الملوك الامازيغ في
لوحة الملك النوبي بيعنخ 746 قبل الميلاد
بعنخي piankhi الملك
الزنجي من منطقة جنوب مصر الحالية ينتمي الى ما يسمى الحضارات الكوشية السودانية
حكم من 746 - 716 قبل الميلاد مملكة كوش. وخلال فترة بداية ضعف الاسرة الليبية الامازيغية الحاكمة في مصر
و انقسامها كانت مصر مقسمة إلى عدد من الأقاليم
و يحكم كل إقليم ملك أو زعيم و هو الوضع السياسي الذي حافظ عليه الملوك من ذوي الأصل
الليبي خلال الأسرات من 22 إلى 24 .
وأثناء العام 20 من
حكمه هجم بعنخي من الجنوب على مصر حتى وصل إلى الدلتا، شمال مصر الحالية وأسس
الأسرة المصرية الخامسة والعشرين. كانت عبادة آمون قد انتشرت في النوبة، شمال
السودان حاليا واعتنقها ملوك كوشعلى غرار
المصريين و الامازيغ.
يشير شاهد ( لوحة ) الملك بي عنخي ( أو الملك بي ) الملك
الزنجي التي عثر عليها سنة 1862 م في معبد
آمون على جبل البركل في نبتة عند الشلال الرابع للنيل نجد ذكر لملوك الامازيغ ( الليبو) و لما حدث في
منتصف القرن الثامن قبل الميلاد .
كما نشاهد على يسار المشهد أربعة أمراء من أصول ليبية تزين رؤسهم
الريشة الملازمة لهم و هم إثنان من حكام الأقاليم ( حاتيو عا ) و إثنان من ( زعماء
أو رؤساء الما – المشاشا ) و يحمل أحدهم الإسم الليبي ( أكانوش ) و هو حاكم سمنود
.
وهذه اللوحة من أهم
الآثار التي تصف الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر وعلاقتها بالليبو الامازيغ
مع التذكير ان المجال الجغرافي الذي تنتشر فيه القبائل الامازيغية قديما هي من نهر
النيل الى المحيط الاطلسي كما ذكر ذلك المؤرخ هيرودوت في الكتاب الرابع
فالملك بي عنخي ( الملك بي ) هنا يعترف بسلطة مختلف الملوك و
الأمراء من ذوي الأصل الليبي و الذين أخضعهم لسلطته إلا أنه ترك لهم ألقابهم و إعترف
بسلطتهم داخل أقاليمهم بل و نجده يتحدث عن حربه ضد الملك ( تاف نخت ) حاكم سايس خلال
الأسرة 24 و الذي سعى لإنهاء عصر اللامركزية الثالث فتوجه لشن حملات عسكرية كبيرة ضد
أقاربه من الملوك و الأمراء من ذوي الأصل الليبي حيث كان يهدف لتوحيد مصر سياسيا تحت
سلطته و إنهاء حالة اللامركزية إلا أن بي عنخي ( بي ) وقف ضد و أجبره على التراجع و
حافظ على اللامركزية خلال بداية الأسرة 25 .
اما عن اللوحة الاثرية التي ذكرناها فهي تصف لنا غزوالملك
بعنخي لمصر السفلى والوسطى وذكره للعديد
من الملوك و الامراء الامازيغ في فترة القرن الثامن قبل الميلاد وهي تاكد ان قبائل الليبوا اسمهم المشوش و يرمز
لهم بعبارة وحرف الما في النقش الهروغليفي ، وقد غطيت اللوحة بالنقوش من جوانبها الأربعة،
وهي من الجرانيت الرمادي، وجزؤها الأعلى مستدير، ويبلغ ارتفاعها ثمانين ومائة سنتيمتر،
وعرضها أربعة وثمانين ومائة سنتيمتر، وسمكها ثلاثة وأربعين سنتيمتر، وتزن اللوحة طنين
وربع الطن
اللوحة الاثرية رقم 48862 لوحة النصر للملك بعانخي الاسرة
الفرعونية الخامسة والعشرون
صورة اللوحة مع امكانية التكبير
راجع: Ancient
Records of Egypt Vol. IV P. 406.
أما أحسن طبعة للمتن نقلت عن الأصل بعناية فائقة، فقد وضعها
الأستاذ «شيفر»،١٨
راجع: Urkunden der Ateren Athiopen
Konige I, Leipzig (1905) P. 1ff.
https://www.hindawi.org/books/39429691/1/#fn.21
وترجمها مجموعة من الباحثين
المؤلفين: Philip
Smith Henry Danby Seymour Heinrich Karl Brugsch
في كتاب تاريخ مصر في عهد الفراعنة مشتق بالكامل من الآثار
الجزء الثاني، ابتداءا من الصفحة ٢٣٠
الرابط
هذه اللوحة الاثرية وعلاقتها بالملوك الامازيغ ناحية مصر ذكرت أيضا في اكبر موسوعة علمية اركيولوجية تخص
الاثار المصرية القديمة
اما مضمون اللوحة الاثرية وعلاقتها بالامازيغ حيث ورد فيها ذكر العديد من ملوكهم باسمائه ومناطق تواجدهم
في اللوحة الاثرية
النص مترجم الى العربية
حضر شخص الى جلالته قائلاً:
"ان زعيم الغرب، الأمير الكبير لمنطقة نتر، تفنخت موجود فى مقاطعة بشمال غرب الدلتا،
فى مقاطعة خوص، فى حابي، فى ايان، فى برنوب وفى منف. وقد استولى على الغرب كله، من
نهاية الأرض حتى اللشت، زاحفا الى الجنوب بجيش جرار، وقد اتحدت خلفه الأرضان، حيث يقبع
عند قدميه كالكلاب كل أمراء وحكام المدن الحصينة. ولم يجرؤ أى حصن أن يغلق أبوابه دونه
فى مقاطعات الصعيد: مر اتون (ميدوم)، بر سخم خبر رع (اللآهون)، معبد سوبك (بالفيوم)،
بر مجد، تحكنيش، وكذلك فعلت كل مدن الغرب التى فتحت أبوابها خوفا منه. وحين توجه الى
الشرق، فعلت مدنه مثل سابقتها: حاتبنو، توزى، حاتستنى، بر نبتبتح (اطفيح). انتبه، لقد
حاصرمدينة هنس (هيراكليوبوليس ماجنا - اهناسيا غرب بني سويف)، وأحكم حصارها حتى منع
أن يخرج منها أو يدخلها أحد، ويشن عليها الحرب كل يوم. وقد احاط بسورها كله، ووضع على
كل موضع منه أحد أمراء وحكام المدن الحصينة الذين فى معيته".
وقد استمع جلالته لهذه الرسالة
بقلب جسور ضحوك مسرور الفؤاد. وكان نبلاء وقواد الجيش الذين كانوا فى مدنهم يرسلون
الى جلالته يوميا قائلين: "هل ستسكت، حتى تنسي أراضى الصعيد ومقاطعات البلاط بينما
يواصل تفنخت زحفه وغزوه دون أن يجد من يكسره....
بينما قام نمرت (نمرود)، حاكم
هيرموبوليس (الأشمونين) أمير حوتورت (فى المنيا) بتدمير أسوار مدينة نفروس (مدينة فى
المنيا)، لقد دمر مدينته بنفسه خوفا من سقوطها فى يد عدوه الذى قد يستخدمها من أجل
حصار مدينة أخرى. انتبه، لقد سار فى أعقاب تفنخت، بعد أن تخلى عن ولاء جلالته. انه
يتبعه كواحد من نوابه فى مقاطعة اوكسرينكوس (البهنسا)، ويحمل اليه الهدايا من كل مايرغبه،
ومن كل شيئ وجده".
فأرسل جلالته الى النبلاء وقواد
الجيش الذين كانوا بمصر: القائد بوريم، والقائد ليمرسكنى، وسائر قواد جلالته فى مصر،
قائلاً: "اسرعوا الى ميدان القتال، وادخلوا المعركة، وحاصروا المدينة وخذوا أهلها
أسرى، مع حيوانها وسفنها التى على النهر. لاتدعوا فلاحيها يخرجون الى الحقول، ولاتدعوا
الحراث يحرثونها، حاصروا مقاطعة الأرنب، وحاربوها كل يوم". ففعلوا كما أمر جلالته.
ثم أرسل جلالته على الفور جيشا
الى مصر وقد أوصاهم بحسم :
" لا تهاجموا العدو ليلا كما لو كنتم فى لعبة الضامة، بل حاربوه
فقط وأنتم مبصرون، واجبروه على القتال عن بعد. وان استنجد بمشاة ومركبات تابعة لمدينة
أخرى، فتريثوا حتى يصل جيشه فتتحاربون حينما يريد. وان كان حلفاؤه فى مدينة أخرى، فانتظروهم،
هؤلاء الأمراء الذين أحضرهم ليعينوه من القوات الليبية الحليفة، وبادروهم بالقتال وقولوا
لهم "أنتم يامن لانعرف لكم أسماء، أنتم قادة الجنود، أسرجوا أفضل مافى اسطبلاتكم
من خيلكم للمعركة، واسطفوا على خط القتال. واعلموا أن امون هو الذى أرسلنا"
"وحين تصلون الى طيبة (الأقصر) عند معبد ايبت سوت (الكرنك)، اغمروا
أنفسكم فى الماء وطهروا أنفسكم فى نهرها، وارتدوا أفضل ثيابكم الكتانية. حطوا أقواسكم
ونحوا سهامكم. لاتتباهوا فى حضرة رب العزة فليس للشجاع قوة بدونه، فهو الذى يجعل الضعيف
قويا، ويجعل الفئة الكبيرة تولي الأدبار أمام الفئة القليلة ويغلب الفرد ألفا من الرجال
رشوا أنفسكم بماء مذبحه المقدس،
وقبلوا الأرض بين يديه وادعوه مخلصين "اهدنا الى سواء السبيل :
فأوقعوا بهم مجزرة رهيبة ولم يعرف
عدد قتلاهم وتم الإستيلاء على السفن وأسر الجنود، وسيق الأسرى الى حيث يوجد جلالته.
ثم تقدموا الى مدينة هنس (اهناسيا) ودعوا للنزال نبلاء وملوك مصر السفلى:
الملك نمرت والملك اوبوت زعيم
الما، شيشنق من مدينة بر اوزير نب جدو (ابو صير)
والزعيم الكبير للما، جد امون
فعنخ من مدينة بر بانب جدت (منديس)
وابنه الأكبر، قائد بر جحوتى ويبريحوى
(تل الناقوس بدمنهور) وقوات الأمير باكننيفى وابنه الأكبر أمير وزعيم الما، نسنيسو
من مدينة حسبو، وكل زعيم يرتدى الريشة من مصر السفلى.
والملك اوسركون من مدينة بر باسطة
ومقاطعة رعنوفر.
وكل أمراء وحكام المناطق الغربية
والشرقية وجزر الوسط، وقد اتحدوا جميعا فى حلفهم عند قدمى الزعيم الكبير للغرب، حاكم
مناطق مصر السفلى، كاهن نيث، ربة مدينة سايس، الكاهن المرتل للرب بتاح، تفنخت.
فانقضوا عليهم وأوقعوا فيهم مذبحة
عظيمة لامثيل لها ووقعت أغلب سفنهم على النهر فى الأسر بينما هرب الباقون عبره الى
الضفة الغربية بالقرب من بربيج. وفى فجر اليوم التالى،تبعتهم قوات جلالته واشتبكت معهم
وذبحت منهم عددا كبيرا وما لا يحصى من الخيل. وأصاب الرعب البقية الباقية ففروا الى
مصر السفلى هربا من الضربة القاسمة.
وهاكم قائمة بخسائرهم فى هذه المذبحة:
رجال...
بينما هرب الملك نمرت جنوبا حين
أبلغوه "بأن الأشمونين تعرضت لغزو قوات جلالته حيث أسرت القوات الناس والماشية".
فدخل مدينة أون (بجوار الأشمونين) بينما كانت قوات جلالته على النهر وفوق ضفتيه عند
مدينة الأرنب (فى المنيا). وحين علموا بذلك، ضربوا الحصار حول كافة جوانب المدينة فلايدخلها
أحد ولايخرج منها أحد.
ثم كتبوا تقريرا الى جلالة ملك
مصر العليا والسفلى بيعنخ محبوب امون، طويل العمر، بتفصيل كل هجوم قاموا به وكل نصر
لجلالته. وقد انتفض جلالته لدى قراءته غضبا كالفهد:
"هل تركوا بقية جيش مصر السفلى كى يهرب بعضهم للإبلاغ عما وقع
فى الحملة، بدلا من قتلهم وتدميرمن بقى منهم؟ أقسم بمحبة رع لي وفضل أبى امون علي،
أنى سأذهب بنفسى الى الشمال، وسوف أهدم ماعمله وأجعله يهجر القتال الى الأبد".
"وحين تقام طقوس الإحتفال بالعام الجديد، وأقدم القرابين لأبي
امون فى عيده الجميل حيث يشرق بمظهره البهي فى العام الجديد، سيبعثني بسلام لرؤية امون
فى عيده الجميل فى أوبت. ولسوف أحمله فى موكب مركبه الى أوبت الجنوبى فى عيده الجميل
المسمى "ليلة أوبت" وعيد "الإقامة فى طيبة" الذى أقامه رع لأجله
منذ بدء الخليقة. وسوف أحمله الى بيته كى يستقر فوق عرشه فى يوم "مجيىء الرب"
فى اليوم الثانى من الشهر الثالث من موسم الفيضان. وسوف أجعل مصر السفلى تذوق طعم أصابعى".
ثم واصلوا قتالهم ضد حوت بنو
(وتعنى قصر الفينقس فى الزقازيق) حتى فتحوها ودخلتها قوات جلالته. وكتبوا الى جلالته
غير ان قلبه لم يسر بهذا الخبر.
وفى اليوم التاسع من الشهر الأول
من الموسم الأول، توجه جلالته شمالا الى طيبة فأدى طقوس عيد امون فى عيد أوبت ثم واصل
جلالته رحلته شمالا الى ميناء مقاطعة الأرنب. وخرج جلالته من قمرته بالسفينة فأسرجوا
الخيل وركبوا المركبات، فدخلت الرهبة من عظمة جلالته نفوس الأسيويين وارتعد كل قلب
أمامه فرقا.
فاندفع جلالته خارجا لتوبيخ جنده
غاضبا عليهم كالفهد: "هل واصلتم القتال بينما تؤجلون أوامرى؟ انه عام الحسم، ووضع
الرعب منى فى مصر السفلى، وتوجيه ضربة قاسمة اليهم.
ثم نصب جلالته معسكره جنوب غرب
الأشمونين، وهاجمها كل يوم، وأحاط سورها بجسر نصب عليه برج الحصار كى يعتليه رماة السهام
والحجارة فقتلوا عددا من أهلها كل يوم.
وبعد مرور عدة أيام، زكمت الأنوف
ريح أون الكريهة بسبب فساد هواء التنفس. فألقت أون نفسها على بطنها أمام الملك طلبا
للرأفة. وراح الرسل يجيئون ويذهبون محملين بكل الأصناف الرائعة الباهرة: ذهب، أحجار
كريمة، ملابس فى خزانة، تاج رأسه، كوبرا الأوريوس التى تشع بقوق جلالته، دون التوقف
لعدة أيام عن مناشدة تاجه الملكى
. ثم أرسل زوجته، الزوجة الملكية، والإبنة الملكية، نستنت، لمناشدة
الزوجات الملكيات والحريم الملكى والبنات الملكيات، والأخوات الملكيات. فانبطحن أرضا
فى بيت الحريم أمام الحريم الملكى : "هلموا الي أيتها الزوجات الملكيات والبنات
الملكيات والأخوات الملكيات، لعلكن ترضين حورس، رب القصر، شديد البأس، عظيم النصر.
هبونى... انظرن، من الذى يهديكن،
من الذى يهديكن، ثم من الذى يهديكن، من الذى يهديكن؟ لقد هجرتن سبيل الحياة. هل حقا
أمطرت السماء سهاما. لقد كنت راضية بأن الجنوبيين تواضعوا وبأن الشماليين قالوا: فلتظلنا
بظلك. هل كان سيئا أن ...بهداياه؟ ان القلب هو الدفة. انه يلقى بصاحبه الى التهلكة
بسبب عمل ما يغضب الرب. انه يرى النار بردا.....لم يبلغ الرشد بعد من يرى بصحبة أبيه.
ان مدنكم تعج بالأطفال".
أما هو فقد انبطح أمام جلالته
قائلا : "فلترضى ياحورس، رب القصر، ان سلطانك هو الذى صنعني. أنا أحد خدام الملك
الذى يدفع الجزية الى خزانته.....أكثر من جزية الأخرين. وعملت لأجلك أكثر مما عملوا".
ثم قدم الى جلالته الفضة والذهب واللازورد والفيروز والنحاس وكل أنواع الأحجار الكريمة
حتى امتلئت الخزينة بهذه الهديه. وأحضر جوادا يقوده بيده اليمنى بينما حمل فى اليسرى
شخليلة من الذهب واللازورد.
وخرج جلالته من قصره فى أوج بهائه
وتوجه الى معبد جحوتي، رب الأشمونين. فقدم من الأضحية عجولا وأغناما وطيورا لأبيه جحوتي،
رب الأشمونين والثامون المقدس فى معبد الثامون. فضج جنود مقاطعة الأرنب بالغناء منشدين:
"ما أطيب حورس راضيا فى مدينته ابن رع، بيعنخ.وأنت تقيم لنا عيدا،فيما
تحمي مقاطعة الأرنب".
وحينما رأى انها أهملت لتتضور
جوعا، التفت الى نمرت موبخا: "أقسم بمحبة رع، وبنسمة الحياة التى أتنشقها، أن
رؤية خيولى تتضور جوعا أكثر إيلاما لي من أى جريمة ارتكبتها برعونتك. لسوف أعلمك كيف
تحترم جيرانك. ألا تعرف أن الله يظلنى بظله ولم يخذلني قط؟ لو كان أخر، أيا ما كان،
قد فعل ذلك معي. ما كنت لأوبخه لأجلها. لقد صُنعتُ فى الرحم وخُلقتُ فى بيضة الرب الذى
توجد بذرته داخلي، فبحق حياته، لا أصنع شيئا بدونه فهو الذى يأمرني بالعمل."
ثم أرسلت ممتلكاته الى الخزينة
(بيت المال) وصودرت صوامع غلاله لصالح أوقاف امون فى أبت سوت (معبد الكرنك بطيبة).
ثم جاء حاكم هنس (اهناسيا) بافتواوباست،
حاملا هدية للفرعون: ذهب وفضة وكل أنواع الأحجار الكريمة وأفضل خيول الإسطبل. وانبطح
أرضا أمام جلالته قائلا:
"التحية لك يا حورس، الملك القوى،الملك القوى،الثور الذى يهاجم
الثيران لقد خسفت بي الأرض فتخبطت فى مجاهلها
أنت يا من تشرق علي ببهاء وجهه
لم أجد صديقا يوم الحاجة يمكنه أن يقف معي يوم المعركة غيرك أنت أيها الملك القوى،
لقد انقشعت بكم الظلمات عني، سوف أخدمكم بكل ما أملك، فاهناسيا مدينة لكم؛ أنت حورآختي
الذى يعلو فوق نجوم الخلود فأنت ملك مثله وانت خالد مثله ملك مصر العليا والسفلى، بيعنخ
طويل العمر".
ثم أبحر جلالته شمالا الى مدخل
القناة التى تجاور رع هون (اللاهون)، حيث وجد مدينة بر سخمخبر رع وقد ارتفع سورها وأغلق
بابها، وتموج بكل أنواع المحاربين من مصر السفلى.
فأرسل جلالته اليهم قائلا:
"أنتم يامن تحيون كالموتى، أنتم يامن تحيون كالموتى، أيها البؤساء
المساكين، أنتم يامن تحيون فى الموت، لو مرت لحظة دون أن تفتحوا لي، اعتبروا أنفسكم
من الهالكين طبقا لحكم الملك. لا تغلقوا أبواب حياتكم، حتى لا يؤتى بكم الى نهايتكم
اليوم. لاتطلبوا الموت وترفضوا الحياة.....أمام كل الأرض".
فأرسلوا الى جلالته قائلين "انظر، أن الله يظلك بظله:
ووهبك ابن الربة نوت ذراعيه ويتم
تنفيذ مايخطط له فؤادك فى التو مثل كلمة من فم الرب حقا، أنت ابن الرب،
فنحن نرى هذا فى صنع يديك.
انظر، هاك مدينتك وأبوابها مفتوحة،
فليدخلها من يشاء وليخرج منها من يشاء وليفعل جلالته مايريد".
ثم خرجوا ومعهم ابن زعيم الما،
تفنخت. فدخلتها قوات جلالته، ولم يذبحوا أحدا ممن بقوا فيها........وجيىء بموظفى الخزانة
لختم ممتلكاتهم واستلام الخزائن بينما منحت صوامع الغلال لأوقاف أبيه امون رع سيد عروش
الأرضين.
ثم واصل جلالته الإبحار شمالا
الى مدينة مر اتوم، بيت سقر، رب شدى التى وجدها مغلقة مع صعوبة الإقتراب منها حيث اختارت
القتال .......غير أن الرعب من عظمة جلالته قد ألجم أفواههم. وأرسل جلالته اليهم قائلا:
"انظروا، أماكم خياران، فتخيروا ماتريدون. افتحوا، تعيشوا؛ اغلقوا، تموتوا. فلن
يمر جلالتي بمدينة مغلقة". ففتحوها على الفور ودخل جلالته المدينة وقدم أضحيات
القرابين ...والى منحى، رب شدى. وسلمت خزانتها للخزانة العامة ومنحت صومعتها لأوقاف
امون فى ابت سوت (معبد الكرنك).
وواصل جلالته ابحاره شمالا الى
ايثتاوى (اللشت). فوجد مدخلها مغلقا وسورها تعلوه قوات ضارية من مصر السفلى. ثم فتحوا
البوابات وألقوا بأنفسهم على يطونهم أمام جلالته قائلين:
"لقد منحك أبوك ميراثه، فأنت تملك الأرضين ومافيها، فأنت سيد كل
ماعلى الأرض". فقام جلالته بتقديم أضحية كبيرة لأرباب هذه المدينة من أفضل الثيران
والأغنام والدواجن وكل شيئ طيب طاهر. ثم سلمت مخازنها للخزانة وصومعتها لأوقاف أبيه
امون.
ثم توجه جلالته الى منف وأرسل
اليها قائلا: "لاتغلقوا أبوابكم ولاتحاربوا، أنتم يا أهل بيت الرب شو منذ يدء
الخليقة. فلتدعوا الداخل يدخل والذاهب يذهب. من يريدون الخروج لن يمنعهم أحد. سوف أقدم
قربانا لبتاح وسائر أرباب منف. وأقدم أضحية لسقر فى شتيت. وسأزور الرب بتاح "جنوب
حائطه"، ثم أواصل الإبحار شمالا فى سلام. ...وسوف يتمتع أهل منف بالأمان والسلامة،
ولن يبكى الناس أطفالهم. انظروا الى مدن الجنوب، فلم يذبح أحد سوى المتمردون الذين
جدفوا على الله، الخونة الذن أعدموا.
لكن أهل منف أغلقوا حصنهم وأرسلوا
قواتهم، لمحاربة بعض قوات جلالته المكونة من حرفيين وبنائين وبحارة ممن دخلوا ميناء
منف. ووصل زعيم سايس الى منف ليلا ليقود جنوده وبحارته وخيرة جيشه المكون من ثمانية
الاف رجل، فخاطبهم قائلا: "انظروا ان منف مليئة بأفضل جنود مصر السفلى، ومعهم
الشعير والقمح وكل أصناف الحبوب، وصوامعهم تفيض بالحبوب، ولديهم كافة أنواع الأسلحة،
ويحيط بها سور واق، بنيت فوقه المتاريس وهو عمل تم بمهارة وحرفية عالية. اما النهر
فكان يحمى جانبها الشرقى بحيث لايمكن القتال ناحيته. وكانت الإسطبلات مليئة بالثيران
والمخازن مليئة بكل شيئ؛ فضة وذهب ونحاس وملابس وبخور وعسل وزبيب. سوف أمضى لأمنح الهدايا
لزعماء مصر السفلى وسوف أفتح مدنهم لهم. وسوف....على أن أعود فى أيام قليلة".
ثم امتطى جوادا لأنه لم يثق فى عربته الحربية، وفر شمالا خوفا من جلالته.
ووصل جلالته الى منف فجر اليوم
التالى، وحين رست سفينته شمالها، وجد أن الماء قد ارتفع الى جدرانها والسفن التى رست
عند بيوت منف. وقد رأى جلالته أنها كانت متينة وأن جدرانها كانت عالية وحديثة الإنشاء
وأن المتاريس كانت محصنة وتعج بالرجال. ولايمكن العثور على طريقة لمهاجمتها. وقد أدلى
كل رجل من جيش جلالته برأيه فى وضع خطة للهجوم. فقال البعض: "دعونا نحاصرها
....نظرا لكثرة قواتها". بينما قال أخرون: "لنشيد جسرا مرتفعا اليها حتى
نرفع مستوى الأرض الى مستوى سورها. ثم نبنى برجا لحصارها، وننصب الصوارى مستخدمين الأشرعة
كحوائط له. وينبغى تقسيمها هكذا على كل جانب من جوانبها بمتراس وجسر صاعد الى شمالها
كى نرفع الأرض الى مستوى سورها حتى نجد طريقا لإقتحامها".
فثار جلالته عليهم كالفهد قائلا:
"أقسم بمحبة رع وبحق فضل امون علي ....بأمر امون. هذا هو مايقوله الناس:
"...وقد فتحت له مقاطعات الجنوب قبل وصوله وان لم يكن امون قد وضع ذلك فى أفئدتهم،
ولم يكن لهم علم بما أمر به. لقد صنعه امون كى يظهر قدرته ويبين عظمته". لسوف
أستولى عليها كالصاعقة، فبهذا أمرني امون".
ثم أرسل اسطوله وقواته لمهاجمة
ميناء منف. فأحضروا له كل سفينة وكل معدية وكل قارب وكل المراكب التى كانت راسية بميناء
منف، وقد شدت مقدماتها بالحبال الى مراسيها. ولم يكن هناك جنديا واحدا يبكي بين سائر
جند جلالته. وكان جلالته يقوم بنفسه بصف السفن الكثيرة. وقد أمر جلالته قواته:
"ازحفوا عليها، واعتلوا أسوارها وادخلوا بيوتها المطلة على النهر. وحين يعتلى
أحدكم السور، لايبقين أحدا منكم فى مكانه فلن تصدكم أى قوة. ان التوقف خسة. لقد أحكمنا
قبضتنا على مصر العليا، ولسوف نعيد مصر السفلى الى بر الأمان. وسوف يستقر بنا المقام
فى "ميزان الأرضين".
وتم الإستيلاء على منف كالصاعقة
حيث ذبح العديد من أهلها، وجيىء بأسراهم أمام جلالته. الأن، حين أشرق فجر اليوم التالى
أرسل جلالته الناس اليها لحماية معابد الرب لأجله. وارتفعت الأذرع بالدعاء عند قدس
أقداس الأرباب. وقدمت القرابين الى حرم أرباب منف. وطهرت منف بملح النطرون والبخور،
وبدأ الكهنة فى ممارسة أعمالهم.
وتقدم جلالته الى بيت بتاح حيث
تم تطهيره فى حجرة الملابس. وجرى تأدية كل الطقوس التى تؤدى عادة للملك لدى دخوله المعبد.
وقدمت القرابين العظيمة لأبيه "بتاح جنوب حائطه" من الثيران والأغنام والدواجن
وكل الأشياء الطيبة. ثم توجه جلالته الى منزله.
ثم سمعت كافة أحياء منطقة منف
بما وقع؛ حرى بيدمى، بينانوى، برج بيو، قرية بيت، ففتحوا بواباتهم وهربوا خوفا ولم
يعرف أحد أين ذهبوا.
ثم جاء الملك اوبوت، وزعيم الما،
أكانوش، والأمير بادي ايسه وكل نبلاء مصر السفلى، يحملون هداياهم كى يروا بهاء جلالته.
ثم خصصت خزائن وصوامع منف لأوقاف امون وبتاح وتاسوع منف.
وفجر اليوم التالى، توجه جلالته
الى الشرق. وقدم القربان الى اتوم فى خرعحا (منطقة بابيلون فى حي مصر القديمة)، والى
التاسوع فى بر بسجت، وكهف الإله فيها، من الثيران والأغنام والدواجن لعلهم يهبون الحياة
والرفاهية والعافية لملك مصر العليا والسفلى بيعنخ طويل العمر.
ثم مضى جلالته الى أون (عين شمس)
عبر جبل خرعحا على طريق سيب – خرعحا. ونصب جلالته معسكره الى الغرب من ايتى. وبعد شعيرة
التطهير، التى شملت تطهره فى بركة كبه، وغسل وجهه فى نهر نون، الذى يغسل رع وجهه فيه.
ثم تقدم الى تبة الرمال (منطقة مقدسة فى هليوبوليس بعين شمس) فى أون حيث قدم قربانا
عظيما لوجه رع حين يشرق، من ثيران بيض، ولبن ومر وبخور وكل أنواع النباتات العطرية.
ثم مضى موكبه الى معبد رع فدخل
المعبد متبتلا. وحمد رئيس الكهنة المرتلين الله وأثنى عليه وشجب المتمردين على جلالته.
ثم أجريت له الطقوس فى حجرة الملابس فألبسوه ثوب السدب وطهروه بالبخور والماء البارد
وقدموا له أكاليل من بيت الهريم (بن بن المقدس) وزينوه بالتمائم.
ثم صعد جلالته الدرج الى النافذة
العظيمة ليشهد رع فى بيت الهريم، حيث وقف بمفرده وحيدا وفض أختام المزاليج وفتح الأبواب
ليشاهد أبيه رع فى بيت الهريم المقدس ووضع الزينة على مركب رع الصباحى ومركب أتوم المسائى.
ثم أغلق الأبواب وختمها بأختام الطين بخاتم الملك نفسه والذى وجه أوامره للكهنة قائلا:
"لقد فحصتُ الختم. ولن يدخل هنا أى ملك أخر يمكن أن يظهر". فانبطحوا أمام
جلالته قائلين: "أنت مكين هنا الى الأبد الأبدين، حورس محبوب أون".
ثم دخل جلالته معبد أتوم وتعبد
لتمثال أبيه أتوم - خبرى، سيد أون. ثم حضر الملك أوسركون ليرى بهاء جلالته.
وفجر اليوم التالى توجه جلالته
الى الميناء على رأس سفنه وعبر الى ميناء كم ور (بمدينة أتريب)، حيث نصب معسكر جلالته
جنوب كيحنى الى الشمال من كم ور.
ثم حضر ملوك ونبلاء مصر السفلى
وكل الزعماء الذين يرتدون الريش وكل الوزراء والزعماء وأصحاب الملك من الغرب والشرق
والجزر الوسطى. كى يشاهدون بهاء جلالته. وانبطح الأمير بادى ايسه أمام جلالته قائلا:
"هلا أتيت لزيارة أتريب كى ترى الرب خنتىيخيتي، ولتسبغ الربة خويت عليك حمايتها،
ولتقدم قربانا لحورس فى معبده من الثيران والأغنام والطيور. وحين تدخل بيتى، ستفتح
خزينتى لك وسوف أقدم لك ممتلكات أبى وسوف أهديك ذهبا كما تشتهى وأكوام الفيروز وكثير
من الجياد من أفضل مافى الإسطبل وخيار فحوله".
ومضى جلالته الى معبد حورس خنتىيخيتى
حيث قدم قربانا من الثيران والأغنام والطيور لأبيه حورس خنتيخيتى رب أتريب. ثم ذهب
جلالته الى بيت الأمير بادى ايسه الذى قدم اليه هدايا من الفضة والذهب واللازورد والفيروز،
كميات ضخمة من كل شيء وملابس من الكتان الملكى بأعداد هائلة، وزينت الأرائك بالكتان
الفاخر، جرار مليئة بالمر والدهون، وكثير من فحول الخيل وأفراسها من أفضل مافى الإسطبل.
ثم طهر نفسه (أى الأمير بادى ايسه)
بقسم ربانى أمام هؤلاء الملوك والزعماء الكبار لمصر السفلى وقال: "أيما شخص منكم
أخفى جياده أو خبأ ثرواته، سيموت ميتة أبيه. لقد قلت هذا كى تقوموا بخدمتكم بكل ماتعرفونه
عني. أخبروني ان أخفيت عن جلالته أى شيء من بيت أبي: من ذهب وأحجار كريمة، أنية من
كل صنف، خلاخيل، أساور ذهبية، عقود، قلائد مرصعة بالأحجار الكريمة، تمائم لكل عضو من
أعضاء الجسد، شمائل، أقراط أذن، كل الزينة الملكية، كل أنية تطهير الملك من الذهب والأحجار
الكريمة. لقد قدمت هذه كلها الى الملك، وألاف الثياب من الكتان الملكى من أفضل مافى
بيتي. أنا أعلم أن هذا سوف يرضيكم. فلتمض الى الإسطبل واختر ماتحب، كل الخيل التى تشتهيها".
ففعل جلالته ذلك.
ثم قال هؤلاء الملوك والنبلاء
لجلالته: "دعنا نمضى الى مدننا كى نفتح خزائننا ونختار مايحبه قلبك ونحضر لك أفضل
مافى اسطبلاتنا، خيار جيادنا". ففعل جلالته ذلك
قائمة بأسماءهم:
الملك أوسركون فى بوباسطة وحى رعنوفر
الملك أوبوت فى تنتريمو وتاعن
النبيل جدامونفعنخ فى بر بانبجدت
وصومعة رع
ابنه الأكبر، عنخ حور الجنرال
فى بر جحوتى ويبريحوى
النبيل أكانوش فى جب نتر، بر حبيت،
وسما بحدت
النبيل وزعيم الما، باتجنفى فى
بر سوبد وصومعة منف
النبيل وزعيم الما، بيماى فى بر
اوسرنبجدو (أبو صير)
النبيل وزعيم الما، نيسنيسو فى
حسبو
النبيل وزعيم الما، نختحور – نيسحنو
فى بر جرر (شرق الدلتا)
زعيم الما، بنتوريت
زعيم الما، بنتبخينت
نبي حورس، رب خم، بادى حورسمتوس
النبيل جدخو فى خنتنفر
النبيل بيبس فى خر عحا وبر حابى،
بكل الجزية الطيبة من الذهب والفضة
والأحجار الكريمة والأرائك المغطاة بأفخر الكتان، وجرار المر ....ومما له قيمة جيدة....والخيول.....وبعد
أن جاء هذا الشخص ليخبر جلالته: "الحائط...وقد أضرم النار فى خزائنه وسفنه على
النهر. وأقام حامية فى مسد بالجنود..... ".
فأرسل جلالته جنده ليروا ماذا
يحدث هناك، هو حامى الأمير بادى ايسه. وقد عاد الجند لإبلاغ جلالته قائلين: "لقد
ذبحنا كل رجل وجدناه هناك". ثم منح جلالته المدينة هبة للأمير بادى ايسه.
ثم سمع زعيم الما تفنخت بما جرى
فأرسل الى جلالته رسولا يتزلف اليه قائلا: "أنت أهل السماحة، ولست أجرؤ على رؤية
وجهك لشعورى بالعار، وليس بوسعى الوقوف أما لهبك، فأنا أرتعد من عظمتك. فأنت نبتى سيد
الجنوب، ومونت الثور القوى. وأينما توجهت الى أى مدينة، فلن تجد خادمك فيها حتى أصل
الى جزر البحر لأننى أخشى بطشك كما يبين من كلماتك النارية التى تنضح بالعداء لى. ألم
تشف قلب جلالتك كل الألام التى سببتها لى. ورغم أننى جدير باللوم، إلا أن عقوبتك لم
تكن من جنس عملى، حتى لو وزنت أعمالى وعددتها وضاعفت العدد ضدى ثلاثة أضعاف. ثم أنك
ينبغى أن تترك البذرة حتى يمكنك حصاد ثمرتها لوقتها. لاتقطع الأيكة حتى جذورها. فلتكن
رحيما فإن الرعب منك هد كيانى، وحطم عظامى. ولم أعد أشارك فى حفل الشراب، ولم تعد القيثارة
تشنف أذنى، مطعمى خبز الجوعى، ومشربى ماء العطشى، منذ اليوم الذى سمعتم باسمى. لقد
كسر المرض عظامى، واصلعت رأسى، وباتت الأسمال البالية ملابسي، حتى ترضى الربة نيث عنى.
لقد طالت حربك ضدى ومع ذلك لايزال وجهك يمقتنى. لقد مرعام تطهرت فيه نفسى وكفر فيه
خادمك عن ذنبه. فلتقبل الهدايا منى وتضمها الى الخزينة: الذهب وكافة الأحجار الكريمة
، وأفضل الجياد إضافة الى المدفوعات من كل صنف. ابعث الي رسولا على عجل كى يطرد الخوف
من قلبي، ودعني أذهب الى المعبد فى حضوره كى أطهر نفسى بقسم مقدس".
فأرسل جلالته كبير الكهنة المرتلين
بادى امون نست تاوى والقائد بوريم. فقدم تفنخت اليهما الذهب والفضة، والثياب وكل الأحجار
الكريمة. وذهب الى المعبد فحمد الله وطهر نفسه بقسم مقدس قائلا: "أقسم ألا أعصي
أمر الملك. أو أتجاهل كلمات جلالته. ولن أسيء الى أى نبيل دون علمكم. ولسوف أنفذ فقط
مايريد جلالته ولن أعصي له أمرا". فانشرح قلب جلالته بذلك.
وجاء رسول الى جلالته قائلا:
"ان مدينة حوت سوبك (عاصمة الفيوم) قد فتحت أبوابها وأن متن (مدينة أفروديت، أطفيح
الحالية) قد انبطحت على بطنها ولاتوجد مقاطعة مغلقة ضد جلالته سواء من مقاطعات الجنوب
او الشمال او الغرب او الشرق او الجزر التى فى وسطهم، جميعهم انبطحوا على وجوههم خوفا
منه، وأن ممتلكاتهم قد صودرت لصالح خزينته شأن رعايا القصر".
وفجر اليوم التالى حضر ملكا مصر
العليا وملكا مصر السفلى وهم يرتدون شارة الملك الأوريوس (الصل المقدس)، كى يقبلوا
الأرض اعترافا بقوته. والأن فإن ملوك ونبلاء مصر السفلى الذين جضروا لرؤية بهاء جلالته،
كانوا يسيرون بأقدام مرتعشة كالنساء. ولم يكن بوسعهم دخول القصر لأنهم لم يكونوا مختونين
كما كانوا من أكلة السمك وهو من المكروهات فى القصر. غير أن الملك نمرت دخل القصر لأنه
كان طاهرا ولم يتناول سمكا. فأنتظر ثلاثة ملوك خارج القصر بينما دخله رابعهم. ثم تم
تحميل السفن بالفضة والذهب والنحاس والملابس وكل شيء من مصر السفلى، وكل منتجات سوريا
وكل نباتات أرض الله. وأبحر جلالته جنوبا بقلب مسرور وسط تهليل المحيطين به. وتناقل
أهل الغرب والشرق الأخبار، فى أجواء احتفالية حول جلالته وهذه هى أغنية الإحتفال التى
أنشدوها:
"أيها الحاكم القوى، أيها الحاكم القوى، بيعنخ، الحاكم القوى.أنت
تعود وقد استوليت على مصر السفلى،وجعلت الثيران نساءً يالفرحة الأم التى حملتك والرجل
الذى أنجبك أهل الوادى يعبدونك،البقرة التى حملت الثور. أنت خالد وسلطانك مكين أيها
الحاكم محبوب طيبة".