الأحد، 2 يونيو 2019

الامازيغ و اصول المصريين حسب علم الجينات



الامازيغ و اصول المصريين حسب علم الجينات 

هل المصريين الحاليين هم نفسهم من سلالة الفراعنة ؟؟
ماهي التركيبة العرقية لسكان مصر من خلال الدراسات الجينية؟
 هل المصريين لهم علاقة جينية او عرقية بالامازيغ؟
من عاش قبل الفراعنة في وادي النيل(سكان مصر الأولون)؟

الجواب على هذه الاسئلة سنجده في هذا الموضوع  مدعما بالادلة العلمية والتاريخية الموثقة فتابعوا معنا جزاكم الله خيرا




الجواب على هذه الاسئلة كما يلي:
الخوض في تاريخ التعمير البشري لمصر القديمة و الحديثة يعتبر تقريبا من المحرمات، عند الساسة والباحثين المصريين ويعتبر أمرا بالغ الحساسية بالنسبة لهم، وغالبا مايتم فرض رقابة مشددة في الأعلام و التعليم المصري بعدم تناول التاريخ السحيق للدولة المصرية.وهذا بسبب انتهاج نظامها سياسة واديولوجية القومية العربية الوهمية فقد بينت الدراسات الجينية ان جمهورية مصر لا علاقة لها بصفة القومية العربية

 التركيبة السكانية للمصريين الحاليين من خلال الدراسات الجينية:

علميا من خلال الدراسات الجينية اصبح من الماكد ان  المصريين هم خليط غير متجانس لكن نلاحظ ان اكبر جزء من  المصريين ينحدرون من نفس اصول امازيغ المغرب الكبير  ويلتقون قبل الاف السنين في تحورات جينية مشتركة فكلاهما يحمل تحورات تعود قديما للسلالة EM215 المعرفة ب E1B1B
صورة الأطلس الجيني لخمس دول يدعى انها عربية منها  جمهورية مصر خرجت اغلبها تحت نفس السلالة الجينية  المشتركة قديما مع التحورات الامازيغية




مصدر الدراسة :

Geographical structure of the Y-chromosomal genetic landscape of the Levant: a coastal-inland contrast.


الاستاذ مصطفى الفقي : ربع سكان مصر من أصل أمازيغي و كل المنطقة الغربية للنيل أي تقريبا ثلثي مساحة مصر هو امتداد لتمازغا "لشمال افريقيا". و شهد شاهد من أهلها، اعترافات هامة من أحد الأخصائيين المصريين عن التأثير الأمازيغي في مصر


ولتنوير الرأي العام وفهم طبيعة نشوء الحضارة الفرعونية  وعلاقتها بالمصريين الحاليين لابد أولا فهم طبيعة الأستقرار البشري في شمالي وادي النيل،حيث اصبح يسكن اغلب المصريين اليوم  وكيف تم وعلى أية مراحل.

  
اولا :
قبل ذلك يجب ان تعلم  صفة الفراعنة ليست عرق او سلالة بحد ذاتها لكنها صفة حكام مصر في العصور القديمة  ويجب ان نعلم ان المصريون المعاصرون لا ينحدرون من فراعنة المملكة الجديدة الذين حكموا مصر قديما وبنوا اغلب الاثار و الاهرامات هذا ما اثبتته الدراسات العلمية الجينية لرفاة عدة مومياءات مصرية قديمة
رابط الدراسة

Les génomes des momies égyptiennes anciennes suggèrent une augmentation de l'ascendance africaine subsaharienne au cours des périodes post-romaines


نجح علماء ألمان في فك شفرة المجموع الوراثي لعدد من المومياءات المصرية المحفوظة في ألمانيا. وأظهرت نتائج تحليل المجموع الوراثي للجثث المحنطة مفاجأة للعلماء حول التغير السكاني في مصر وتأثره بالنازحين من منطقة الصحراء بالاضافة لعلاقة الفراعنة (الطبقة الحاكمة) مع الشعب المصري القديم، و مدى أرتباطها بأصول محلية أو أجنبية؟
حيث بين فحص الحمض النووي ان المصريون المعاصرون لا ينحدرون من فراعنة المملكة الجديدة هذا فيديو توضيحي


فقد نجح باحثون من عدة دول في فك شفرة المجموع الوراثي لمومياءات تعود لمصر الفرعونية، للمرة الأولى حتى الآن، إذ كان ذلك أمرا بالغ الصعوبة بسبب الظروف المناخية التي حفظت فيها المومياءات في مصر وبسبب المواد الكيميائية المستخدمة في التحنيط.

 وأوضح الباحثون تحت إشراف جامعة توبينغن ومعهد ماكس بلانك لتاريخ البشرية في ألمانيا، أن تحليل المجموع الوراثي للجثث المحنطة يشير إلى أن سكان مصر تغيروا خلال فترة الـ 1500 سنة الماضية بشكل بالغ.

فبينما كان المصريون يرتبطون على مدى آلاف السنين بشكل وثيق مع سكان الشرق الأوسط، من فلسطين و الاردن وتركيا  فإن السكان الحاليين يظهر عليهم التأثر بقوة بسكان المناطق الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى.
فبينما كان المصريون يرتبطون على مدى آلاف السنين بشكل وثيق مع سكان الشرق الأوسط، فإن السكان الحاليين يظهر عليهم التأثر بقوة بسكان المناطق الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى. 

ونشر الباحثون نتائج دراستهم يوم الثلاثاء (30 ماي 2017) في مجلة نيتشر كومونيكيشنز. وهناك خلاف علمي بين الباحثين منذ سنوات بشأن مدى إمكانية الاعتماد على تحليلات الحمض النووي للمومياءات المصرية.
باحثي الدراسة الجديدة أكدوا أنهم نجحوا ولأول مرة في فك شفرة المجموع الوراثي لعدد من المومياءات بعد أخذهم عينة من 151 مومياء كانت محفوظة في ألمانيا

عثر على هذه المومياءات أثناء عمليات حفر بداية القرن العشرين في قرية أبو صير الملق بمركز الواسطي بمحافظة بني سويف المصرية. وتعود هذه الجثث المحنطة لأشخاص كانوا يعيشون قبل نحو 1400 سنة من الميلاد وحتى سنة 400 بعد الميلاد وتمت مقارنتها بعينات لمصريين معاصريين ينحدرون من الدلتا و واحة البحرية.
فيما يخص نتائج السلالات الأبوية لمومياءات أبوصير فقد نجح الباحثين في استخلاص  فقط ثلاثة، نتائج واحدة على السلالة E-V22، التي تنحدر من التحور الشمال افريقي الامازيغي EM78 واثنتان على السلالة J1. على تحورات خاصة بمنطقة زاغروس و الاناضول والتنائج  مبينة على الجدول التالي :

فيما يخص التحور الاخر المكتشف في المومياء المصرية الفرعونية  على السلالة J1  قد ظهرت مؤخرا على نتائج رفات موقع عين الغزال بالأردن واللتي تعود للعصر البرونزي.. وهذا يثبت أن هته السلالة قد دخلت أفريقيا ع
لى الأقل منذ العصر البرونزي وكما معلوم فهته السلالة ذات منشأ أيراني ظهرت أيضا على نتائج نيوليثية لمواقع اركيولوجية في أيران وسابقا أعتبرها  فريق البحث  Tofanelli و Chiaroni et al 2010 ذات منشأ زاغروسي، وتعتبر هذه السلالة أحد هابلوغروبات المكون الأوتوسومي لأيران النيوليثية.
أما السلالة E-V22 فهي تتواجد أيضا بالشام لكنها غير متشاركة فيها او ذات نسب ملاحظة عكس تواجدها بشكل مهم في وادي النيل أنطلاقا من مصر  مرورا بالسودان حتى أثيوبيا، وقد أقترح فريق البحث Hassan et al 2008 ان يكون منشأها ليبيا و غرب وادي النيل بمصر (الصحراء الغربية).

رابط الدراسة


عينات المومياوات المصرية تعود الى حوالي 1400 سنة ق م وهي الفترة التي عرفت اشتداد التصحر بمنطقة غرب النيل مقابل بداية جفاف منطقة الدالتا التي كانت معروفة بالطمي والفياضانات لهذا تنقلت اليها القبائل الامازيغية الليبية ومارست ضغطا على الفراعنة في العهد الفرعوني الحديث خاصة زمن رمسيس الثالث الذي حاربهم بكل قوة
ومع مرور الوقت استعملهم في جيشه و استمر الوضع الى غاية الاسرة 21 اين سيطر الامازيغ كليا على الحكم في مصر بقيادة شاشناق حوالي 950 ق مالذي اصبح فرعون مصر من اصل امازيغي واستمرت سيطرت الامازيغ على حكم مصر الى غاية الاسرة 24 واخر ملوك الامازيغ الفراعنة هو تافناخت فيما يلي فيديو توثيقي لهذه المرحلة

كما سبق ذكره الدراسة الجينية لموياوات مصر الفرعونية بينت ان المصريين الحاليين لا ينحدرون من الفراعنة الذي حكموا مصر قديما في الخارطة، التالية موقع أبو صير بعلامة X و الدائرة البرتقالية لباقي العينات لمصريين معاصرين قصد المقارنة


الحمض النووي لأصحاب الجثامين التي تم تحليلها كان تقريبا يشير الى ثبات الأصول الأمومية للميتاكوندريا  واغلبها خرجت على تحورات امومية امازيغية (ليبية)
و الملاحظ في العينات المعلنة للمتاكوندريا الأمومية أن أغلبها ينتمي لتلك الموجودة برفات الانسان البدائي  بتافوغالت بالمغرب و مشتا أفالو بالجزائر،أذ تقع على السلالات الأمومية R0 و JT و U بالاضافة ل H.

وهذه بضعة عينات لمومياءات أبوصير الفرعونية على السلالات الأمازيغية الأنثوية.

 ولكن الأمر يختلف مع السلالات  الجينية الأبوية  لمومياءات الفراعنة حيث يوجد أختلاف واضح و كبير مع جينات المصريين الحاليين. فقد ظهرت ان اغلبها من منطقة الشام و تركيا والاناضول كما توضحه الصورة التالية  المقتبسة من الدراسة الجينية



توضيح:
عند مقارنت نتائج مومياوات الفراعنة  بعينات المصريين المعاصرين، تبين اختلاف اصولهم الابوية و أن يكون الكثير من المصريين الحاليين ابويا  قد نزحوا خلال الـ 1500 سنة الماضية من جنوب الصحراء الغربية خاصة في المنطقة الواقعة على النيل إلى مصر.

ولم يستبعد الباحثون أن تكون تجارة العبيد عبر الصحراء الغربية قد لعبت دورا مركزيا في ذلك وهي التجارة التي بدأت في العصور الوسطى ووصلت ذروتها في القرن التاسع عشر والتي يعتقد أنها جلبت ستة إلى سبعة ملايين من الرقيق إلى منطقة شمال أفريقيا حسب وجهة نظر الباحثين.

ثانيا:
الطب ياكد ان المصريين الحاليين ليسوا من الفراعنة

المصريون الحاليون لا ينحدرون من نفس اصول الفراعنة كما بينه علوم الطب والامراض الوراثية فانتشار مرض حساسية البان البقر عند  كثير من المصريين الحاليين  تاكد انهم ليسوا من نفس عرق الفراعنة فالادلة الاركيولوجية اكدت ان الفراعنة واستهلاك حليب البقر دون مشاكل وعكسه عند المصريين المعاصرين
يعاني  المصريون حاليا،  من مشاكل عسيرة في شرب حليب الابقار ومشتقاتها.

و نعلم جيدا ان معدلات نسبة المتوسط العام لجين هضم اللاكتاز تسجل أعلى نسبها في أفريقيا عند دولة المغرب خصوصا عند قومية الأمازيغ.

 بينما يفتقر المصريون و الأفارقة جنوب الصحراء لهذا الجين وهذا ما يسبب لهم أعراض و مضاعفات خطيرة قد تؤدي للموت أذا أقترن بمرض مزمن.

خارطة معدلات نسبة المتوسط العام لجين هضم اللاكتاز توضح معاناة المصريين المعاصرين مع هضم الحليب الطري


لكن المصريين القدامى(الفراعنة)  كانو ا يشربون  حليب الابقار دون مشاكل بل كانت لهم قدرة فائقة في هضم اللاكتاز (سكر الحليب)، أذ تظهر النقيشات و الجدارايات الأثرية المصرية القديمة قدرة كبيرة للفلاحين المصريين في شرب الحليب مباشرة من أثداء البقر.

نقيشات و جداريات تظهر أستهلاك الحليب الطري في مصر القديمة






خارطة أعلى نسب لجين هضم اللاكتوز ونقيشة من ليببا منذ 7000 سنة في منطقة تاكركوري لأمازيغي يحلب بقرة
هدا النقش يؤكد على شيئ مهم اكده فريق علمي إيطالي يقول انه وجد الدليل العلمي على ان صناعة الألبان ومعالجتها و تهجين
وتربية الماشية قد بدأ في ليببا مند 7000 سنة في منطقة تاكركوري أي قبل ظهور الحضارات الفرعونية


في الصور نشاهد نقوش جميلة  للرعاة الامازيغ مع أبقارهم، في أحداها نجد أحد الأمازيغ وهو يحلب بقرة في الصحراء الليبية يقدر عمر هدا النقش بحوالي 7 الف سنة

هدا النقش يؤكد على شيئ مهم اكده فريق علمي إيطالي يقول انه وجد الدليل العلمي على ان صناعة الألبان ومعالجتها و تهجين وتربية الماشية قد بدأ في ليببا مند 7000 سنة في منطقة تاكركوري

التحاليل الكيميائية التي اجراها العلماء على بعض الأواني الفخارية التي وجدوها في منطقة تاكركوي الليبية كشفت عن وجود الأحماض الدهنية الدالة على تصنيع ومعالجة الالبان
مصدر الدراسة

Le fromage au Sahara il y a 7 000 ans


وهذا ما يضعنا أمام مفارقة حقيقية حول علاقة المصريين المعاصريين بالمصريين القدماء، و نعلم جيدا ان معدلات نسبة المتوسط العام لجين هضم اللاكتاز تسجل أعلى نسبها في أفريقيا عند دول المغرب الكبير  خصوصا عند قومية الأمازيغ.
يعتبر جين هضم اللاكتاز جينا جسمانيا ويوجد بشكل أساسي  لدى الاوروبيين و الأمازيغ وبه يسيتطيع الخبراء تحديد أصول الشعوب الزراعية الأولى على غرار باقي الجينات الجسمانية أو الهابلوغروبات الخاصة بالسلالات.
رابط الدراسة

Preuves génétiques à l'appui d'une origine laitière eurasienne-nord-africaine partagée.


حاليا، يستهلك المصريون البالغون مايعرف بالزبادي او الشاي باللبن و باقي الخمائر الحليبية من روائب، وهذه النوعية من المنتجات تكون قد فقدت اللاكتوز المسبب للحساسية  بسبب عملية التخمير لأن الباكتيريا قد أستهلكته.

و رغم  تناول المصريين المعاصرين للبن (الزبادي) دون اية مشكلة تذكر، وخصوصا اللبن الغني بالبروبيوتيك (Probiotic). فأنه غالبا مايتجهون لأستهلاك الألبان ذات المضافات الغذائية (Food additives) واللتي تحتوي على انزيم اللاكتاز للمساعدة في عملية هضم وتحليل سكر اللاكتوز، لذالك تتجه شركات تصنيع الحليب في مصر الى انتاج الحليب النباتي او الحليب الغبرة الخالي من خصائصه و المشبع بالمضافات.
 عينة من طلبات مرضى مصريين يعانون مع "عدم تحمل اللاكتاز"

 أهم أستنتاج يمكن أن نتوصل أليه، أن المصريين القدماء كانوا يمتلكون جين هضم اللاكتوز LCT في حين المعاصرون لا يمتلكونه بالشكل المطلوب، في حين هذا يقوي الطرح القائل في ان المصريين القدماء كانوا مجرد أمازيغ تعرضوا لموجات هجرات قادمة من الشرق الأدنى و السودان منذ عهد المملكة الوسطانية ما أدى الى تقزم وجودهم في مصر القديمة لصالح الشعوب الوافدة عليهم.

وبالتالي، أنكمشوا ديمغرافيا فتغيرت عاداتهم الغذائية و اصبح استهلاك الخميرات الحليبية أهم من استهلاك الحليب الطري،  الى ان انقرضت تلك العادة على الاقل منذ 2000سنة و هي مستبدلة حاليا بالشاي و القهوة.

ثالثا
 اذا من عاش قبل الفراعنة في وادي النيل(سكان مصر الأولون)؟

 لنبدأ أولا بأقدم الرفات البشرية اللتي وجدت أطلاقا على الصعيد المصري، و كانت تلك الخاصة بموقع Nazlet Khater الخاص بالثقافة الخورموزانية Khormusan Culture وهي تعود لهيكلين عظميين من البشر البدائيين، وهي مؤرخة بحوالي 30ألى 35الف سنة، مايوافق العصر الحجري الأعلى (Paleolithic Era  تتمتاز خاصيتها المورفولوجية للجمجمة بأنها من نوع منقرض للبشر المبكرين حيث تحمل ملامح بدائية خشنةArchaic Features.

رفات نزلات الخاطر المصرية ذات الملامح البدائية المنقرضة

هيكل عظمي كامل لرفات نزلات الخاطر


اكد العالم Brothwell -1963 أن رفات Nazlet Khater مرتبطة  بعرق البوشمان الخويصان  وهم من جنوب القارة الافريقية المبكرين East African proto-Khoisan Negro stock، وانها قد تكون أسلاف لنوعهم البدائي اللذي نشأ في شمالي شرق أفريقيا قبل انتقالها جنوبا عبر شرق أفريقيا صاعدا نحو منابع وادي النيل.

وبهاذا تكون رفات Nazlet Khater الدليل الأول على عدم ثبوت ظهور أسلاف الفراعنة في شمالي وادي النيل على الأقل قبل 30الف سنة.

رابط الدراسة 

موقع نزلات الخاطر في مصر



أما الدليل الثاني، على ان الحضارة الانسان اببدائي في مصر ظهر اولا في جنوبها ناحية السوجان  ودليل ذلك هو الثقافة الحلفاوية اللتي ظهرت بشكل خاص في شمالي دولة السودان بوادي الحلفا و ظهرت في الفترة بين 19الى 14الف سنة، تميزت بالصناعة الميكروليثية الشبيهة بالثقافة الموستيرية النيادرتالية لا من ناحية صنع الأدوات و تقنيات الكشط و التقليم الحرفي للصيد و القنص والتسلح و الطبخ الخ.. بحيث تتشابه مع تلك الخاصة ب Levallois الفرنسي.

غالبا يتم ربط الثقافة الحلفاوية بسابقتها الخورموزية Khormusan  بسبب تأثرهما و أشتركاهما في تقاسم نفس الثقافة الميكروليثية ذات المنشأ العاتري الموستيري واللذي كان متواجدا بكثافة في شمال غرب أفريقيا خصوصا في دول "ليبيا وتونس و الجزائر و المغرب" قبل 40الف سنة.

مع العلم، ان بعض الأبحاث الأركيولوجية لجامعة مينيسوتا الأمريكية أثبتت تواجد الصناعة و الثقافة العاترية لشمال غرب أفريقيا في مصر في بحث مستقل سنة 2010. ما يؤكد ان الأناسين المبكرة اللتي ظهرت في مصر قد جائت بشكل مباشر من الصحراء الغربية وهي من نقلت الحضارة البدائية الى مصر

 انظر البحث الذي ياكد ان حضارة التاسيلي بصحراء الجزائر هي اصل الحضارة المصرية

اقدم من يمثل الحضارات البدائية في الجنوب من ليبيا والجزائر هم الطوارق الذين اسسو الحضارات القديمة 'الجرمنت) للعلم الطوارق ايضا في جنوب الجزائر وليبيا خرجوا اغلبهم على السلالة الامازيغية EM35   وهم  من احفاد حضارات الصحراء الكبرى وخاصة حضارة (الجرامنت)  الذين عاصروا الحضارة المصرية القديمة وهؤلاء هم من نقلوا الحضارة الى مصر لاحقا
رابط الدراسة :



الثقافة الحلفاوية ستعرف امتدادا لها في الفترة الممتدة بين 10الف الى 13سنة نحو صعيد مصر انطلاقا من وادي حلفا بالسودان، خصوصا في منطقة  Kom Ombo
وستعرف بأسم الثقافة السيبيلية Sebilian Culture،  وتعرف أيضا بأسم Esna Culture، وقد تميزت أيضا بتواجد الميكروليث الموستيري مايشير الى تواجد نفس البشريات البدائية الشبيهة بتلك الخاصة بNazlet Khater في نفس المجال الجغرافي.
 وهذا ماسنلاحظه مع الثقافة القدانية Qadan Culture و اللتي انتشرت في صعيد مصر و شمال السودان بعد الفترة السيبيلة  و اللتي تعتبر امتدادا لها حيث ظهرت مباشرة ورائها في الفترة بين 13 الى 8 ألاف سنة، و اللتي ورثت عنها نفس الصناعة و الثقافة الميكروليثية الموستيرية.
الثقافة السيبيلية Sebilian لوادي الحلفا السوداني و تعتبر الثقافة الأم للقدانية التي كانت تخص أسلاف الزنوج
رابط للاطلاع


أهمية الثقافة القدانية بأعتبارها وريثة الثقافة السيبيلة أبنة الثقافة الحلفاوية وقبلهما الخورموزية، أنها تقدم دليلا قاطعا على طبيعة من يسكن مصر في الفترة الممتدة بين 8000الاف سنة الى 35الف سنة.
و اللتي تتلخص في رفات جبل الصحابة Jebel Sahaba المؤرخة بحوالى 11الف سنة، وتنتمي للثقافة القدانية، وتعود ل 61 فرد لقوا حتفهم في مجزرة رهيبة أعتبرت أول هولوكست في تاريخ البشرية ارتكبت من قبل شعب ابيض مغاربي
رابط الدراسة


Les restes sahraouis peuvent être le signe d'une première guerre de race, il y a 13 000 ans


حيث اكتشف الباحثين  رفات هولوكوست لأول حرب عرقية عرفها التاريخ البشري وقعت في شمال أفريقيا بين الزنوج و البيض ناحية شمال السودان
صور هياكل المقبرة الجماعية لضحايا أول حرب عرقية موثقة في التاريخ



عند الأطراف المترامية للصحراء الكبرى، وتحديدًا عند موقع جبل الصحابة شرقي وادي النيل بدولة شمال السودان، عثر العلماء في ستينيات القرن الماضي على حوالي 59 هيكلًا عظميًّا عمرها 13 ألف عام قبل الحاضر، في ظل دراسة أمريكية كانت تمولها منظمة اليونسكو بهدف الحفاظ على الآثار التي كانت على وشك أن تغرقها مياه السد العالي بأسوان، وأُخذت هذه الآثار إلى ولاية تكساس قبل أن تُنقل مؤخرًا إلى المتحف البريطاني لتحليلها من جديد.
وقد تبين من خلال الفحوص التشريحية ان الرفات تعود لمذبحة جماعية  و أن هؤلاء الضحايا راحوا فيما يُعرف بأقدم حرب عرقية عرفها التاريخ.
فقد وُجدت آثار طعنات على عظام الضحايا، وأحاطت بهم شظايا الأسلحة القديمة والأسهم من كل جانب، وبعضها اخترق عظامهم؛ مما يشير إلى أول حرب مجتمعية بين عرقين مختلفين تماما و الأمر يتعلق بعرق أبيض يعيش في البحر الأبيض المتوسط قادم من شمال أفريقيا و عرق "زنجاني" تعود رفاته لعنصر "الخوزان او البوشمان" أو ربما "البيكمي" بسبب قصر القامة و الجذوع القصيرة و الملامح الجمجمية البرطمية من خلال ماتبين في فحص الهياكل العظمية للضحايا، و قد تم تصنيفهم في الدراسة على أساس انهم جزء من أسلاف الأفارقة جنوب الصحراء الحاليين .
تنتمى رفات  الضحايا لما يعرف بالثقافة القدانية Qadan Culture و اللتي انتشرت في صعيد مصر و شمال السودان بعد الفترة السيبيلة  و اللتي تعتبر امتدادا لها حيث ظهرت مباشرة ورائها في الفترة بين 13 الى 8 ألاف سنة، و اللتي ورثت عنها نفس الصناعة و الثقافة الميكروليثية الموستيرية.
أما بالنسبة للمعتدين (القتلة) أو الجزارين فقد تبين أوليا أنهم شمال أفريقيون و يشبهون الأوروبيين الأوائل
الرفات النوبية  التي تعرضت للابادة ومن خلال أطلاع الباحثين عليها تبين انها تنتمي لجنس زنجاني أو شبيه بالزنوج الأفارقة جنوب الصحراء على الأقل، ومن خلال الجماجم يبدو انها تخص مايشبه الأستراليود أو أسلاف منقرضة للأفارقة جنوب الصحراء كالبيغمي و المجموعات النيلية الأومية.
ولعل نتائج الحمض النووي اللتي أخضعت لها رفات وادي الحلفا لبلاد النوبة في السودان العائدة للفترة النيوليثية أكدت أن الأمر فعلا يخص أسلاف الأفارقة جنوب الصحراء حيث ظهرت النتائج على السلالة  الافريقية الزنجية :A1b1b2b-M13



جداول فحص الحمض النووي لرفات وادي حلفا وهي على السلالة A-M13




أهمية اللقى في موقع Jebel Sahaba أنها أكدت ان الثقافة القدانية بقيت تقاوم في الوجود في صعيد مصر و شمالي السودان حتى الالف الرابعة قبل الميلاد، قبل تعرضها للأنقراض التام بمجئ غزاة جدد من جنس ابيض من الصحراء الغربية ناحية ليبيا  .
وهذا ما يفسر تواجد نسبة كبيرة من التحورات الشمال الافريقية من التحور EM78 و EM35 في الدراسات الجينية للتركيبة السكانية للمصريين و هو ما يفسر خروج بعض التحورات الجينية لرفاة مومياوات مصر على التحور EV22  المنحدر من التحور الامازيغي EM78
خارطة أمتداد الثقافة القدانية في صعيد مصر و السودان المنطقة التي تنازع عليها الزنوج والامازيغ (الليبيين)



أذن و كما يتضح فأن تاريخ تعمير  وادي النيل قبل ظهور الحضارة الفرعونية، وفي الفترة الممتدة بين 8الاف الى 35الاف سنة قبل الميلاد في مصر كانت تخص مايشبه أسلاف الأفارقة الزنوج جنوب الصحراء و ليس أسلاف الفراعنة و المصريين ثم سيطر على تلك المنطقة المغاربة (الليبيين) ثم جائت هجرات من الشرق الاوسط و الاناضول الى مصر ابتداء من الالف الرابعة قبل الميلاد ومنهم اغلب الحكام الفراعنة.
ويتضح ذالك عبر هذا المخطط الأركيولوجي اللذي يحدد فيه تاريخ تعمير دولة مصر أنطلاقا من غربها اللذي عرف تواجدا بشريا قادما من ليبيا و اللذي استقر في واحة الفيوم لأول مرة في الالف السابعة. بينما الصحراء الغربية تعرف أزدحاما سكانيا.



خلاصة 
بفعل التصحر و نقص المياه بدأت تنتقل تدريجيا  السلالة الامازيغية (الليبية) نحو الدلتا شمالا و مصر السفلى بداية من الالف السابعة ثم الصعيد مع نهاية الالف الرابعة. في حين عرف شمال السودان وقتها أزدحاما سكانيا بفعل الضغط الكبير القادم من ليبيا كما توضح البيانات الأركيولوجية.
ما يؤكد بشكل شامل وتام، ان منطقة شمالي وادي النيل (دولة مصر) قد عمرت من طرف العرق الأبيض الليبي   والشرق اوسطي مع أواسط النيوليث أي بعد الالف السابعة حتى الالفة الرابعة ولم يكن يقطنها قبل ذالك بيض وان اول من عمرها هم السكان او شعوب غرب النيل (الليبيين)
 أذن وكما يتضح للجميع، فنحن نتحدث هنا عن مجتمع ليبي  (امازيغي) في مصر القديمة منذ حتى قبل تأسيسها، وهذا أن دل فهو يدل على أن  جزء كبير من الحضارة الفرعونية أسسها أمازيغ ليبيا بكل بساطة ولهذا نجد تلك النسب المرتفعة والغالبة  للتحورات الجينية بين المصريين كما اشرنا اليه في بداية الموضوع.

هناك تعليق واحد: