الأربعاء، 9 أغسطس 2023

الامازيغ ومفهوم الشعوب الاصيلة لدى الامم المتحدة

 

الامازيغ ومفهوم الشعوب الاصيلة  لدى الامم المتحدة


اخطاء و مفاهيم يجب ان تصحح :



مفهوم "الشعوب الأصلية" لدى الهيئات الأممية  الرسمية لا يجعل الامازيغ من الشعوب الاصلية حسب تلك التعاريف  الاممية و التي لا تخرج عن التعريف الذي أقرّه المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة. يقول هذا التعريف: «يتشكل السكان الأصليون من المنحدرين من الشعوب التي كانت تقطن بالمنطقة الجغرافية الحالية في الفترة التي استوطنت فيها تلك المنطقةَ جماعاتٌ من السكان قادمين من بلدان أخرى، ذوي ثقافة وأصول إثنية مختلفة، وأصبحوا في ما بعد المهيمنين على أولئك السكان الأصليين بالغزو والقوة والاحتلال أو بوسائل أخرى، محوّلينهم إلى خاضعين لوضع استعماري. وهم يعيشون اليوم في انسجام مع عاداتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية أكثر من انسجامهم مع مؤسسات البلد الذي يشكلون الآن جزءا منه، بفضل نظام الدولة التي تعمل على إدماجهم في النسيج الوطني والاجتماعي والثقافي للجزء الآخر من السكان الذي أصبح مهيمنا»

فهل ينطبق هذا التعريف الاممي على الامة الامازيغية في شمال افريقيا؟

حسب التعريف الأممي لن يكون إذن الشعب الأمازيغي شعبا "أصليا"، لأنه لا يستجيب لمعيار فقدان السيادة وقيام سيادة أخرى ذات أصول أجنبية على أرضه، كما في الأمثلة التي سنذكرها. ولهذا فليس صحيحا على الإطلاق، كما يذهب العديد من نشطاء الحركة الأمازيغية، أن الأمازيغيين هم شعب "أصلي" لأنهم هم كذلك فقدوا سيادتهم منذ الغزو العربي لشمال إفريقيا، وأصبحوا يعيشون تحت السيادة العربية ذات الأصل الأجنبي. فلا مجال هنا للمقارنة بين ما حدث بشمال إفريقيا جراء الغزو العربي، وما حدث بأستراليا وأمريكا مثلا جراء الغزو الأوروبي. والتاريخ واضح حول هذه المسألة.

فمنذ أن طرد الأمازيغيون العرب من شمال إفريقيا عقب دحرهم في معركة "الأشراف" عام 740 ميلادية، استردوا سيادتهم كاملة على أرضهم ولم يبقى عربي واحد كما ذكر ذلك ابن خلدون و العديد من المؤرخين العرب قديما

يقول ابن خلدون ان العرب بعد ان قضى عليهم الامازيغ  خاصة بعد ثورة كتامة على اخر العرب (الاغالبة) انقرضوا سنة 296 هجري لم تبقى لهم قائمة وذهبت ريحهم الى الابد

انظر كتاب ابن خلدون الجزء السادس تحقيق سهيل زكار الصفحة 149



وهناك 
خطأ كبير و شائع بين معظم الجزائريين ألا و هو اعتماد معيار اللغة الأم المنطوقة(Arabophone /Berberophone ) للدلالة على الأصل العرقي للمجموعات السكانية  في شمال غرب افريقيا او القول ان العرب اكثر من الامازيغ  دون الرجوع للحقائق التاريخية أو الأنثروبوجية  التي تبين ان الاغلبية الساحقة اليوم هم امازيغ حتى لو تكلموا العربية بتاثير ظاهرة الاستعراب و التي  خلقت فوضى و مغالطات في معالم الهوية للأغلب الناس في بلاد الامازيغ

لان الامازيغ كانوا على امتداد التاريخ الى يومنا هذا الاغلبية الساحقة من السكان في ارضهم عكس السكان الاصليين في أستراليا وأمريكا. الابوريجين و الهنود الحمر  والدليل على ذلك هو قيام، بعد جلاء العرب، الاميين و العباسيين  دول وممالك أمازيغية خالصة و ذات سيادة أمازيغية، مثل  الدولة الزيرية و الموحدين و المرابطين و الزيانيين والنكور والبورغواطيين والمغراويين والمرابطين  والمرينيين و الحفصيين وغيرهم . وهذا ما لم يحصل مثله إطلاقا في أستراليا وأمريكا (الشمالية)، إذ لم تظهر أية دولة محلية للسكان الأصليين تعبيرا عن استعادة السيادة المحلية لهؤلاء السكان، منذ الاجتياح الأوروبي لهاتين القارتين.

فإذا صنّفنا الأمازيغيين ضمن الشعوب الأصلية، لأن العرب  "الاحتلال الاموي' كانت لهم في فترة تاريخية محدودة (أقل من 90 سنة) سيادة جزئية على الأرض الأمازيغية، فيجب أن يصنّف الفرنسيون والكوريون والإيرانيون والإسبانيون هم أيضا ضمن الشعوب الأصلية، لأنه سبق للرومان أن حكموا الفرنسيين ثم كذلك الألمان عندما احتلوا فرنسا، والكوريون سبق أن حكمهم اليابان عندما استعمروا بلدهم، والعرب خضعوا لسيادة الفرس و الاحباش و الروم و الأتراك و الانجليز والذين حكموهم لمدة طويلة

اذا الامازيغ لا يمكن تصنيفهم ضد الشعوب الاصيلة حسب التعريف الاممي حيث يضاف إلى هذا المعطى السياسي (الدولة والسيادة)،الذي ذكرناه معطى آخر ديموغرافي، وهو أن عدد العرب الذين استقروا بالمغرب الكبير كان صغيرا جدا، سواء في فترة الاحتلال الاموي ابتداءا من القرن 7 ميلادي او الهجرات الهلالية في القرن 12 م  ابن عذارى المراكشي يقول ان عدد بني هلال بلغ في المجمل 7500 رجل عند غزوهم افريقيا

هذا  مقارنة مع العدد الكبير جدا للأمازيغيين،الذي قدره الباحثين باكثر من 6 ملايين في القرن 12 م

اضيفكم معلومة يجهلها الكثير من الناس , في اكبر دراسة عن تاريخ ديموغرافيا شمال افريقية للديموغرافي الشهير دومينيك تابوتان Dominique Tabutin الذي جمع اكبر عدد من المصادر التاريخية و الاحصائية

حيث وصل هذا الباحث الى كون عدد سكان شمال افريقية ( ليبيا تونس الجزائر المغرب) قبل وصول الهلاليين الى 6.500.000 فرد فبربكم مذا يمثل عدد 7000 اعرابي امام هذا العدد الضخم من الامازيغ ؟

المصادر : الصفحة 2 من كتاب 

L’histoire de la population de l’Afrique du Nord pendant le deuxième millénaire .... Dominique Tabutin....

اضافة الى ما سبق ذكره تشير التقديرات التي تم إجراؤها لعام 1000 ميلادي من قبل الباحثة الالمانية مايا شاتزميلر

إلى أن عدد سكان شمال إفريقيا كان بين 2 و 5 ملايين  نسمة

هذه المعلومات مهمة للغاية لأنها تعطينا دليلًا قاطعًا على أن  الأمازيغ  إحصائيًا فاق عدد بني هلال وسليم الذين هاجروا إلى المنطقة في أواخر القرن الحادي عشر

رابط الدراسة الالمانية

https://history.uwo.ca/people/Docs/Shatzmiller-Articles/17-Marinid-Fez.pdf?fbclid=IwAR3dYQQMeGitzqby1DbbTT7tWQCXZ18lfyxwc0Z2FQZ2pxIAsPT3MACadz0

   

اظن انكم عرفتم الحقيقة التي يخفيها عليكم اعداء الامة الامازيغية  من احفاد قبائل المخزن التركي والفرنسي و الاطالي وهم القوميون المستعربون اعداء الهوية الامازيغية والتاريخ المغاربي الاصيل

فهل يمكن لقطر حبر ان تلون البحر وهل يمكن القول ان الامازيغ اقلية في ارضهم تامزغا فرغم استعراب لسان الكثير من الامازيغيين الا ان القاعدة الشرعية و العلمية و المنطق يقول ان اللسان لا يغير اصل الانسان  لهذا المغرب الكبير هي ارض الامازيغ الناطقين بالامازيغية و اخرون امازيغ ناطقين بالعامية المستعربة و الوافد بينهم عبارة عن اقلية مجهرية عكس عدد الأوروبيين الذين استقروا بأستراليا وأمريكا، والذي كان أكبر بكثير من عدد السكان الأصليين، مما حوّل هؤلاء إلى أقلية والأوروبيين إلى أغلبية أقامت دولة حقيقية ذات سيادة حقيقية يعني شرط هيمنة الوافدين على الأصليين وهذا لم يحدث في بلاد الامازيغ

الخلاصة إذن هي أن الأمازيغيين بدول شمال افريقيا ليسوا شعبا "أصليا" بالمدلول الأممي الذي شرحناه، لسبب بسيط هو أن المغرب الكبير  بكامله شعب "أصلي" امازيغي، مثل إيران أو الصين أو اليابان...، التي هي كذلك شعوب "أصلية" لأنها الأقدم ببلدانها مثل الامازيغ الذين هم الشعب الأقدم بتامزغا. حسب المعطيات التاريخية و العلمية الجينية و الانتربلوجية  وبما أن هذه الشعوب مثل ابران وفرنسا و غيرها  لا تُصنّف، طبقا لمعايير التعريف الأممي، ضمن الشعوب "الأصلية" لأنها تمارس سيادتها على نفسها بنفسها محليا، فكذلك الأمازيغيون بالمغرب الكبير لا يُصنّفون ضمن الشعوب "الأصلية" لأنهم يمارسون سيادتهم بأنفسهم على أنفسهم محليا، أي من خلال دولتهم التي يحكمها الامازيغ و هي كلها حكومات تتشطل من عنصر ذي الأصل المحلي، أي الأمازيغي، وليس مثل هنود أمريكا أو "أبوريجين" أستراليا الخاضعيْن لسيادة دولتي الولايات المتحدة وأستراليا، اللتين هما دولتان من أصول غير محلية، أي من أصول أوروبية أجنبية.

للتوضيح نحن المدافعين عن الهوية الامازيغية  الآن في صدام فكري مع حاملي [ لواء العروبة البعثية] التي هي وليدة مطلع القرن العشرين والتي تريد تلوين البشر بلونها ، وقد وجدت تلك الأطروحة الإديولوجية العفنة من بتبناها بقوة (وهم  بعض الأمازيغ المستعربين  ) الذين أغواهم بريق البترودولار من أمثال / عثمان سعدي الشاوي ، وأحمد بن نعمان القبائلي ، ومحمد عابد الجابري المغربي، والعرباوي التونسي . الا ان اكاذيبهم و خططهم التعريبية فشلت فشلا ذريعا في بلاد الامازيغ و انكشفت اكاذيبهم

وصدق الله العظيم القائل (( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ )) .

اما ادانتنا  للفكر القومجي العروبي في بلاد الامازيغ هي ليست للعرب كجنس وانما للقوميين العروبيين في تامزعا الادانة فهي لمن يحاول تكرار ذلك التاريخ  الاجرامي الاموي الدموي اليوم على غرار الطابور الخامس لدولة قريش الاموية من عروبيين بعثيين واسلامويين مثل الدواعش و القاعدة  ..فهؤلاء هم يستحق الادانة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق