfʾ et Ḏḫrn
7 et quelques groupes tribaux de S¹whrn et Kinda et Qrytm et
8 parmi ces tribus tuèrent et firent des prisonniers en grand nombre
9 et il amena le fils de Rbʿt de Mʿwyt du clan Ṯwrm
10 roi de Kinda et Qḥṭn à la ville de
11 Ṣnʿw 
شرح النص

يؤكد النقش السبئي بأن الملك شاعرواتر السبئي  توجه لإخضاع ممالك مجاورة تمردت على السيادة اليمنية أثناء انشغال الملوك بالحروب الداخلية وقد نقل إلينا نقش معبد برآن الذي يحمل الرمز DAI Barʾān 2000-1 والذي يتحدث فيه الملك شاعر أوتر بأنه أهدى الآلهة تمثال من الغنائم التي حصل عليها في قُرَيَّة ذات كهل يوم حارب قبائل خولان والأشاعر ويرفأ وذُخَر الذين وقفوا بجانب قبائل السواهر كما حارب كندة و قُرَيَّة وتم أسر الملك ربيعة بن معاوية ذي آل ثور ملك كندة وقحطان حتى أوصلوه أسيراً إلى مدينة صنعاء
خلاصة البحث 
أسطورة وجود عرب اسمهم قحطان بن هود وحصر العرب برجلين عدنان وقحطان خرافة اخترعها عالم الأنساب ابن السائب الكلبي الحميري الرافضي الكوفي بالعصر العباسي. وجعل عدنان هو المستعرب، وقحطان هو العربي الأصيل انتصارا لقومه اليمانية.
قبل الاسلام و في الصدر الاول، لم يكن اسم قحطان واردا في نسبة اليمنيين انفسهم فكانوا ينسبون انفسهم الى سبأ. ولا وجود لشخص لسمه قحطان في نقوش خط المسند.
ابن الكلبي هو من ابتدع تقسيم العرب شطرين عندما حصر العرب في العاربة في قحطان الخرافي. وهو تقسيم لم يعرفه العرب من قبله. وسرق شخصية قحطان من يقطن بن عابر المذكور بالتوراة.
ذلك أن اليمانية وجدوا أن العرب العدنانيين يفخرون عليهم بأن فيهم النبوة والأنبياء فقال المرخين اليمنيين زورا : إنهم من نسل هود، وهود نبي من أنبياء الله. وبالصدفة هناك قبيلة صغيرة اسمها قحطان ذكرت بالنقوش اليمنية كما سبق تضيحه كقرية ليست شخص او قبيلة.
ذكر خرافة شخص قحطان بالتفصيل الدكتور جواد علي:
انظر كتاب
المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام
الرابط 

مقتبس من الكتاب 
والقائلون: إن "قحطان" هو "قحطان بن الهميسع بن تيمن بن نبت بن إسماعيل" هم نَسَّابو ولد "نزار بن معدّ" أي: النزارية، الذين كانوا يقابلون "اليمانية" في صدر الإسلام وفي الدولة الأموية والعباسية، يؤيدهم في ذلك بعض اليمانية، مثل "هشام بن الكلبي"، و"الشرقي بن القطامي"، و"نصر بن زروع الكلبي" و"الهيثم بن عدي"1. ويظهر أن غايتهم من ذلك وصل نسب قحطان بشجرة نسب أولاد إسماعيل. أما سائر اليمانية، فتأبى ذلك، وتذهب إلى أنه "قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح"2.
وتستهدف هذه الروايات غاية عاطفية بعيدة على ما يظهر، كانت ذات أهمية في نظر القحطانيين، هي وصل نسبهم بالأنبياء. فبعد أن ذكروا ما ذكروا من أخبار مُلْكهم ودولهم قبل الإسلام، وجدوا أن العدنانيين يفخرون عليهم مع ذلك بأن فيهم النبوة والأنبياء، منهم الرسول، وفيهم إسماعيل جدهم, فأرادوا أن يكون لهم أجداد أنبياء: أنبياء خلص قحطانيون، أو أن يكون لهم نسب يتصل بنسب إسماعيل على الأقل، أو أن يصل نسب إسماعيل بأسباب نسبهم، فقالوا: إنهم من نسل هود، وهود نبي من أنبياء الله، وقالوا: إن قحطان من نسل إسماعيل، وقالوا: إن هودًا هو عابر، وعابر من نسل الأنبياء، وقالوا أشياءَ أخرى من هذا القبيل ترمي إلى ترجيح كفتهم على كفة منافسيهم العدنانيين في الفخر بالأنساب على الأقل.
ولم يعجب اليمانية المعنى الوارد في التوراة للفظة "يقطان" "يقطن"، ولعلهم عرفوا معناها من أهل الكتاب، فعكسوا المعنى بأن صيروه على الضد تمامًا, جعلوه "الجبار"، وقالوا: "واسمه في التوراة الجبار"3، مؤكدين جازمين. أما في التوراة وعند أهل الكتاب وفي العبرانية، فهو العكس، فـ"يقطان" في التوراة لفظة تعني "صائر صغير"4، فهي في معنى: "صغير", وبين صغير وجبار فرق كبير, وهكذا صار الصغير جبارًا. وبهذا التفسير أعاد النسابون أو أحد المتحدثين إليهم من أهل الكتاب الهيبة والمكانة إلى "قحطان".
انتهى كلام المؤرخ جواد العلي 
من جهة اخرى 
سُئل مؤرخ اليمن بعهد التابعين وَهْب بن مُنبِّه ٣٤هـ - ١١٤هـ عن اليمانية وهل أبوهم هود فقال: لا ولكن وقعت الفتن بين العرب وفخرت مضر بأبيها إسماعيل فادعت اليمن هوداً ليكون لهم أب من الأنبياء.
- المصدر: كتاب 
الإيناس في علم الأنساب   الصفحة ً276 المؤلف الحسين بن علي بن الحسين، أبو القاسم الوزير المغربي القرن العاشر ميلادي (980-1027ميلادي)
رابط الكتاب






هناك تعليق واحد: