السبت، 9 ديسمبر 2023

العلاقة الموثقة بين التسميات الماسيل و النوميد و الليبو و البربر و الافريقي و الامازيغ

 

العلاقة الموثقة بين مصطلح الماسيل و النوميد و الليبو و البربر و الافريقي و الامازيغ


من الغريب ان نرى احيانا في بعض المواقع على وسائل التواصل الاجتماعي وحتى في بعض المجلات ان التسميات القديمة للقبائل الامازيغية و ملوكها ليس لها علاقة باسم الامازيغ و قد طالعنا   مؤخرا مقالات لبعض القومجيين المستعربين في شمال افريقيا و المحسوبين على الطبقة المثقفة يقولون انه لا علاقة لقبيلة الماسيل التي ينتمي اليها الملك الامازيغي ماسينيسا بالنوميد و انه لا علاقة لاسم امازيغ  باسم ليبو او بربر او نوميد  وهذه طبعا كلها مغالطات و ترويج للاكاذيب التي يهدف منها تزوير و التدليس على الهوية و التاريخ الامازيغي خاصة ان مصطلح امازيغ اصبح يؤلم دعاة القومجية العروبية و دعاة خرافة الفينيقية في شمال افريقيا ولهذا استوجب الرد عليهم وكشف كل هذه الاكاذيب
لنبدا ياسم قبيلة الماسيل التي ينتمي اليها اشهر ملك في تاريخ الامازيغ و هو ماسينيسا حيث بينت لنا الاكتشافات الاثرية ان الملك ماسينيسا كان ينتمي الى قبيلة الماسيل و اقدم ذكر لقبيلة الماسيل الامازيغية في الاثار نجدها في النقيشة الاثرية تعود للملك النوميدي مكوسن اي مسيبسا (148-142 ق. م)
لعلمكم مكوسن هو نفسه المسمى مسيبسا احد احفاد ماسينيسا الذي حارب الاحتلال الفينيقي لبلاد الامازيغ ذكر اسم الماسيل وهي تحالف عدة قبائل امازيغية في الشرق الجزائري و جنوب غرب تونس وذلك في النص على اللوح الجنائزي المكتوب بالنيو بونيقية مكتوب فى السطر الاول من النقشية اسم الملك وقبيلته مكوسن للتنبيه هو اســم أمازيغي ينتهي باللاحقة البربرية “ن” شأنه شأن أسماء الملوك كمسنسن ومكوسن وغلسن ،

و قبيلة الماسيل في شرق الجزائر و ايضا الماسيسيل في وسط وغرب الجزائر هي فرعين المكونيين لمملكة نوميديا و النوميد هم سكان مملكة نوميديا و هي تسمية تدل على مجال سياسي جغرافي كان يتمدد و يتقلص حسب الحروب و السياسة من طرابلس ليبيا الى ملوية في المغرب الاقصى كما قال ذلك سترابون و غيره

فيما يخص اسم قبيلة الماسيل التي ينتمي اليها ماسينيسا واذا رجعنا الى موقع متحف الاثار الفرنسي اللوفر حيث توجد نقيشة و التي تعودالى الباحث الاثري 
( M. Sznycer)الذي اكتشف هذا اللوح وترجمه نجد النص التالي الذي يربط الملوك الامازيغ مثل ماسينيسا و ابنائه بقبيلة الماسيل



Inscription :

Sanctuaire funéraire (?) du « Vivant des vivants » Mikiwsan  Micipsa), roi des Massyli, le regretté (?), régent des pays, chef des princes, bienveillant. Pour lui a érigé cette statue à l'entrée (?) de la chambre funéraire, avec cette tombe, Ya'zaam, fils de Yazaggasan, fils de Bogud, fils de Massinissa, « l'éleveur de la divinité », en mémoire glorieuse de sa superbe magnificence, de sa superbe perfection ; juste comme il a élévé les fûts et les bases des colonnes, qui sont sur toutes les hauteurs, assemblées pour lui... [...] fit Arish, fils d'Abdo, fi[ls de...]".

 

 الترجمة العربية 

المقام الجنائزي (؟) لـ”حي الأحياء” ميكوسن( ميسيبسا)، ملك المسيلي، الفقيد (؟)، وصيّ البلدان، زعيم الأمراء، المحسن. لأنه أقام هذا التمثال عند مدخل (؟) حجرة الدفن، مع هذا القبر يزعم بن يازغاسان بن بوجود بن ماسينيسا "مربي الألوهية"، تخليداً لذكرى بديعته. روعة كماله الرائع. كما رفع له الأعمدة وقواعد الأعمدة التي على كل ارتفاعات مجمعة له... [...] قال العريش بن عبده ابن [أبناء...]

 


هاكم رابط مباشر من موقع اللوفر لتلك النقيشة الجنائزية

https://collections.louvre.fr/ark:/53355/cl010135023

و اما العلاقة بين الماسيل و مصطلح نوميد (( للتذكيرالماسيل هم تحالف قبائل تشكل جزء من مملكة نوميديا لهذا لما نقول انسان ماسيلي او انسان نوميدي فهذا يعني نفس العرق)) يتضح هذا التطابق بين المصطلحين في كتاب المؤرخ تيت ليفيوس يذكر في كتابه  احيانا الملك ماسينيسا انه ملك الماسيل و احيانا يصفه انه ملك النوميد وهكذا يتبين لكم انه قديما هناك ربط  بين اسم ماسيل و اسم نوميد



 

أيضا المؤرخ polybius of megalopolis  وصف الملك ماسينيسا على أنه ملك اللوبيين

Histoire ancienne des Égyptiens, des Carthaginois, des Assyriens, des

http://remacle.org/bloodwolf/historiens/polybe/index.htm

 

 واما عن علاقة مصطلح نوميدي بمصطلح افريقي فقد ترك لنا المؤرخ تيت ليف  كتاب  جاء في احد فقراته ان الملكة القرطاجية الفينيقية صفونوزيب  التي تزوجها الملك سيفاقس الذي هزمه ماسينيسا لما دخل هذا الاخير على مدينة سيرتا ومعه سيفاقس مكبل بالحديد ارتمت  صفونوزيب بين ارجل ماسينيسا تقبلها و تتوسل له ان لا يسلمها الى الرومان و خلال كلامها قالت له " اترجاك و اتوسل اليك بسم تلك العظمة الملكية التي كانت من نصيبي سابقا, و بسم صفة النوميدي التي تقتسمها مع سيفاكس , و بسم آلهة هذا القصر التي اتمنى الا تغفل عن حمياتك كما غفلت عن حماية سيفاكس الذي ابتعد عنها , تقبل مني توسلي اليك ان تكون انت من يقرر مصير جاريتك و اجرني من عقاب سيد روماني بسبب كوني زوجة سيفاكس لانني افضل ان اكون تحت تصرف رجل نوميدي , امير افريقي مثلي "

 من خلال هذا النص يتبين لك عزيزي القارئ ان الملك الماساسيلي سفاقس اصله نوميدي مثل الملك ماسينيسا الذي هو من الماسيل النوميد و انهم ايضا اسمهم افارقة 



علاقة اسم نوميد وبربر باسم الليبو:

هؤلاء الماسيل او النوميد هم نفسهم الليبو سكان شمال افريقيا من نهر النيل الى المحيط الاطلسي كما وصفهم هيرودوت 500 قبل الميلاد  و غيره من المؤرخين القدماء يعني لا مجال للتفريق بين مصطلح ليبو او بربر او نوميد او ماسيل او امازيغ فكلها تسميات لشعب واحد وعرق واحد (الامازيغ) وكما سبق تاكيده فان مسطلح ماسيل هو نفسه نوميد ايضا لدينا ادلة تاريخية من الكتب القديمة تبين ان مصطلح نوميد هو نفسه  ليبو هو نفسه بربر  هذا نجده في رسالة  ماركوس كونيليوس

حيث لدينا في القرن الثاني بعد الميلاد في مقتطف من رسالة فرونطو( Marcus Cornelius Fronto ولد في 100 بعد الميلاد و توفى في 160 )القسنطيني و هو ولي و أستاذ ماركوس اوريليوس الى أم الأخير ذكر أنه بربري و انه (ليبي) من النوميد (الترجمة قالت من( النوماد)) علما أنه من قسنطينة ذكر ليبي اولا يعني انه ينتمي الى عرق اوحد هو الليبيون ثم ذكر الجهة المنتمي اليها و التي تنطوي تحت مظلة العرق الأوحد و هي النوميد و هذا دليل آخر على الاثنية المتبناة

https://digi.ub.uni-heidelberg.de/diglit/rollin1730bd1




وحتى المؤرخ بوليب من القرن الثاني قبل الميلاد كان يطلق اسم بربري ثم اسم ليبي على السكان الامازيغ مما يدل ان مصطلح ليبي وبربري يدل على نفس العرق و الاثنية


 




 

 

 و المؤرخ  Athénée de Naucratis المصري المولود سنة 170 م  أيضا كتب أن ماسينيسا ملك اللوبيين

https://digi.ub.uni-heidelberg.de/diglit/rollin1730bd1

 

اما عن ارتباط اسم مازيغ كشعب باسم الليبو يذكر المؤرخ  ستفاني البزنطي الذي عاش في القرن 6 ميلادي  نقل هذه  المعلومات عن المؤرخ  Hecataeus of Miletus هيكاتيوس الملطي الاغريقي اليوناني ( ولد سنة 550 ق.م)  والذي سبق هيرودوت ( المولود سنة 484 ق.م) و هيكاتيوس هو من اخبرنا بهذه الحقيقة  حول اصالة واقدمية اسم امازيغ و ارتباطه باسم الليبو وهذا منذ 25 قرن

كتاب " Stephani Byzantii Ethnica الاثنيات لستيفان البيزنطي  ( القرن 06 ميلادي)

 Étienne de Byzance, Stéphane de Byzance ou Stephanus Byzantinus"

 و الكتاب  عبارة عن معجم الشعوب القديمة جدا , تحقيق و تعليق مارقاريت بيلربك Margarethe Billerbeck عالمة اللسانيات السويسرة خريجة جامعة برلين الالمانية اين نجد هوية اول مؤرخ  اوروبي ذكر الامازيغ نسبة الى " مازيغ" بصيغة " مازير Mazyer " ( مازيس Mazyes في نسخ اخرى خاصة الايطالية ) و الذين يقصد بهم النوميديين الذين يعيشون بليبيا

رابط للاطلاع
https://ia800102.us.archive.org/31/items/STEPHANUSBYZANTIUSMargaretheBillerbeckStephaniByzantiiEthnicaKO.BYMARGARETHEBILLERBECK/STEPHANUS%20BYZANTIUS-Margarethe_Billerbeck%5D_Stephani_Byzantii_Ethnica%2C-K-O.%20BY%20MARGARETHE%20BILLERBECK.pdf




 وهكذا نكون قدمنا لكم المراجع التاريخية و الاثرية التي تربط اسم الليبو مع الماسيل مع النوميد مع البربر مع الافريقي مع اسم الامازيغ وبهذا لن يستطيع اعداء الهوية و التاريخ الامازيغي التدليس و التفريق بين تلك التسميات التي كلها تعود لشعب واحد وعرق واحد سكن من نهر النيل الى المحيط الاطلسي  

وفي الاخير نقول اننا من خلال هذا البحث الموثق بالمراجع التاريخية الاقديمة و الاثار نكون  قدمنا أجابة ساحقة ماحقة  على اكاذيب القومجيين العروبيين   إجابة العليم لا الجاهل الذميم و بيان المنصف الصميم لا الغاشم اللئيم، بما لا يدع شكا لقارئ المقال ان القومجي العروبي و المتفنقين الجدد في شمال افريقيا  أنهم واصاحبهم و اتباعهم  ومراجعهم الفرنسيين  من حق مزبلة الأفكار وليس لهم قيمة في عرف الامازيغ الأخيار،امازيغ الاباء والشهامة

ولمن لم يعجبه ردنا نقول  إذ كيف يكون التقدير والتبجيل لمتعد على مقام الامازيغ ورميهم  بالتحقير والتقزيم والطمس  لاسماء الامازيغ قديما وهو في سبيل تحقيره لاصالة الامازيغ اعاد نفس نظرية الاحتلال الفرنسي حقا صدق من قال ان فرنسا تركت ابناءها كلاب الفرنجة هربت الى ارضها في اروبا لكنها خلفت جراء لها بعد الاستقلال يواصلون الاحتلال الثقافي بعد ان فقدوا الاحتلال للارض صدق نزار قباني حين قال :

 (لم يدخل اليهود من حدودنا   ......  انما تسللوا كالنمل من عيوبنا)

وكانت عيوب الامازيغ انهم غفلوا في بعض الفترات عن الرد على هؤلاء العروبيست الخونة الكذابين احفاد ابن سلول  حتى اصبحنا نقرا ونسمع ان ماسينيسا ليس امازيغي بالمقايل يقول البعض لنا عندما نشدد في الرد (الفتنة نائمة لعن الله من ايقضها) نقول لهم انتم راس الفتنة وباب مهترئ اعتاد المحتل الدخول منه عبر التاريخ لبلاد الامازيغ و الساكت عن الحق شيطان اخرس ونقول للمدافعين عن الهوية الامازيغية وتاريخ الجزائر العريق الفطنة نائمة رحم الله من ايقظها

 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق