الاثنين، 10 يوليو 2023

هل امازيغ الشاوية في الاوراس كانت ديانتهم يهودية زمن الملكة ديهيا

 

هل امازيغ الشاوية في الاوراس كانت ديانتهم يهودية زمن الملكة ديهيا


نعلم جميعا انه في بلدان شمال افريقيا يوجد عديد من المدن فيها تجمعات لليهود واغلبهم كان لاجئ من فلطسين الى مصر ثم منها الى شمال افريقيا لاسباب امنية و اقتصادية و تجارية  لكن الغريب في الامر اننا نجد البعض يروج ان سكان امازيغ الاوراس كانوا على دين اليهدودية

نظرية انتشار اليهودية في أوساط امازيغ الاوراس يعود مصدر هذه الأطروحة للمصادر العربية  القديمة، و بدرجة أخص لنص ابن خلدون، الذي كثيرا ما حمل أكثر من طاقته من قبل اشباه المؤرخين: الأمر الذي يلزمنا اولا استعراض أطراف هذا الطرح واصل هذه المغالطة التاريخية  قبل ان نقدم لكم الادلة التي تنسفها نسفا من نفس كتاب ابن خلدون كما يقال في العامية الجزائرية (من لحيتوا بخرلوا )

قال ابن خلدون " : ...وكذلك ربما كان بعض هؤلاء البربر دانوا بدين اليهودية أخذوه عن بني إسرائيل عند استفحال ملكهم، لقرب الشام و سلطانه منهم كما كان جراوة و يكمل الفقرة أهل جبل أوراس قبيلة الكاهنة مقتولة العرب لأول الفتح

انظر ابن خلدون م، كتاب العبر ، الجزء6  .




لاحظوا ان ابن خلدون استعمل كلمة ربما في اطلاقه نظرية اعتناق سكان الاوراس لليهودية و نعلم جميعا ان كلمة ربما تفيد الشك في المعلومة  و التي تحتمل الخطا و الصواب

للتنبيه اوجدت هذه االفرضية  الخلدونية مجالا للعديد من الأطروحات،الداعمة لها لاسباب اديلوجية ورائها باحثين في التاريخ من انصار الفكر القومجي العروبي و انصار الفكر اليهودي و الصهييوني وهذا  انطلاقا من سلوشز M.Simon سيمون، N .Slouschz  W. Hirschberg هيرشبارغ  الذين ، وظفوا هذه النصوص التي تخص. هذه المرحلة من التاريخ القديم للتأكيد على تجذر الديانة اليهودية، في الاوراس و اقتراح علاقة مع ما سجلته المصادر من يهودية  في جبل نفوسة، بليبيا  و قبيلة جراوة التي كانت زعيمتها الملكة الامازيغية ديهيا او الكاهنة


وقد اعتبر  الباحث الفرنسي غوتي Gautier ، قبيلة جراوة التي تنتمي إليها الكاهنة أثناء القرن 7م هي قبيلة يهودية، و أن عددا من سكان الأوراس في بداية التاريخ القديم هم من البربر الرحل ذوو الأصل اليهودي، القادمين طبعا من  المناطق الشرقية او الشام

E.F. Gautier, Le passé de l'Afrique..

لكن بالنظر مرة اخرى في نص ابن خلدون نفسه نجد انه ياكد ان الملكة ديهيا وقبيلة جراوة في الاوراس كانوا على دين النصرانية وليس اليهودية 

 اذا ان فتح ملف هذه الشخصية أي الملكة ديها في الاوراس  يوفر لنا أيضا أدلة أخرى على مسيحيتها،ووثنيتها وليس يهوديتها و في نفس المصدرالخلدوني مما . يجعلنا ننظر إلى رواية اعتناق سكان الاوراس اليهودية على أنه  تهريج وفسحة تاريخية،كان شائعا في المصادر العربية الحاقدة على مقاومة  الامازيغ والبطلة ديهيا للغزو الاموي

من جهة اخرى النص الخلدوني يحدثنا في حقيقة الأمر عن إمكانية أو إحتمال إعتناق مجموعة من القبائل الامازيغية للديانة اليهودية لكن  النص يتكلم عن  زمن بني إسرائيل، حسب خرافة هجرة الامازيغ من بلاد كنعان الى المغرب الكبير التي كانت شائعة 

و لأنه  ابن خلدون سرعان ما يكمل الفقرة بالنسبة لفترة ما قبل الإسلام .و ياكد ان ديهيا و الاوراسيين كانوا نصارى  يقول ابن خلدون ." فكان البربر بإفريقية و المغرب قبل الإسلام تحت ملك الفرنج و على دين النصرانية الذي إجتمعوا عليه مع الروم. .".

لهذا نقول أن قبيلة جراوة  والملكة ديهايا من المحتمل جدا أن تكون مسيحية خاصة و أن زناتة، القبيلة الأم قد ناصرت البطريق جريجوار Gregoire Patrice في بداية الغزواة العربية و الذي عرف بمعركة سبيطلة

و إذا كانت المصادر العربية تبرز الملكة الاوراسية ديهيا وقومها الامازيغ  أثناء صراعها مع حسان إبن النعمان تحمل تمثالا ضحما من الخشب على ظهر أحد ألجمال، فإن هذه الإشارة من شأهنا أن تبرز إستمرار الطقوس الوثنية جنبا إلى جنب مع الديانة المسيحية - الأمر الذي يجعل من الصعوبة توظيف النص الخلدوني للزعم ا ن ديها والاوراس كانوا على اليهودية ،

لهذا نطلب من الجميع عدم الترويج لنظرية اعتناق الاوراسيين لليهودية و توجيه الأنظار الى التحقيق الدقيق في النصوص التاريخية  و محاولة تجاوز الاجترار للنظريات الخبيثة التي يروجها اعداء الامة الامازيغية

من جهة اخرى علينا ان نعلم ان الجاليات اليهودية عاشت اغلب فتراة وجودها في بلاد الامازيغ منعزلة تماما عن الامازيغ لا يوجد اختلاط بينهم لا تزاوج ولا دعوة للدين اليهودي باعتبار ان اليهود وفي عقيدتهم لايمكن اعتناق اليهودية لانها شيئ يورث عن طريق الاباء و الامهات فقط المنحدرين من بني اسرائيل لهذا اغلب الامازيغ لم يدخلوا في اليهودية لا قديما و لا حديثا

في هذا الخصوص هناك  دراسة حديثة حول الحمض النووي للميتوكوندريا (الجينات التي تنتقل من الأم إلى الطفل) تاكد بطلان نظرية تهويد السكان الأمازيغ على نطاق واسع قبل الغزوات الاموية في القرن 6 ميلادي  كما يروج له البعض.

Counting the Founders: The Matrilineal Genetic Ancestry of the Jewish Diaspora

 

Compter les fondateurs : l'ascendance génétique matrilinéaire de la diaspora juive

 رابط الدراسة

https://journals.plos.org/plosone/article?id=10.1371/journal.pone.0002062 

الدراسة التي أجراها بيهار وآخرون. الذي حلل عينات صغيرة من يهود شمال إفريقيا (83 ، في ليبيا ، 149 ، في المغرب ، 37 في تونس و 20 من الجزائر) يشير إلى أن يهود شمال إفريقيا يفتقرون إلى مجموعات هابلوغروب Hg M1 و U6 ، وهي جينات امومية تميز الامازيغ منذ القدم  في شمال إفريقيا. وبالتالي ، وفقًا للمؤلفين ، فإن غياب الكروموسومات U6 و M1 في شمال إفريقيا يجعل احتمال الاختلاط الكبير بين السكان الأمازيغ مع اليهود أمرًا غير مرجح اطلاقا .و يبدوا انه تم تمزيغ كثير من اليهود و ليس العكس 

رابط من الدراسة للاطلاع على النتائج

https://journals.plos.org/plosone/article?id=10.1371/journal.pone.0002062

 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق