الثلاثاء، 20 أغسطس 2024

هل البربر لفظة قدح ام مدح في اللسان العربي؟

 

هل البربر لفظة قدح ام مدح في اللسان العربي؟


هل تعلمون لماذا لا يضع القومجي العروبي كلمة بربر مباشرة مع كلمة عرب رغم انهم ينسبون البربر الى العرب ؟؟؟

للاشارة كل الكتاب المنضرين لفكر القومجية العروبية و الذين عربوا الشجر و الحجر و البطيخ وحتى الكائنات الفضائية و المريخ  مثل كتابات :

خشيم و عثمان السعدي والدارودي و الصويعي و العرباوي و محمد علي عيسى وغيرهم  كلهم يزعمون ان البربر اي الامازيغ هم من اصول عربية بعضهم ينسبهم الى اليمن و البعض الى الكنعانيين رغم ان علم التاريخ و الاركيلوجيا وعلم الجينات ينفون عروبة اليمن و الكنعانيين الحاليين  فاما الامازيغ فهم ابعد شعب علميا و جينيا عن العرب فشعب الابوريجان السكان الاصليين في استراليا هم علميا جينيا اقرب للامازيغ من العرب  العدنانين ومن اليمنيين وهذا موضوع بيناه في مقالات علمية اخرى لا يسع هذا المقال اعادة التفصيل فيها

نعم الصينيين والهنود الحمر وسكان أستراليا الأصليين هم أقرب الى العرب من الأمازيغ، حيت أن الأمازيغ"E-M35" والعرب"J1" لا يلتقون إلا قبل 65 ألف سنة في جد يحمل التحور "CT" أي في بدايات البشرية



لهذا اصبحت كتابات القومجييم العروبيين بانها لا علاقة لها بالمنهج العلمي الاكاديمي و توصف انها ذات الزيغ و الهوى و أنها بلغت من فسادها الفكري حد الهلوسة و التخريف؟

لكن ما يهمنا في الموضوع هو خبث الكتاب القومجيين العروبيين فانت لن تجدهم يكتبون كلمة عرب وامامها كلمة بربر مثلا "عرب بربر" بل عندما يريدون تعريب البربر يكتبون العرب الامازيغ

للتذكير مصطلح بربر فهو معروف تاريخيا بأنه لفظ يوناني أطلقه اليونانيون على جميع الشعوب التي تتكلم لغة أخرى غير اللغة اليونانية، إذن فالمعيار الذي اعتمده اليونانيون في إطلاق هذه التسمية هو معيار امتلاك اللغة اليونانية و لاحقا في القرن الخامس قبل الميلاد اصبحت تعني الهمجي المتوحش و عن اليونان أخذ الرومان هذه اللفظة واطلقوها على الامازيغ و عن الرومان أخذها العرب و القومجي العروبي يريد من الامازيغ استعمال كلمة بربر بدل اسم امازيغ رغم كونها مصطلح مشين فيه قدح سواء في اللسان العربي او غيره 

حيث بنفس المعنى، مثلا يعتبر الفرس و الغاليين برابرة بالنسبة لليونانيين و الأمازيغ و القبائل الجرمانية برابرة بالنسبة للرومان وحتى العرب الاسماعليين كان يطلق عليهم بربر كما سنبينه لاحقا في الموضوع

قد يتساءل القارئ الكريم و يستغرب عن سبب تقبل رموز القومجية العروبية اعداء الامازيغية كمثال  القومجي الدارودي  من منطقة ظفار بسلطنة عمان حيث يستعملون  لفظة أمازيغ رغم اعتباره إياها صرعة جديدة، اخترعنه الاكاديمية البربرية حسب زعمه و إليك ماقاله في الصفحة 21 من كتابه حول عروبة البربر مدخل الى عروبة الامازيغيين من خلال  اللسان:

" لقد قلت سابقا: "إن استخدامي لكلمة البربر إلى جنب كلمة أمازيغ هو أمر طبيعي، فنحن لا نعرف لعرب شمال أفريقيا القدامى  باستثناء المصريين  سوى اسم البربر، ولهجاتهم لهجات بربرية، واستبدال اللفظة بلفظة أمازيغ صرعة جديدة، لكننا نقبلها إلى جنب ما ألفناه ودرجنا عليه ". انتهى



من جهتنا  كباحثين امازيغيين  لاحظنا شيء يدعو للحيرة والعجب،وهو أن بعض الذين صاروا رموزا للقومجية العربية أمثال خشيم و الدارودي،  و عثمان سعدي الذين اعلموا الحرب على الهوية الامازيغية والذين يطالبون الجميع بتجاوز لفظ "أمازيغ" وما يشتق منه والاستعاضة عنه بلفظ "بربر"لايلتزمون بهذا الذي يدعون الناس إليه، و هو ما سنوضحه في  هذه الفقرة ، و سنبين سر تقبل استعمالهم لفظ أمازيغ بدلا من (بربر) في مواقع اخرى من كتبهم.

لعلمكم إن سر تقبل الدارودي و القومجي العروبي استعمال لفظة أمازيغ  رغم انفه ليس كما يدعيه بأنه ألف ذلك و درج عليه، لكن السر الحقيقي وراء تقبله استعمالها هو أكبربكثير، فهؤلاء القومجيون لا يستعملون لفظة أمازيغ في كتاباتهم عشوائيا، بل هناك مكان محدد لا يمكن لهم أن يستعملوا فيه لفظة "بربر" فاستبعدوها نهائيا و استبدلوها بلفظة أمازيغ وحدها دون غيرها، و يتعلق الأمر هنا باقتران لفظة عرب بلفظة أمازيغ، إذ لا يمكن لهؤلاء القومجيين أن يستعملوا لفظة بربر إذا سبقتها لفظة عرب، فلن تجد في كتاباتهم عبارة " العرب البربر" بينما تجد عبارة " العرب الأمازيغ" و هو ما نقرأه عند صاحبنا   القومجي العروبي الدارودي كمثال في كتابه عروبة البربر

في الصفحة 21  الصورة السابقة حيث يقول :

 "...أكثر منها صفة حقيقية للعرب الأمازيغ ..."

و في الصفحة 32  يقول : "...ما بين العرب الفاتحين والعرب الأمازيغ .



وفي الصفحة 246  يقول : "... لاحظ أن العرب الأمازيغين..."



 بل إن صاحبنا الدارودي ألف كتابا آخر تحت عنوان " عن العرب الأمازيغ و لهجاتهم"



و نفس الشيء نجده كذلك في مؤلفات فهمي خشيم الأب الروحي لأصحاب هذه النزعة القومجية الأعرابية المعادية للامازيغية حيث ألف كتابين الأول عنونه ب " سفر العرب الأمازيغ " و الثاني عنونه ب "معجم لسان العرب الأمازيغ"، حيث لم يستعمل هو الآخر لفظة بربر إذا سبقتها لفظة عرب، و هنا يحق لنا أن نطرح على صاحبنا الدارودي  و كل قومحي عروبي يدعي عروبة البربر او الامازيغ الأسئلة التالية :

لماذا لا تستعملون لفظة بربر إذا سبقتها لفظة عرب و اقترنت بها ؟

ألا يمكن اعتبار تبني لفظة أمازيغ في هذه الحالة اعترافا ضمنيا بأنها لفظة أشربت بمعاني الفخر و العزة الشرف لذا تحبون إلصاقها بلفظة عرب و بالمقابل تستبعدون لفظة بربر في هذه الحالة و هو إقرار ضمني بأن اللفظة تحمل معاني قدحية و تفضلون إبعادها عن لفظة عرب ؟ما اخبثكم

 و هنا لابد من تنبيه القومجي العروبي إلى أن تسمية "بربر"  حسب مفهومه الاعوج لا قدح فيها حتى يتحسس منها و يبعدها عن تسمية عرب، و نتمنى أن يستغني عن لفظة أمازيغ في كل كتاباته ليكون منسجما مع نفسه في ما يكتبه أولا، و لكي يعطي قيمة لأفكاره التي يدافع عنها ثانيا،و التي تدعوا الى عدم استعمال كلمة امازيغ  و ثالثا لكي لا يقع  العروبي عدو الامازيغية في تناقضات مع نفسه، فهو يدافع عن فكرة معينة في فقرة من فقرات كتابه و يحاول إقناع القارئ بها،( لا تستعمل كلمة امازيغ)

 لكنه يأتي في فقرة أخرى و ينسف الفكرة الأولى التي بناها و دافع عنها بفكرة أخرى مناقضة لها تماما،( يقول العرب الامازيغ)  و هذا ما يجعل القومجي العروبي في صراع مع نفسه و يجعل كتاباته  لا منطقية تفتقر إلى العلمية و الموضوعية .ليست سوى حرب وحقد مرضي ضد الامازيغية و لهذا لما نقول لكم ان هناك مرض اسمه الامازيغوفوبيا فنحن لا نبالغ و على الناس ان لا يقرؤا لهم و لا يصدقوهم

و هذا يذكرني بقصيدة للشاعر نزار قباني، السوري "إياك أن تقرأ حرفاً من كتابات العرب... فحربهم إشاعة وسيفهم خشب وعشقهم خيانة ووعدهم كذب..."

و عن لفظة أمازيغ و (بربر) يقول القومجي العروبي الدارودي عند إجابته على هذا السؤال بالافتراء على الحركة الأمازيغية مدعيا أن أبناء الحركة الأمازيغية هم من قال بأنهم يسمون أنفسهم إيمازيغن و بأنهم قالوا أن معناها الرجال الأحرار، وبأنهم من قال بأن البربر هي تسمية جاءت من غيرهم وأن معناها الهمج المتوحشون، و هذا ما نقرأه في الصفحة 21 من كتابه حول عروبة البربر حيث يقول :

" يستهجن أبناء الحركة الأمازيغية استخدام كلمة البربر بدلا من الأمازيغ، ويقولون أنهم يطلقون على أنفسهم اسم  إمازيغن وتعني الرجال الأحرار، أما تسمية البربر فجاءت من  الهمج  من غيرهم، وهي تسمية فيها قدح، لأنها تعني في اللاتينية المتوحشون''

هنا  العروبي الدارودي كعادته يتحدث بما لا يعرف و يعطي معلومات و يقوم بتحليلها دون الاستناد إلى أية مراجع، علمية موثقة مما يجعل أقواله في هذه النقطة بعيدة عن العلمية و الموضوعية، و غير مقبولة علميا و مردودة عليه لأنها لا تعكس الحقيقة و إنما فقط مجرد أهواء ناتجة عن العقلية المتشبعة بأفكار قومجية عنصرية إقصائية

و في هذا الإطار نوضح لصاحبنا الدارودي العروبي  إن تسمية أمازيغ حقا هي التي سمى بها الأمازيغ أنفسهم من مئات السنين ولم تخترعها الاكاديمية الامازيغية التي ظهرت في السبعينات من القرن الماضي او الجمعيات الثقافية الامازيغية أما تسمية بربر هي حقا دخيلة سماهم بها غيرهم، و سنتعرض إلى مختلف آراء الباحثين والمؤرخين الذين ليسوا من أبناء الحركة الأمازيغية كي لا يقول صاحبنا  العروبي الدارودي وامثاله من القومجيين العروبيين أننا نفتري عليهم.

نقرأ في الصفحة 64 من كتاب المغرب القديم للدكتور محمد بيومي

مهران ما يلي : "و قد أطلق البربر على أنفسهم اسم الأمازيغ أي الأحرار" و يقول بخصوص كلمة بربر: "و أما كلمة بربر فأكبرو هو التعبير الذي (barbarus) الظن أنها مشتقة من اللاتينية استعمله الرومان للشعوب التي يرون أنها أقل منهم حضارة".

و يقول محمد علي دبوز في الجزء الأول من كتابه تاريخ المغرب الكبير في الصفحة 33 :" ان جد البربر هو مازيغ بن كنعان بن حام. والبربر يسمون أنفسهم )الأمازيغ( ويعتدون بهذا الاسم. وهم لا يطلقونه إلا على الاقحاح الصرحاء فيهم، أما النزلاء الدخلاء الذين يتبربرون كعبيدهم ومواليهم فلا يسمونهم أمازيغ، لأنهم ليسوا من سلالة مازيغ. ومعنى الأمازيغ عندهم هو الأشراف. يعني الصرحاء أبناء مازيغ الذين يحملون شخصية البربر العظيمة،ويتصفون بأخلاقهم التي تطبعهم بها الوراثة الأمازيغية الزكية.

ويسمى البربر لغتهم البربرية (تمازغت) نسبة إلى الأمازيغ. وقد أرسل عمرو بن العاص لما كان واليا على مصر بعض رؤساء البربر إلى سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فسألهم عن نسبهم فقالوا "نحن أبناء مازيغ."

وفي نفس السياق كتب غابرييل كامب في كتابه البربر ذاكرة و هوية صفحة 55 ما يلي :

"و كما سنرى في ما يقبل من هذا الكتاب، فإن الكثير من القبائل البربرية القديمة كانت تعرف في العصور القديمة و هو في الحقيقة اسم يطلقه أغلب البربر على أنفسهم  مفردها أمازيغ  ( Imazighen ) إمازيغن وقد نقل الأجانب هذا الاسم في صور شتى؛ فجعله . )Amazigh أو Mazyes المصريون مشوش، و جعله الإغريق مازييس ،Mazices المازيس

و نقرأ أيضا في كتاب تاريخ افريقيا الشمالية لشارل أندري جوليان صفحة 8 : 

" ولم يطلق البربر على أنفسهم هذا الاسم، بل أخذوه من دون أن يروموا استعماله عن الرومان الذين كانوا يعتبرونهم برابر وبرابرة مفرد بربر Barbarie أجانب عن حضارتهم وينعتونهم بالهمج ومنه استعمال العرب كلمة بربر اليوم لا يعرف عامة الناس أن المغرب الأقصى والجزائر وتونس آهلة بالبربر، ويعمدون إلى تسميتهم عرب. أما الأهالي فكثيرا ماكانوا يسمون أنفسهم أمازيغ مؤنثه تمازيغت وجمعه إمازيغن،ومعناه " الرجال الأحرار،" ثم " النبلاء ." وقد أطلق هذا الاسم على قبائل عديدة قبيل الاحتلال الروماني". انتهى

و سنضيف رأيا آخر للباحث محمد علي عيسى و هو من ذوي النزعة القومجية العربية في ليبيا حيث يقول في الصفحتين 180 و 181 من كتابه الجذور التاريخية لسكان المغرب القديم :

" إن سكان المغرب القديم لم يعرفوا أنفسهم بالإسم بربر، و في الوقت الحاضر لا يعرف معنى هذه الكلمة و مدلولها إلا من تعلمها و قرأهافي الكتب، و هذا أكبر دليل على أن الإسم أطلقه عليهم غيرهم ابتداء من العصور الوسطى، و حتى الآن".

عموما نكتفي بهذه الأدلة من المراجع التاريخية و التي يتفق أصحابها جميعهم على أن الأمازيغ يسمون أنفسهم إمازيغن و أن تسمية بربر أجنبية عنهم و أطلقها غيرهم و أنها لا تعني اسما لشعب معين و إنما هي صفة للشعوب التي لا تنتمي للحضارة اليونانية والرومانية.

فهل يستطيع  القومجي العروبي الدارودي وامثاله  بعد كل ما ذكر أن ينكر أن الأمازيغ سموا أنفسهم بهذا الإسم  امازيغ وليس بربر و هل يمكن له أن يستمر في افتراءاته على الحركة الأمازيغية  و يدعي أنها هي من قالت ذلك؟ مع العلم أن المراجع التي اعتمدتها أصحابها لا علاقة لهم بالحركة الأمازيغية.

هذه الأدلة و الحجج الدامغة و التي تنفي ادعاءات الدارودي، تثبت أن صاحبنا الدارودي  وكل قومجي عروبي جاهل " لا يدري، و لا يدري أنه لا يدري"

و الآن سننتقل الى الحديث عن معنى  لفظة (بربر) في مختلف اللغات  العربية و الامازيغية و الاعجمية كما ذكرتها المعاجم الاكاديمية  و سنناقش ما ذكره  من مغالطات صاحبنا  القومجي العروبي بهذا الخصوص و سنبين ما أراد الدارودي و امثاله طمسه و أن يكون مبهما لغاية في نفس يعقوب، و كل هذا و ذاك من أجل توضيح الرؤى و كشف الحقائق التي أراد أزلام العروبة طمسها رغما عن أنفها.

و عن معنى كلمة (بربر) يقول الدارودي في الصفحة 22  من كتابه  حول عروبة البربر:

 " أما إذا بحثنا في اللغات العروبية، فلا نجد للجذر بربر أي معنى قدحي، ففي الأمازيغية يأتي الفعل إبربر بمعنى امتد ظل النبات واتسع، وفي لغة القرآن يأتي الفعل بربر بمعنى تكلم كثيرا، ويأتي البربار بمعنى الأسد سمي الأسد بهذا الإسم لصوته ، وتبربروا بمعنى انتشروا في الصحاري واستوطنوها، فالتسمية لا قدح فيها حتى يتحسس منها أصحاب الحركة الأمازيغية".

اتهى كلام الدارودي

هنا نلاحظ أن صاحبنا القومجي العروبي  أشار إلى أن معاني كلمة بربر في ما يسميه

اللغات (العروبية) لا تحمل أي صفة قدحية، و ذكر معنى الفعل بربر في اللغة العربية بأنه تكلم كثيرا، و الدارودي هنا لم يتمم المعنى كاملا، حتى لا يظهر للقارئ ان فيه معنى مشين  فإذا رجعنا إلى المعاجم العربية و بحثنا عن فعل بربر في المعاجم العربية نجد معناه بأنه يعني تكلم كثيرا بلا منفعة، بمعنى ثرثرة و رجل بربار بمعنى ثرثار  وهي صفة قدحية وليست ميزة اجابية في العربية   و يعني أيضا  في العربية هذى من الهذيان، وهي معاني تشير الى السكر وفقدان العقل اذا هي ايضا صفات قدحية  في العربية

انظر كتاب ابن منظور ( لسان العرب) من القرن 13 م 



 و قال  الدارودي العروبي بأن تبربروا معناها انتشروا في الصحاري، يعني اعرابي و إذا كان هذا المعنى صحيح فمصطلح بربر واعرابي الأولى أن يسمي به العرب أنفسهم لأن مواطنهم  اغلبها الساحق عبارة عن صحاري،  والقرءان الكريم وصفهم بالاعراب ولم يرد فيه اي كلمة (عرب)

لكن القومجي العروبي لا يقبل ان نطلق عليه اسم اعرابي لانه يعتبره قدح بالمقابل يكلب من الامازيغ ان يسموا انفسه بربر 

و من مظاهر تحسس العرب من لفظة أعرابي ما ذكره ابن منظور كتابه  لسان العرب حيث يقول:

 " و الأعرابي إذا قيل له: يا عربي ! فرح بذلك و هش له. و العربي إذا قيل له : يا أعرابي ! غضب له ".



أما الأمازيغ الذين يسمونهم بربر وهي تعني في العربية بدوي صحراوي بمعنى اعرابي  فمساكنهم  اغلبها في الجبال و الغابات و الحقول الخضراء في المناطق الرطبة، لهذا لا ينطبق عليهم اسم بربر وامازيغ  التوارگ  نعم هم أمازيغ منتشرون في الصحراء لا تشملهم كلمة بربر، في المراجع العروبية لذا فإن "تخريجة" الدارودي غير سليمة ومردودة عليه

و الآن لننظر معنى تبربر في بعض المعاجم العربية، اتكتشفوا بطلان كلام القومجي العروبي الدارودي وغيره الذين يزعمون كذبا وجهلا ان مصطلح بربر في العربية لا يحمل معنى قدحي  فبالإضافة إلى المعاني التي أشرت إليها نجد معاني أخرى لهذه المفردة؛

1 نقرأ في الجزء الأول من معجم تكملة المعاجم العربية صفحة 270

ما يلي :

- تبربر الرجل : لحق بالبربر فجفا و توحش. و هنا لا وجود لما يفيد بأن كلمة تبربر معناها انتشر في الصحراء، بل هنا وردت بمعنى الجفاء و التوحش. اذا هي كلمة قدحية في العربية



2  وفي كتاب العين الجزء الأول صفحة 129

- بربر : جيل من الناس سيء الخَلْق.



3 وعلاقة بكلمة بربر و معناها القدحي في العربية نستشهد بما ذكره محمد علي عيسى و هو أيضا من أزلام القومجية العربية بشمال إفريقيا حيث يقول في كتابه الجذور التاريخية لسكان المغرب القديم في الصفحة 181 : 

" إن سكان المغرب القديم الناطقين باللغة الليبية القديمة يستنكفون من أن يسموا بربرا، لأنهم يرون فيه سبة لهم، و الذي يقول إن اسم بربر في اللغة العربية لا تحمل سبة و لا تفيد دلالة تسيء، و هي غير كلمة البرابرة، هو مخطئ، و هو في هذا الإطار يتخذ نفس النهج الذي اتخذه الفرنسيون في ابتكارهم لكلمة (بيربير) كجنس ليفرقوا بينها و بين كلمة (برباروس) التي تعني الهمجي و المتوحش". انتهى 



فهل بعد هذا سيقول الدارودي وكل قومجي عروبي أن لفظة بربر لها معاني العز والشرف، خاصة إذا علمنا أن الباحث محمد علي عيسى بمثابة الأب الروحي لهؤلاء القومجين في الجانب التاريخي، و كثيرا ما يستشهد به الدارودي

و الآن سنوضح معنى هذه الكلمة في ما يسمى اللغات (العروبية) لأن صاحبنا أشار فقط إلى أن معاني جذر كلمة بربر في هذه اللغات لا يحمل أي معنى قدحي و لم يكلف نفسه أن يعطينا و لو معنى واحدا لهذه الكلمة في إحدى تلك اللغات، او انها تشير الى شعب في شمال افريقيا 

لهذا لابأس أن نذكر صاحبنا بمعاني الجذر "بر" في بعض اللغات السامية الحامية و بعض اللغات من فصائل أخرى.

في المعجم الوجيز هيروغليفي عربي نجد أن جذر بر لا يحمل أي إشارة إلى أنه اسم لشعب معين، حيث وردت كلمة بر في هذا المعجم بعدة معاني نذكر منها:

- بر : قارب .

- بر: ضرير، كفيف .

- بربر: يغلي، يفور و نفس المعنى يحمله في القبطية.

و نفس الشيء بخصوص معنى جذر "بر" في اللغة المندائية، نقرأ

في القاموس المندائي عدة معاني لهذا الجذر:

- بر: أضاء .

- بر: يشعل غضبا .

- بر: براري أرض خالية .

- برابر : مقابل.

و في قاموس اللغة الأكادية نجد أن كلمة بربر في الأكادية تعني

.Barbartu و مؤنثه الذئبة Barbaru الذئب

و إذا بحثنا عن معنى بر في اللغة الكوردية باعتبارها من فصيلة

اللغات الهندوأوربية نجد أن هذه الكلمة في هذه اللغة لها عدة معاني

و لم تشر إلى أنها اسم لشعب معين، و من بين معاني "بر" نجد :

العرض، الوسع ، الأمام، القبل، القدام، السالف . :Ber : - بهر

الارتزاق، الاعاشة، التعيش . : Berbure : - بهر ئابور

رويدا، تدريجيا . : Berbere : - بهربهرە

الثمر، بطانة الثوب أو اللحاف . : Ber -

أجل، شأن، من أجل . : Ber -

المسؤول . : Berbar -

المعادلة . : Berbar -

المسؤولية. : Berbari -

و في اللغة الأمازيغية  وهلافا لما يزعمه الدارودي ان اسم بربرمصطلح قابت المعنى  فإن معاني جذر "بر "  في الامازيغية تختلف و تتعدد، ولا تشير ابدا الى قومية بربرية  و سنقوم بذكر معانيها بكل من المغرب و الجزائر و ليبيا و بالصحراء حيث مواطن التوارگ، كما وردت في المعاجم

الأمازيغية :

- بْر، بّرْبْر، يِتبربر، أبربر : علا و ارتقى و صعد ، و منها

تخمر العجين و انتفخ : إبْربر ؤُركتو، إسمُّوم ؤُركتو.

- إبْربر : تمتم و تلعثم من شدة الغضب / أغلق / خرج.

غطى و حجب بصفة كاملة / أغلق / بْربرن bberber: - بْربر

ئبْردان س-ؤگَفور : غمرت الطرق بالأمطار.

تاربات تَبربَرت : بنت بالغة مدركة : Taberbart - تَبْربَرت و صالحة للزواج.

الفقاعة : Taberburt - تَبْرْبُرت

- أبْرَبْر: شخص أو حيوان به عيوب خفية .

- أبْرَبْري : خائف، قلق، فزع.

- سْبربر، إسْبربر : قام بعملية التخمير / الصعود و الإرتقاء/ سخن الماء حتى درجة الغليان.

- أسبربر : غليان

- إسْبربر: اغتصب و تعدى على...

و انطلاقا مما سبق نستنتج أن كلمة بربر في اللغة الأمازيغية لا تحمل أي إشارة إلى كونها اسما لشعب معين، كما أنها لفظة مضطربة مدلولا و منطوقا، و نستغرب من قول صاحبنا الدارودي

في الصفحة 23 من كتابه :

"... لفظة البربر الثابتة إذا ما ذ كرت يستحضر معها تاريخ عريق مشرق ومشرف، يفتخر به المسلمون عامة والعرب خاصة، فأين القدح في كلمة البربر التي اُشربت معاني الفخر والشرف والعزة؟ وما جعلها كذلك سوى أولئك الذين يحملونها علما لهم منذ سالف العصور، فإذا كانت كلمة أمازيغ جميلة في مدلولها اللغوي فإن كلمة البربر جميلة في مدلولها التاريخي".



و هنا نطرح الأسئلة التالية على صاحبنا  العروبي الدارودي بخصوص أقواله و نقول :

على ماذا اعتمد الدارودي حتى قال بأن لفظة بربر ثابتة و جميلة في مدلولها التاريخي و أنها أشربت معاني الفخر والشرف و العزة و أن ليس لها معاني قدحية ؟

هل الدارودي لم يطلع على كتب التاريخ و المعاجم التي تناولت كلمة بربر ؟ أم ربما اطلع عليها و تجنب الإشارة إليها لغاية في نفسه ؟

و هنا نقول للدارودي أن لا يتعب نفسه في محاولة اصطناع معاني جديدة لكلمة بربر و تلميعها عن طريق تخريجاته الساذجة، فالأمر حسمته المعاجم العربية و المصادر التاريخية، و إذا كان لابد أن يلصق الدارودي لفظة بربر بالشعب الأمازيغي فليأخذ المعلومات من المعاجم العربية كما هي بدون لف و لا دوران و لا تحريف، وإن كان صاحبنا مقتنع بأن لفظة "بربر" أشربت معاني الفخر والعزة و الشرف فليعتمدها في كل كتابته عن العرب واصولهم لانهم ايضا من الشعوب التي سميت بربر في القديم

و قد اطلق اسم السراسنة على العرب سكان الجزيرة العربية  سموا كذلك تسمية مزدوجة في عدة مراجع تاريخية، هي "السراسنة البرابرة"، خصوصا من طرف الرومان و قد ربط اسم برابرة ايضا بالعرب قديما وليس فقط بلاد الامازيغ .
انظر كتاب المؤرخ رستوا جان 
مقتبس من الكتاب 

"These Saracens, located in the northern Hejaz, were described as people with a certain military ability who were opponents of the Roman Empire and who were classified by the Romans as barbarians."
ترجمة 
هؤلاء السراغنة ، الواقعون في شمال الحجاز ، وُصفوا بأنهم أشخاص يتمتعون بقدرة عسكرية معينة ومعارضين للإمبراطورية الرومانية وصنفهم الرومان على أنهم برابرة"

Retsö, Jan 
 The Arabs in Antiquity: Their History from the Assyrians to the Umayyads. Routledge. page. 506. 





خلاصة القول القوميين العربيين يفضلون استعمال كلمة بربر على كلمة امازيغ وهذا لغاية في نفس يعقوب ولعلمهم في داخل سريرتهم الخبيثة انه يحمل معنى قدحي وكل هذا الهدف منه خلق احساس بالدونية في نفسية الانسان الامازيغي و دفعه للتنصل من كل ماهو تاريخ و اصول ولغة امازيغية فعند اي اختلاف مع القومجي العروبي اعداء التاريخ و الهوية الامازيغية تجده دائما ما يقول لكم انتم بربر همج ولهذا نطالب كل من له حس بالامازيغية ان يمحي من كتاباته ومن لسانه وفكره كلمة بربر لاننا باختصار اسمنا امازيغ بمعنى الرجل الحر السيد النبيل ولسنا  همج

 نحن الأمازيغ نعرف قيمة وطننا الأصلي و ثقافتنا الأمازيغية الأصيلة، و لا ننتظر من سفهاء قومهم  من عرب المشرق او المستعربين في بلداننا أن يعطونا دروسا في التاريخ و الهوية فهماكذب خلق الله و لا ننتظر منهم اعطائنا درس في حب الأوطان، فالأمازيغية حضارة و ثقافة وتضحية بالنفس و النفيس من اجل هذه الارض التي دفن فيها اجدادنا وليس في المشرق

و هوية الأمازيغ وجميع من يعيش فوق تراب تمازغا،  هي أكبر بكثير من أيتام القدافي و من خزعبلاتهم التي ينشرونها.


هناك تعليقان (2):

  1. من شدة حقدك جعلت الاستراليين أقرب إلى الأمازيغ من العرب!!!
    ما تفعله هو مجرد مشروع صهيوني قذر لتفرقة الشعوب

    ردحذف
    الردود
    1. يا جبان اعطاك جينيا الامازيغ اقرب للاستراليبن ف الشيفرة الوراثية

      حذف