الأحد، 3 سبتمبر 2023

العروبيين وظاهرة التعددية الزوجية عند الامازيغ قديما

 


العروبيين وظاهرة التعددية الزوجية عند الامازيغ قديما



يروج القومجي المستعرب في شمال افريقيا ان هذه المنطقة عربية العرق في اغلب سكانها و الغريب لما ىتسالهم كيف اغلبية عربية و المراجع العربية القديمة من القرن الثامن و حتى القرن 11م و 12م وحتى زمن ابن خلون في القرن 14 م خاصة كتب الرحالة مثل البكري  و الادريسي و ابن حوقل تصف ان الاغلبية الساحقة من بلاد شمال غرب افريقيا هم الامازيغ وتقريبا لا يوجد اي ذكر لوجود عربي 

وهنا سنضع لكم شهادة المؤرخ والرحالة الكبير (محمد الشريف الادريسي ) وهو من مؤرخي المنتصف الاول من القرن 12 ميلادي حيث توفي سنة 1164 ميلادي

هذا الرحالة المؤرخ كتب في منتصف القرن 12 م  كتاب اسمه (نزهة المشتاق في اختراق الافاق)
حيث وصف اغلب مناطق المغرب الامازيغي الكبير واكد على ان  اغلب السكان هم من الامازيغ وهذه شهادة رحالة جال في المغرب الامازيغي الكبير وراى بعينه التركيبة السكانية لشمال افريقية والتي يقول عنها ان الغالب على مدن المغرب الكبير هم الامازيغ
انتبهوا جيدا شهادة الرحالة الادريسي جائت بعد مئة سنة من دخول او غزوات بني هلال ومن جاء معهم مما يعني ان تلك الغزوات لم تغير شيئا في التركيبة العرقية لسكان شمال افريقيا
حيث قال الادريسي في الصفحة 221 و 222 من الجزء الاول من نزهة المشتاق:
ان كل مدن وقرى المغرب الكبير هم امازيغ وذكر منهم بلاد المغرب الاقصى ومنها بلاد صحراء نول لمطة وتازكغت و اغرنو وبلاد السوس الاقصى ومنها مدينة تارودنت وتيويوين  و تامامت وكذلك سجلماسة ودرعة  و داي وتادلة وقلعة مهدي بن توالة وفاس ومكناس وسلا وكل المراسي على البحر الاطلسي والبحر المتوسط ومدينة تلمسان ومدينة تطن وقرى  وصفروى ومغيلة  واقرسيف وكرناطة ووجدة ومليلة ووهران وتاهرت واشير وتنس وبرشك وجزائر بني مزغنة وتدلس وبجاية وجيجل ومليانة والقلعة والمسيلة والغدير ومقرة ونقاوس وطبنة وقسنطينة وتنجس وباغاي وتيفاش ودار مرين وبلزمة ودار ملول وميلة كل هذه المدن اهلها من الامازيغ

انظر صورة من كتاب الادريسي 

 فكيف تحولت  بين عشية وضحاها بلاد الامازيغ الى بلاد عربية اليس كل هذا اكاذيب و تدليس على التاريخ و الواقع الذي ياكد اننا قديما وحاليا اغلبنا الساحق امازيغ ناطقين بالامازيغية او امازيغ ناطقين بالعامية المغاربية  وبعضنا امازيغي ولا يعلم انه امازيغي بفعل ظاهرة الاستعراب

 لكن بسحر ساحر اصبحنا اليوم نسمع كذبة ان العرب في بلاد الامازيغ اغلبية و يبررون هذه الكذبة ليس بالمراجع التاريخية الاصلية القديمة ولا بالدراسات الجينية لكن بقولهم ان العرب خلافا باقي شعوب العالم حباهم الله بخاصية التكاثر اكثر من باقي الشعوب  التي هاجرت اليها بعض قبائلهم وهذا من خلال  خاصية التعددية الزوجية  التي يتميزون بها عن باقي العالم 

نعم عزيزي القارئ هذا هو الرد و التفسير الوحيد عن القومجي العروبي لظاهرة استعراب الكثير من الامازيغ في شمال افريقيا  يقول العروبيين انهم  يتكاثرون اكثر من غيرهم  ( التكاثر النووي ) نعم فاذا كان هناك شيء اسمه في المجال العسكري القنبلة النووية فان لدى القومجي العروبي كذبة اسمها التكاثر النووي وكانهم يريدون القول ان شعب شمال غرب افريقيا الامازيغ ليس لديهم ثقافة التعددية الزوجية او ربما ان رجال الامازيغ اصابهم العقم

 لعلمكم الامازيغ عبر التاريخ عرفوا التعددية الزوجية كظاهرة اقوى من العرب فقد وردت عدة إشارات ،. فقد وصف المؤرخ و العسكري الروماني بروكوب  في كتابه الحرب الوندالية، التي وصفت الحرب بين الرومان و الوندال في شمال افريقيا و من خلال حديثه  تكلم عن ثورة الامازيغ على البيزنطيين وهاصة اولائك الذين كانوا  مساندين للملك الوندالي وتكلم ايضاعن ظاهرة تعدد الزوجات،عند الامازيغ  حيث أورد من خلال الرد الذي بعث به المور  الامازيغ على رسالة  الجنرال الروماني سولومون، Salomon و التي ناشدهم بالاستسلام، و عدم تعريض ابنائهم للموت، إجابة فكانت الاجابة تبين جليا ان المجتمع الامازيغي يمارس ظاهرة تعدد الزوجات فقال الامازيغ للرومان  

" .... بالنسبة لمصير ابنائنا، فلكم أنتم أن تخشوا على أبنائكم، لأنكم ليس لكم الحق إلا في زوجة واحدة، بينما نحن، فباستطاعتنا الزواج . بخمسين امرأة، و بالتالي فإننا لا ننقص ابدا من الابناء و الخلف.


PROCOPE

HISTOIRE DE LA GUERRE DES VANDALES LIVRE II

Procope, B.V.II.

CHAPITRE XI.

. N'est-il pas clair que c'est vous et non les Maures qu'on doit taxer de perfidie ? Les infracteurs des traités sont ceux qui violent leurs promesses, et non ceux qui rompent une alliance pour des injustices palpables. Ils n'encourent pas la haine de Dieu, ceux qui attaquent les ravisseurs pour reprendre leurs propres biens, mais ceux qui commencent la guerre et qui volent le bien d'autrui. C'est à vous qui ne pouvez avoir qu'une femme, à être touchés du soin de vos enfants; mais nous qui pouvons en avoir cinquante, nous n'appréhendons pas de manquer de postérité.»




رابط للاطلاع على كتاب بروكوب انظر الفقرة 11

https://remacle.org/bloodwolf/historiens/procope/vandales2.htm


ما أجاب به الامازيغ القائد البيزنطي " سالومون" عندما هدد الرهائن  الامازيغ المورو التي كان  يحتجزها حيث قالوا له: "إننا نحن الذين إذا رغبنا في أكثر من زوجة لا نخشى إهمال أطفالنا"، لدليل قاطع على ظاهرة التعددية الزوجية عند الامازيغ قديما وهي ظاهرة لا تخص العرب وحدهم ويؤكد سترابون أيضا تعدد الزوجات في المجتمع المغربي القديم بقوله: " والسكان هنا على بساطة متناهية في أنماط حياتهم وثيابهم غير أن للرجال زوجات كثيرات وأولاد كثيرين، وهم في جوانب معيشتهم كالعرب الرحل"

انظر  الصفحة 486 الفقرة 19 من كتاب جغرافية سترابون

مقتبس من النص الاصلي بالفرنسية:


. La vie de ces peuples, à en juger par leur nourriture et leur habillement, est extrêmement simple, ils pratiquent la polygamie et ont des enfants en grand nombre. Ils ressemblent d'ailleurs beaucoup aux Arabes nomades.

رابط للاطلاع 

STRABON GEOGRAPHIE.

LIVRE DIX-SEPT CHAPITRE III : LA LIBYE  

Traduction française : Amédée TARDIEU

https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/bpt6k6535174f/f496.item.texteImage

 

المؤرخ بومبينوس الميلي 85-93ق.م في حديثة عن الاسرة الامازيغية في المناطثق الداخلية القريبة من الصحراء ذكر ان الرجل الامازيغي  يستطيع الزواج بعدد  كبير من النساء وله عدد كثير من ألاوالد الذي يعود لكثرة نسائه .

مقتبس من كتاب  Pomponius de Mêla

فقرة VIII. Cyrénaïque


Plus loin, ce sont des hommes encore plus grossiers, qui suivent à l’aventure leurs troupeaux dans les pâturages, traînant avec eux leurs cabanes, et passant la nuit dans l’endroit où les ténèbres les surprennent. Quoique distribués en familles éparses, sans lois, sans intérêt commun qui les réunisse, ils ne laissent pas d’être partout assez nombreux, parce que, chaque homme ayant à la fois plusieurs femmes, il en résulte une grande quantité d’enfants et d’agnats.

 


رابط للاطلاع على كتاب بمبونيوس الميلي

خلاصة الكلام انه لا يمكن للقوجي العروبي ان يتحجج بظاهرة تعدد الزوجات على انها سبب منطقي او يمكن الاستناد عليه للادعاء ان العرب تغلبوا عدديا على السكان الامازيغ لانه كما وضحنا فالامازيغ ايضا كانوا يعرفون ظاهرة تعدد الزوجات
 

ملاحظة مهمة:

-تعدد الزوجات في المجتمع الامازيغي قديما لا ينتقص من مكانة المرأة لأنها كانت العمود الفقري للمجتمع الامازيغي من قديم الزمان الى يومنا هذا ودورها لا يستهان به فكانت أدوارها الأساسية التي تقوم بها من تربية الأطفال، ورعاية شؤون بيتها، والمشاركة في الحروب، والقيام بمهن مختلفة .وصلت الى درجة تكليفيها بحكم القبائل الامازيغية وخير مثال الملكة ديهيا الاوراس و تينهينان الطوارق وهذه القيمة لدى النساء الامازيغيات في مجتمهعن هي التي ذكرها الباحث اريك باتس المختص في علم الاثار المصرية و الذي قال:

((عدد الزوجات في المجتمع الامازيغي القديم لا يعني انحطاط مركز المرأة فيه، حيث ً في الدين وفي الحياة ً حقيقيا ً وكان للعنصر النسوي نصيبا كان وضع المرأة جيدا السياسية وهذا ما أكدته الآثار المصرية وتمثيل الزخارف الشخصية للمرأة مثلها مثل الرجل، وحصول بعضهن على امتيازات استثنائية وتقلدهن مناصب قيادية لهذا السبب صورت رؤساء نساء على أنهن  يرتدين ملابس الرجال ومنه جراب العورة وذيل  الحيوان في نقوش بلاط مدينة "هابو" . كما كان للمرأة مكانة رفيعة ودور بارز بي،فإلى جانب كونها  زوجة وأم، فقد خرجت مع الرجال للحروب وإسعاف الجرحى)) انتهى كلام باتس

انظر الصفحة 113 من  كتاب

The eastern Libyans : an essay / by Oric Bates,... Bates, Oric (1883-1918).

https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/bpt6k841225/f137.item.zoom


اذا الثابت هو أن المرأة الامازيغية محاربة، فقد روى المؤرخ البزنطي "بروكوب" استمرار تقاليد اشتراك المرأة المورية في القتال وأنها تشارك في حفر الخنادق وتقوم بنصب الخيام للجند، وتعتني بالخيل والإبل، ويصف المؤرخ "كوربيوس" أسيرات "جيتوليات" إلى ّ جيء بهن الى  ّ قرطاج على جمال قوي موشومة وأطفالهن ملتصقون بصدورهن والذي يلفت النظر إلى هذا العنصر النسائي الامازيغي المقاتل، أن اليونانيين حرصوا على تبجيله وتقديره لأن النساء الإغريقيات  عندهم كانوا يقضون أوقاتهمم في المنازل خاضعين دون أدنى حق سياسي  واما العرب فكانت تخجل عندما تولد عندهم انثى و بعضهم لشدة العار يدفن البنات وهم على قيد الحياة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق